دبي، 3 ديسمبر 2016: رسم نحو 100 متسابق لوحة تنافسية حبا في الوطن على رمال الصحراء، ومضوا قدماً على خطى الأجداد لحصد المراكز الأولى في ماراثون اليوم الوطني للهجن، الذي أقيم صباح أمس السبت الموافق 3 ديسمبر، في مدينة دبي الدولية للقدرة في منطقة سيح السلم في دبي، ضمن احتفالات اليوم الوطني الخامس والأربعين لدولة الإمارات، ليحصد الحدث الأول من نوعه بالمنطقة، نجاحا مميزا في نسخته الثانية على التوالي، سواء على صعيد الأداء الذي قدمه المشاركون، أو مستوى التنظيم الذي جاء من مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث بالتعاون مع نادي دبي لسباقات الهجن.
الفائزون
ووسط بهجة الفوز، حصد سالم عبيد سالم الحمادي المركز الأول على متن المطية لاحق، وجاء شعفار البلوشي بالمركز الثاني على متن المطية مولع، وعلي مصبح الكتبي بالمركز الثالث على متن المطية مغامر، بعد سباق مثير في مجرياته امتد لمسافة 25 كلم، تبادل خلالها المتسابقون المواقع في المقدمة، وكانت الأمتار الأخيرة حاسمة في تحديد هوية أصحاب المراكز الأولى وسط استقبال حاشد من الجماهير التي تواجدت في موقع البطولة من مختلف الجنسيات، وذلك مع حضور العديد من المقيمين من الجنسيات العربية والأجنبية للتعرف على هذا النوع من السباقات التقليدية.
قام راشد مبارك بن مرخان ومحمد عبدالله بن دلموك، من مركز حمدان لإحياء التراث بتتويج الحاصلين على المراكز الأولى بحضور السيدة/ سعاد إبراهيم درويش مدير إدارة البطولات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث.
وفي بقية المراكز العشر الأولى، حقق عمر خليفة الشامسي المركز العاشر على متن المطية شاهين، وسلطان نواب البلوشي المركز الخامس على متن المطية ماليك، وخلفان جمعة عبيد المركز السادس على متن المطية بزان، وخميس علي الكتبي المركز السابع على متن المطية مغامر، وخلفان الغفلي المركز الثامن على متن المطية الريح، وأحمد محمد الغفلي المركز التاسع على متن المطية مولع، وسعيد حميد الشامسي المركز العاشر على متن المطية الداعي.
وبالعودة لمجريات السباق فقد تحول من مجرد لقاء تنافسي إلى احتفالية ضخمة تغنت بحب هؤلاء الشباب بالوطن وتمسكهم بهذه الرياضات التراثية، وتقديم عرض رائع ومنافسة قوية بينهم لحسم المراكز الأولى، وسط إجماع أن الكل خرج فائزا بمشاركته في هذا السباق الذي تزامن مع احتفالات الدولة باليوم الوطني، وجسد جهود مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث في تعزيز وصون وحفظ واستدامة الموروث المحلي.
وقام مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث في النسخة الثانية بتوسيع قاعدة المشاركة وإفساح المجال أمام الكثير من المواهب الواعدة، وفتح الباب أمام المشاركين المواطنين لمن تتراوح أعمارهم من 18 سنة فما فوق، خاصة أولئك الذين يمتلكون الخبرة في ركوب الهجن للمشاركة في الماراثون، فيما اقتصرت المشاركة على مواطني دولة الإمارات فقط، ممن لا تقل أعمارهم عن 18 سنة، وحرص كل متسابق على ارتداء الخوذة والملابس الواقية في أثناء السباق، وتم الالتزام بالزي الوطني للماراثون، وتم لبس البنطلون الأبيض تحت الزي الرسمي.
وأقيم السباق وفق كافة الإجراءات التنظيمية لأعلى مستوى، مع فرض حظر على المشاركين استخدام الصدمة الكهربائية والمواد المنشطة حسب قوانين سباقات الهجن، ولم يسمح بمشاركة فصيلة «السودانيات» من الهجن، وتم الطلب من المشاركين الالتزام بخط سير السباق، دون أن يحق لهم استبدال الهجن التي تم تسجيلها للمشاركة في الماراثون في يوم السباق.
