«ضرب قرطاس» إحدى الجمل التي صنعها موروثنا الاجتماعي الذي يصف فيها حالة ما بين شخصين أو مجموعتين أو وصف لما يحدث في مجموعة من الناس، وإن كانت هذه الجملة لا تظهر وضع تلك الحالة ظاهرياً، إنما هي جملة تختصر الكثير من الكلمات وتوفر الكثير من الوقت على من يستخدمها للشرح للمستمع في كلمتين فقط «ضرب» وتعني الضرب المعروف في اللغة العربية، «قرطاس» أي الورق، وهي ظاهرياً كما أسلفنا جملة غير واضحة للمستمع والقارئ، ولكن في الموروث الاجتماعي في دولة الإمارات العربية المتحدة تعني أن الموضوع سطحي فقط.
ومثال على ذلك عندما يدب شجار بين اثنين عرف عنهما حبهما لبعضهما البعض ويبدآن في المشادة الكلامية أو غيرها فيأتي من لا يعرفهما إلى التدخل فيوقفه الذي يعرف المتشادين في الكلام ويقول له لا تتدخل بينهما فكل ما تراه هو «ضرب قرطاس»، أي أن اختلافهما مرتبط بشيء خارجي سوف يزول بسرعة بانتهاء مسبباته ولن يؤثر ذلك الخلاف على 1% من علاقتهما، وهنا تجد هذه الجملة تعني أن الخلاف لا يبطل للود قضية.
وأن الاختلاف في الأعمال لا يرتبط بالاختلاف في المبادئ والأخلاق، فالكثير منا أو أغلبنا على اختلاف مع زملائه في العمل لتطويره وتقديم الأفضل، ولكن تبقى كل تلك الاختلافات (ضرب قرطاس)، وتبقى علاقاتنا الاجتماعية مترابطة دائماً بإذن الله.
هذا وللحديث صلة…