كل الحكم والمقولات المشهورة والأمثال تنتج من الحياة اليومية للمجتمعات وجملتنا اليوم ( حب إيديك مجبوبه ) هي أحد تلك المخرجات التي تفرد بها مجتمعنا، والتي ليست بعيدة عن باقي الثقافات التي جاورت مجتمعنا من مختلف الجهات لا سيما وأنها تربطنا بهم ديانة واحدة وهي الإسلام.
وان قمنا بتفسير الكلام في هذه الجملة فهي كسابقاتها من الجمل لا تحمل كلماتها معنى واضحاً في أغلب الأحوال، ولكن لها دلالات ومعانٍ غاصت مع جذور الموروث في دولتنا الحبيبة، ( حب إيديك مجبوبه ) ومعناها أي قبل يدك من الخلف أو قبل يدك وهي مقلوبه.
هذا هو المعنى الظاهر في ترتيب الكلمات في هذه الجملة، والذي ليس له معنى واضح ولكن المعنى الحقيقي هو أن هذه الجملة تقال أثناء حدوث شيء غير عادي لشخصٍ ما أو غير متوقع أن يحدث له ويكون حسب رغبته ومبتغاه، فتقال له هذهِ الجملة كي يعرف ويعي أن الذي حدث ليس بالشيء البسيط أو السهل ووجب عليه أن يقبل يده من الخلف كناية عن الامتنان لله أن سخر له هذا العمل.
وتقال في بعض الدول العربية ( حب ايدك وش وأفا ) أو جملة شبيهة لذلك، ولأوضح الجملة أكثر سوف أضرب لكم مثلاً عن كيفية استخدام هذه الجملة، فلو فرضنا أن هناك طالباً قد تغيب عن حضور امتحان دراسي نهاية العام.
وسوف يتسبب له ذلك بإعادة سنة كاملة نتيجة لعدم تقديمه ذلك الامتحان، ومن ثم تقدم بطلب لإدارة المدرسة أو الجامعة يطلب فيه ويلتمس من الإدارة أن يسمحوا بإعطائه فرصة لتقديم ذلك الامتحان، مع العلم بأن القانون لا يسمح بذلك بتاتاً فيقال له ( حب ايديك مجبوبه ) إذا سمحوا لك تقديم الامتحان، أو تقال له الجملة بعد سماحهم له بتقديمه ( يحتاي تحب إيدك مجبوبه ) لأنهم جعلوك تقدم الامتحان لأنهم عادة لا يقومون بذلك، أو لم نسمع أحداً قد قام بإعادة الامتحان بعد أن فاته.
وهنا يتجلى موروثنا الشعبي بمفرداته وحكمه التي انتجها حسب حاجاته ليختصر مئات الكلمات في جمل بسيطة لا تتعدى ثلاث كلمات.
وللحديث صلة…