من جهتها أكدت السيدة/ سعاد إبراهيم درويش، مدير إدارة البطولات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، أن صعود أبطال جدد على منصة التتويج يعكس قوة المنافسات في النسخة الثانية التي استقطبت نحو 100 متسابق، وقالت: “جميع الأمور سارت بشكل جيد للغاية والكل تنافس بحثا عن التفوق والاحتفاء معا بهذه المناسبة الوطنية، ومع النتائج التي تابعناها فأن هذا السباق حقق العديد من الأهداف المنشودة منه، مع نجاحه باستقطاب المزيد من المواهب في النسخة الثانية، وتعزيز سباقات الهجن كواحدة من أبرز الرياضات التراثية التي نفتخر بها، ونسعى لتعزيز مكانتها الراسخة في مجتمعنا منذ القدم”.
وتحدث راشد مبارك بن مرخان من مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، وقال: “نشكر كافة المتسابقين والجهات الداعمة للحدث ووسائل الإعلام، الذين تكاتفوا معنا لتقديم هذه البطولة بصورة مميزة في عامها الثاني، ولعل عدد المشاركين والمستويات التي ظهروا فيها تعكس الجدية في التعامل مع السباق، والرغبة من الجميع بالصعود إلى منصة التتويج، ونتمنى أن يشكل هذا السباق فأل خير كونه يدشن موسم طويل وحافل من الفعاليات الرياضية التراثية التي ستتواصل خلال الفترة المقبلة، ونقدم خلالها تشكيلة حافلة من المنافسات والمسابقات التي نعتز ونفختر بها من تراثنا وهويتنا الأصيلة”.
كما تحدث محمد عبدالله بن دلموك من مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، في ختام المنافسات، وقال “جاءت المنافسة قوية وشيقة للغاية، وفي الميل الأخير كان هناك ما يقارب من 10 متسابقين قادرين على الحصول على المركز الأول، المشهد كان غاية في الروعة والترقب حتى الأمتار الأخيرة جعل الجميع يتابع في عقارب ساعة من الزمن مع روعة الأداء وجمالية هذا المشهد التراثي الذي يتزامن مع احتفالات الدولة الغالية باليوم الوطني، وتشكل إقامة هذه البطولة جزء من مشاركتنا في احتفالات اليوم الوطني، ونحن نعتبر أن الكل فائزا بمشاركته في حب الوطن ودعم الرياضات التراثية”.
وأضاف محمد عبد الله: “السلامة والأمان كانت أولوية لنا في هذا السباق، وجميع المشاركين خرجوا بصحة وعافية، ولم تحصل أي حوادث، وهو ما يجعلنا سعداء للغاية أيضا، حيث نولي هذا الجانب أهمية كبرى إلى جانب التركيز على الجانب التنافسي، ونتطلع أن تساهم هذه النسخة في زيادة الحماس والترقب للنسخة المقبلة منذ الآن.
أهداء الفوز
وعبر سالم الحمادي، الحاصل على المركز الأول، عن سعادته الكبيرة بهذا التفوق والنتيجة، وقال: “اسم السباق يحمل مناسبة عزيزة علينا جميعا، والتفوق فيها كان هدفا وضعته منذ اللحظة الأولى، المنافسة كانت شديدة للغاية والتقارب كان واضحا بين المشاركين، لكن حاولت التركيز وعدم النظر للآخرين بقدر الاهتمام بأدائي، ونجحت بتحقيق مسعاي بحصد المركز الأول”.
وأضاف: “نشكر القائمين على هذا الحدث وتحديدا مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، على اهتمامه ودعمه لكافة الرياضات التراثية وتحديدا سباقات الهجن، ونتطلع للمشاركة في المزيد من المنافسات المقبلة”.
وأكد شعفار البلوشي، الحاصل على المركز الثاني، أن الغاية الأساسية كانت اللقاء في هذا الصباح الجميل، والاحتفال معا بمناسبة وطنية وسط أجواء تنافسية مميزة، وقال: “الجميع كان يطمح للمركز الأول، بالنهاية جميعنا أخوة والفائز واحد، والحصول على المركز الثاني جيد في ظل نخبة المتسابقين المشاركين والمستويات القوية والمتقاربة بينهم”.
وحصل الفائز بالمركز الأول على سيارة بينما حصد الفائز بالمركز الثاني مبلغ نقدي قدره 70,000 درهم وحصل الفائز بالمركز الثالث على مبلغ نقدي قدره 30,000 درهم. وحصل باقي المتسابقين من المركز الرابع والعاشر على جوائز نقدية.
يذكر أنّ الرعاة الرسميين لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، هم الطاير للسيارات ولاند روفر ومطارات دبي ومركز دبي التجاري العالمي وعبد الواحد الرستماني (العربية للسيارات) والقرية العالمية وإذاعة الأولى ومجلة شواطئ.