دبي، 10 ديسمبر 2015: استضاف مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث أمس (الأربعاء 9 ديسمبر)، وبالتعاون مع مؤسسة الأوقاف وشؤون القصّر، مجموعة من كبار السن مع المشرفين عليهم من مركز ملتقى الأسرة في دبي، وذلك في القرية التراثية داخل القرية العالمية.
وتأتي هذه المبادرة ضمن مهام المسؤولية المجتمعية التي اعتمدها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث في أجندة نشاطاته الهادفة إلى الإسهام بشكل إيجابي وفعال أكثر في المجتمع، والارتقاء بمفهوم المبادرات الهادفة بما يناسب جميع الفئات، وخصوصاً مع فئة كبار السن الذين كان لهم الفضل الكبير والأثر العميق في نشأة دولة الإمارات العربية المتحدة ونهضتها.
وتعليقاً على هذه المبادرة، قال ابراهيم عبد الرحيم، مدير إدارة الفعاليات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث: “نسعى من خلال هذه المبادرة إلى تمتين أواصر المجتمع وتأدية دور لا يقل أهمية عن حفظ وصون التراث الإماراتي. نحن سعداء جداً باستضافة كبار السن في القرية التراثية. واستطعنا رسم البسمة على وجوههم التي نرى فيها ماضي دولتنا العريق”.
وأضاف: “نتوجه بالشكر إلى إدارة القرية العالمية التي وفّرت لنا سيارات التاكسي الصغيرة التي أخذت كبار السن في جوله حول القرية العالمية، وقدمت جميع التسهيلات الضرورية لإنجاح هذه الفعالية”.
وانطلقت الفعالية بجولة لكبار السن عبر مركبات تاكسي صغيرة حول القرية العالمية، زار فيها المسنون جميع أركانها وعاشوا الأجواء الاحتفالية للقرية العالمية. ثم بعد ذلك قامت فرقة شعبية داخل القرية التراثية بأداء عدد من الشلات الإماراتية التقليدية، وقد فاجئ بعض كبار السن (الشيّاب) الحضور بالمشاركة في تأدية الشلات التقليدية وحفظهم لها عن ظهر قلب، وسط أجواء من الفرحة عمت الحضور وكبار السن على حد سواء.
وتستكمل هذه الأجواء الرائعة صور الماضي العريق للدولة التي تحفل بها القرية التراثية، فهي بمثابة متحف حي للموروث الإماراتي الأصيل، ونافذة تطل على التراث الإماراتي العريق من خلال المنازل المختلفة المتواجدة التي تم بناؤها في القرية، والسفينة الخشبية الموجودة على مدخلها والتي تحكي قصة رحلات صيد اللؤلؤ التي كان يقوم بها الصيادين الإماراتيين قديماً، فضلاً عن ركن الصقارين الذي يعكس أهم ملامح الحياة الصحراوية ويعيد إلى الأذهان مهنة الصيد بالصقور التي كانت وسيلة لتوفير لحم الطيور والحيوانات البرية.
كما التقط بعض كبار السن صوراً تذكارية مع الصقور الموجودة في القرية التراثية، في مشهد يعكس تاريخ دولة الإمارات العريق والمفهوم المتأصل لهذه الرياضة التقليدية التي أعاد مركز حمدان بن محمد إحياءها من خلال البطولات السنوية التي يقيمها والجوائز المجزية التي يقدمها. واختتمت الفعالية بحفل عشاء من المطبخ الإماراتي التقليدي لكبار السن والمشرفين عليهم وأعضاء من مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث.
وفي السياق ذاته، شكر طيب عبد الرحمن الريس، الأمين العام لمؤسسة الأوقاف وشؤون القصر، مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث على المشاركة في هذه المبادرة، وقال: “هذه المبادرة عربون شكر وتقدير بسيط نستيطع أن نقدمه لكبار السن الذين كدّوا وتعبوا كي نصل إلى ما نحن عليه اليوم. وتعدّ القرية التراثية الوجهة الأمثل لمثل هذه الفعالية لأنها تذكرهم بماضيهم العريق وتفاصيل بسيطة يمكن أن تسعدهم”.
وعلّقت سلوى السويدي، طبيب أخصائي أول (طب المسنين)، ومديرة مركز ملتقى الأسرة في منطقة الممزر في دبي قائلة: “استعطنا من خلال هذه الفعالية، إدخال البهجة على قلوب مجموعة من كبار السن من نزلاء ومراجعي مركز ملتقى الأسرة. يسعدنا المشاركة في هذه المبادرة كونها تخدم الهدف الاستراتيجي ورؤية مركز ملتقى الأسرة. وأود أن أشكر مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث على هذه الفعالية الجميلة والبرنامج الغني الذي أقاموه احتفاءً بكبار السن”.