[دبي – الإمارات العربية المتحدة، 18 فبراير 2016] – شهد اليوم الخميس الموافق 18 فبراير، مشاركة 250 صقارًا في النسخة الثانية عشرة من “بطولة فزاع للصيد بالصقور – الحي 2016” التي ينظمها ويشرف عليها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث. وفي اليوم الأول الذي خصص لدبي والإمارات الشمالية، استقبلت منطقة سيح الدحل بدبي الصقارين المشاركين منذ ساعات الصباح الأولى على الرغم من شدة الرياح التي لعبت دورًا أساسيًا في اشتداد المنافسة.

وقالت سعاد إبراهيم درويش، مدير إدارة البطولات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث: “يدفعنا النجاح الذي حققته هذه البطولة في الدورات السابقة إلى المضي قدمًا في تطويرها، لاسيما وأنها تستقطب أجود سلالات الطيور ونخبة الصقارين الذين يمتلكون مهارات القنص. وينبع اهتمامنا بالبطولة من حقيقة أن الصيد بالصقور الحي كان إحدى وسائل العيش في المنطقة منذ القدم، لاعتماد الناس عليه كمصدر لتأمين قوتهم اليومي آنذاك وتأتي عملية صون هذا التراث الثقافي غير المادي للدولة على قائمة الأهداف التي نسعى لصونها واستدامتها في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث بشتى الوسائل، تعزيزاً لهويتنا الوطنية”.

وقال سيف بالكديدا رئيس اللجنة المنظمة لبطولة فزاع للصيد بالصقور “الحي”: “يسعدنا تنظيم الدورة الثانية عشرة من هذه البطولة التي تظهر علامات نجاحها مبكرًا من خلال إقبال مواطني الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي على التسجيل فيها بأعداد كبيرة. إن الحماسة التي يبديها الشباب على المشاركة في هذه البطولة تبعث على الطمأنينة في نفوسنا، لأن هذا يعني نجاح رسالة مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث الهادفة لاستمرارية الموروث الشعبي للدولة ونقله إلى الأجيال الجديدة، وسنبذل قصارى جهدنا لتوفير كل ما يلزم لجميع المشاركين”.

وكان الإقبال لافتًا خلال اليوم الأول، ويؤكد سيف أحمد الرميثي أحد أعضاء لجنة التحكيم لبطولة فزاع للصيد بالصقور الحي: “كان الأداء اليوم ممتاز نسبياً، ونتوقع منافسة أقوى في اليوم الثاني المخصص للخليجيين”. وعن دور لجنة التحكيم في بطولة من هذا النوع، أضاف الرميثي: “نراقب عن كثب كل ما يقوم به الصقر أثناء مطاردته للحمام الزاجل، كما أننا نبحث عن معايير محددة في أداء الطيور، بما في ذلك سرعة الانطلاق والمناورة والاتجاهات التي يتخذها الصقر أثناء تعقب الطريدة الحية، وطريقة استخدامه لجناحيه، بالإضافة إلى المسافة التي تفصل بينه وبين الحمامة، وإذا تمكن من الإمساك بها، لنرصد بذلك الزمن الحقيقي ونتمكن من التحكيم بأعلى معايير الشفافية والنزاهة”.

وتقول مصادر اللجنة المنظمة إنه تم تجهيز الحمام الزاجل المشارك بالبطولة على أعلى المستويات، وخضع للتدريب منذ شهر أكتوبر، وتم اختيار الأسرع والأقدر على المناورة، ليتم بعدها اختيار النخبة للتدريب مع الصقور على المطاردة، ما يرتقي بمستوى البطولة، وتحتم على المشاركين الخضوع للتدريب المكثف لاكتساب المهارات العالية المكتسبة من عملية القنص أو الصيد كما كانت في الماضي.

ومن بين النصائح التي يقدمها أعضاء لجنة التحكيم للمشاركين، تكثيف التدريبات على فترتين صباحية ومسائية، واختيار الصقر الذي يحب صيد الحمام، وتدريبه على ذلك، نظرًا لامتلاك الحمام الزاجل مهارات كبيرة في التحليق والمناورة. ومن خلال التدريب يكتسب الصقر مهارات إضافية تساعده على تقديم أداء جيد خلال البطولة.

ويعتقد خبراء هذه الرياضة أن المراقبة الصحية والتغذية المناسبة للصقر يجب أن تأتي على قمة أولويات الصقار أيضاً، للحصول منه على أفضل أداء، خاصة إذا كان وزنه وحجمه مناسبين ليتمكن الصقر من التعامل مع تيارات الرياح.

الجوائز

يتم اختيار أفضل الصقور أداءً من حيث القدرة على المناورة وسرعة الانطلاق والمسافة الفاصلة بين الصقر وبين الحمام الزاجل.

حماسة المشاركين

تظهر الحماسة على المشاركين في هذه البطولة لارتباطها كثيرًا بالواقع، ومحاكاتها لنمط عيش أهل المنطقة في الماضي. وأعرب معاذ السويدي المشارك بطير شاهين من إمارة دبي، عن عشقه للصقور منذ طفولته، ما يدفعه للمشاركة في جميع المنافسات الخاصة بالصقور، وساعدته على تحقيق مراكز متقدمة في بطولات سابقة. وأضاف: “اخترت صقري اليوم بعناية لأن بطولة الصيد بالصقور الحي تتطلب معاييراً مختلفة عن بطولات التلواح، إذ يجب أن يكون الطير مدربًا على صيد الحمام تحت ظروف مختلفة، مثل الرياح الشديدة التي نواجهها اليوم، وهذا ليس بالأمر السهل، إذ قد يضيع الطير، ويصبح الإمساك به صعبًا، خاصة مع وجود الرياح المثيرة للغبار. لقد كانت المنافسة قوية والصقارون محترفين.”

ويجمع دميثان بن سيف بن سويدان وفرج الكتبي من إمارة دبي، على ضرورة إخضاع الصقر للمراقبة الصحية، لأنها تنعكس إيجاباً على الأداء والسرعة. وفي مثل هذه البطولات، تظهر نتائج الجهود والتدريب، ويكون الفوز للأقوى، خاصة في حال استخدام التقنيات المبتكرة في التدريبات.

وتمكنت نسخة هذا العام من استقطاب ما يزيد على 700 مشارك، وسيكون يوم غد الجمعة للمشاركين من دول مجلس التعاون الخليجي، بينما خصص اليوم الأخير للمشاركين من إمارة أبوظبي والعين والمنطقة الغربية. 

وتمكن مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث من تطوير البطولة طيلة الأعوام السابقة، وتحرص اللجنة المنظمة على تقديم جميع الاحتياجات اللازمة للمتسابقين، بما في ذلك أجهزة التعقب اللاسلكية والأطعمة الخاصة بالطيور وتخصيص الوقت الكافي بين متسابق وآخر للارتقاء بأداء المتنافسين.