هند بن دميثان: “نحن فخورون باستقطاب عدد أكبر من مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة في هذه النسخةإضافة إلى المفاجأة المتمثلة في مشاركة الطفلين عبد الله وحمدان برفقة ذويهم “

4 ديسمبر 2019: انطلقت اليوم، الموافق 4 ديسمبر، رحلة الهجن التي ينظمها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث للعام السادس وذلك بمشاركة 11 شخصاً يمثلون 6 دول. 

وانطلق فرسان الصحراء بقيادة سعادة/ عبد الله حمدان بن دلموك، الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، منذ الصباح الباكر من منطقة مندر الأصلاب توجها نحو جسيورة على خط سير تم إعداده مسبقاً ، لتمضي القافلة في أغوار الصحراء عبر محمية قصر السراب مروراً بمنطقة شاه والثروانية وشمال العصب وحصن الظفرة ومحمية المرزوموالشبيكة وبوقرين وشمال رزين وغابات الحفار والعجبان وسيح السلم حتى تحط القافلة رحالها في القرية التراثية بالقرية العالمية، على أن تستغرق الرحلة 14 يوماً تقطع فيها نحو 65 كيلومتراً في اليوم الواحد وذلك وفقاً للأحوال الجوية.  

الاستعدادات

ورحبت هند بن دميثان القمزي، مدير إدارة الفعاليات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث بالمشاركين وأعربت عن تقديرها لكل من ساهم في إنجاح هذه الفعالية عبر السنوات الماضية سواء من فرق العمل أو المشاركين أو الجهات الأخرى المتعاونة وقالت: “أثبتت هذه الفعالية طيلة الأعوام الماضية نجاحها وباتت تستقطب أشخاصاً من حول العالم، ممن تواصلوا مع المركز رغبة منهم في خوض هذه المغامرة للتعرف على التراث الحقيقي للدولة وهذا ما يجعل منها حدثاً يضع كل مشارك في دائرة الضوء، فهو السفير الذي سيعود لوطنه ويروي للأهل والأصدقاء قصصاً لم تعد مألوفة، عن كيفية الارتحال على ظهور الهجن ونصب الخيام وتوّسد رمال الصحراء والتحاف السماء والعمل بروح الفريق الواحد لإعداد المخيم والزاد وإطعام الجمال والعناية بها ومن ثم الترحال على ظهورها لساعات طوال”.

وأضافت بن دميثان: “نفتخر بإطلاق الرحلة في وقت مبكر، فهي هذا العام تعد امتداداً لاحتفالية اليوم الوطني الـ 48، وهي مناسبة غالية علينا جميعاً وتتماشى وأهداف المركز الرامية إلى الاحتفاء بموروثنا الثقافي”.    

المفاجأة

وكشفت هند بن دميثان عن مشاركة طفلين يبلغان الخامسة من العمر في هذه الرحلة وأكدت: “نحن فخورون باستقطاب أعداداً أكبر من مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة في هذه النسخة، لنتمكن من الموازنة بين عدد المواطنين والمقيمين، إضافة إلى المفاجأة التي أسعدتنا كثيرا وهي مشاركة الطفلين عبد الله وحمدان. آملين أن يمثلا قدوة للأطفال، وهي ايضاً تجربة تساعدنا على التطلع نحو أفق جديد لفتح باب مشاركة الأطفال برفقة ذويهم”. 

المشاركون

تضم رحلة الهجن هذه النسخة مشاركون من الإمارات وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والصين والبانيا، وتم اختيارهم من وسط 700 متقدم للرحلة وذلك بناء على التزامهم في التدريبات الإلزامية بالعزبة المخصصة من قبل المركز، إلى جانب اجتيازهم لكافة الامتحانات المطلوبة للمشاركة في هذه الرحلة.  

وقالت المشاركة مريم محمد من دولة الإمارات العربية المتحدة: “سمعت عن الرحلة منذ ثلاثة أعوام وراودتني فكرة الانضمام إلى القافلة منذ ذلك الوقت، فأنا أحب التراث منذ صغري، الا أنني لم تتاح لي الفرصة سوى هذا العام فقررت للمشاركة. أنا أعمل في إسطبلات سمو ولي عهد دبي حفظه الله ورعاه، ومحترفة في سباقات القدرة. لا شك بأن الفروسية تعلم التوازن إلا أنها تختلف عن ركوب الهجن لذا حرصت على التدريب من الصيف الماضي في العزبة المخصصة واتطلع لأن أتعلم الكثير عن الهجن والصحراء وكيف كان يعيش اجدادنا في الماضي”.   

عن الرحلة 

هذا العام، أعلن المركز عن انطلاقة مبكرة للنسخة السادسة من رحلة الهجن التي لاقت رواجاً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لاسيما وأن عدد المتقدمين لرحلة العام الماضي بلغ نحو 1000 شخص، بينما تقدم للتسجيل أكثر من 700 شخص هذا العام وذلك فور الإعلان عن الرحلة على هامش المعرض الدولي للصيد والفروسية أكتوبر الماضي. 

وتختلف رحلة الهجن عن مثيلاتها وتصب أهدافها في التركيز على عيش الأجواء الحقيقية وليس تهيئتها من منظور سياحي وتعتمد على التدريبات المكثفة من قبل المشاركين لاحتراف عملية امتطاء الهجن وامتحان قدرات المشاركين الفردية وعزيمتهم لخوض تحدٍ جديد في الصحراء المترامية وسط طرق وعرة وتلال رملية وحلة تتطلب منهم النزول ودفع الهجن لاجتيازها ولياقة بدنية وقدرة تحمُّل عالية، والانعزال التام عن حياة المدينة، والالتزام بتعليمات قائد الرحلة لمدة تصل إلى نحو أسبوعين حتى الوصول إلى المحطة النهائية.

تحقيق أرقام جديدة

وكانت القافلة في النسخة الماضية قد قطعت 700 كيلومتر في 14 يوماً على ظهر الجمال حيث واجه المشاركون تحديات جمّه وركوب الهجن لنحو 10 ساعات يومياً، ويعتبر اجتياز هذه المسافة في هذا الوقت يعتبر رقماً يصعب تحقيقه.

فرسان الصحراء، هو تعريف مبسط لأبطال هذه الرحلة، لكونهم أشخاص عاديون، ما يميزهم عن الغير هو أنهم قرروا خوض مغامرة تتطلب الشجاعة والصبر وتمتحن قدراتهم الفردية في التأقلم مع محيطهم، ليعيشوا تجربة حقيقية من الماضي تقربهم إلى تراث دولة الإمارات العربية المتحدة.