جملة اجتماعية تحمل بين أحرفها إرثاً وثقافة مجتمعية صنعتها الحياة اليومية التي لا تخلو من البلاغة التي صنعتها حزمة الأخلاق التي ارتكز عليها تراثنا العربي والديني في هذا المجتمع الذي يعيش ويشكل مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة (ما في عينه قطره) جملة عبارة عن صفة لحالة شخص ما وما هو عليه من وضع، وهي جملة تعني في المقابل باللغة العربية الفصحى: في الرمق الأخير أو وصل الوضع منتهاه، مع أنك لو سمعتها لن تفهم معناها وذلك كون الكلمات غير مترابطات بشكل واضح (ما في عينه) أي لا يوجد في عينه (قطره) أي قطرة، وغير معروفة أي قطرة، هل هي دمعة أو ماء أو عرق، ولكن يبقى معناها الاجتماعي جلياً وواضحاً لمن ينتمي لهذا المجتمع سواء كان من مواطني الدولة أو ممَّن عاشروا وعاشوا مع مواطنيها فترة من الزمن فهي سهلة المعنى عندما توظف في موقعها الصحيح.
وهي جملة دائماً ما تستخدم لوصف أن الحالة وصلت آخرها بشكل سيئ جداً، فلو فرضنا أن هناك أشخاصاً تاهوا في الصحراء وذهب الجميع للبحث عنهم وقد طال البحث وبدأ القلق على أن يفوت الأوان على فرصة وجودهم، الأمر الذي يزيد نسبة توقعات خطر فقدانهم، وأخيراً يجدونهم ولكن في حالةٍ يرثى لها وفي الرمق الأخير فيقولون وجدناهم (ما في عينهم قطره) أي قبل النهاية بشيء بسيط، وهي منسوبة إلى العين كون الإنسان إذا فارق الحياة جفت عينه وراح بريقها، وما يجعل العين تبرق هو الماء الذي داخلها وهو يعني الحياة، فمادام هناك ماء في العين فلا يزال الشخص متشبثاً بالحياة ومتى ما جفت العين من الماء فذلك يعني أن الرجل قد هارت قواه وبدأ في بداية النهاية، وقس على ذلك جميع الحالات المشابهة التي من الممكن أن يتعرض لها الإنسان ويطلق عليه (ما في عينه قطره)، ويقال في موقع آخر إذا انقطعت الكهرباء في فصل الصيف عن مكان ما سواء كان بيتاً أو مصنعاً أو محلاً ووصلت إليهم فوجدتهم قد نال الحر منهم مأخذه فنقول (بيتهم ويلاهم ما في عينهم قطره).
هذا وللحديث صلة…