15 يناير 2019

أنهى مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث تحضيراته لانطلاق النسخة الخامسة من رحلة الهجن ، التي تنطلق غداً الموافق 16 يناير وتستمر لمدة 14يوماً، وتبلغ مسافة الرحلة نحو 500 كيلومتر، تبدأ من غياثي وتمر من ليوا وسويحان وغيرها من مناطق الدولة، وتنتهي في القرية التراثية بالقرية العالمية، حيث تجوب القافلة عدداً من المناطق الصحراوية في دولة الإمارات العربية المتحدة، لتكون الرحلة بمثابة محاكاة لخطى الأجداد، حيث وسائل الترحال عبر سفن الصحراء كما كانت في الماضي.

ومنذ الإعلان عن فتح باب التسجيل لرحلة الهجن  2019، استلمت إدارة مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث عدداً كبيراً من الطلبات للمشاركة في هذه الرحلة الإستثنائية بما فيها طلبات من رحالة سبق لهم المشاركة في النسخ الماضية، ويبرز من شروط الانضمام إلى القافلة إجراء الفحوصات المبدئية اللازمة للتأكد من صحة وسلامة وقدرة المشارك.

وكانت التدريبات التي ينظمها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث قد بدأت منذ شهر أبريل الماضي، حيث تمت تصفية عدد المشاركين إلى 10 وهم يمثلون عدة دول منها الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والأرجنتين والجزائر وغيرها، في تنوع ثقافي وحضاري على أرض الإمارات دولة التسامح التي تحتضن كافة الجنسيات دون تفرقة.

وكعادته كل عام، يعين مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، مجموعة من المحترفين في مجال ركوب الهجن، لتدريب المنتسبين للرحلة، كما يوفر المركز ناقة لكل مشارك، ويؤمن المركز  كافة اللوازم والاحتياجات من الجمال والخيم والقوت إلى المعدات اللازمة لتكون التجربة استثنائية بكل المعايير، خصوصاً من الجوانب المعنوية للمشاركين، بما فيها تحفيز قدرة الفرد على التحمل والمثابرة، وجوهر التعايش مع الجنسيات المختلفة، ممن يمثلون حضارات متنوعة.

وأكدت هند بن دميثان القمزي، مدير إدارة الفعاليات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، أن رحلة الهجن تهدف إلى تهيئة أجواء مماثلة لتلك التي كانت في الماضي عند التنقل والترحال في حياة البداوة، واستدامة أحد أهم رموز البيئة الصحراوية وحث الشباب على ممارسة هواية ركوب الجمال والعناية بها وعيش تجربة تزيد من قوة التحمل لدى الفرد والاعتماد على النفس والعمل بروح الفريق الواحد، إضافة إلى تعلم الطرق القديمة في معرفة الاتجاهات بعيداً عن وسائل التكنولوجيا الحديثة، حيث تستخدم الخرائط والوسائل القديمة التي اعتمدت في الرحلات قديماً، كما يبتعد المشاركون عن حياة المدينة وضغوط العمل.

وأشارت إلى أن المركز ينظم هذه الرحلة كل عام ليعيد إحياء العادات والتقاليد الإماراتية المرتبطة بالترحال على ظهر سفن الصحراء كما كانت عليه قديماً، ويتم تدريب الرحالة على السير ضمن القافلة للتنقل من مكان إلى آخر، وفقاً لخطة سير الرحلة التي يتم إعدادها مسبقاً بواسطة فريق العمل المختص وقائد القافلة.

وشددت هند بن دميثان القمزي على ضرورة وجود رابط بين الإنسان والناقة التي سيمتطيها، إذ يتعين على كل مشارك التعود على الناقة ومعرفة كيفية إطعامها وإنزالها، وطريقة التحكم بها لمتابعة السير في خط مستقيم بدون خوف أو رهبة.

وأكدت هند بن دميثان القمزي أن الرحلة باتت تتمتع بشعبية واسعة بين جميع الجنسيات المقيمة في الدولة، موضحة أن هذه التدريبات والفعاليات التي تشملها الرحلة تساعد على تهيئة الفرد، وتربطه بالطبيعة، إضافة إلى بناء روح العمل لدى الفريق الواحد المتمثلة في تقسيم المهام بين الرحالة عند التخييم، وأوقات الراحة، الأمر الذي ينمي أواصر الأخوة والتعاون بين الجميع.