[دبي – الإمارات العربية المتحدة، 21 فبراير 2016] – شهد يوم أول أمس الجمعة، وهو ثاني أيام النسخة الثانية عشرة من “بطولة فزاع للصيد بالصقور – الحي 2016” التي ينظمها ويشرف عليها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، مشاركة حوالي 200 متنافس من دول مجلس التعاون الخليجي في فئتي شاهين وحش وتبع، وسط حضور كبير من الجمهور والمتسابقين من مختلف الفئات العمرية.
وكان لافتًا مشاركة القطري غانم حمد النعيمي البالغ من العمر ثلاث سنوات ونصف السنة ليكون أصغر مشارك بتاريخ البطولة التي اقيمت بمنطقة سيح الدحل بدبي.
وأعربت سعاد إبراهيم درويش، مدير إدارة البطولات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عن سعادتها لاستقبال هذا العدد الكبير من المشاركين من دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى الشعبية التي حظيت بها البطولة من الجمهور. وأضافت: “يؤكد ذلك على أننا نسير في الطريق الصحيح لخطتنا، وتحقيق الأهداف التي نسعى جاهدين إلى ترجمتها على أرض الواقع، وهو إحياء تراث أجدادنا الذين عاشوا في هذه المنطقه، لاسيما وأن المنافسة مفتوحة أمام مواطني الإمارات والمنطقة عمومًا”.
واضافت سعاد: “لقد قمنا لأول مرة في بطولة فزاع للصيد بالصقور الحي بإدخال تقنية الحلقة الذكية في هذه البطولة، ما وفر علينا الكثير من الوقت والجهد في عمليات تسجيل الطيور والفترة الزمنية المستغرقة بين انطلاقة الصقر والصقر الذي يليه، وسنجتهد دائما في البحث المكثف عن طرق وأساليب جدية ترتقي بمستوى البطولة”.
وقال سيف بالكديدا رئيس اللجنة المنظمة لبطولة فزاع للصيد بالصقور “الحي”: “هذا النوع من بطولات الصقور التي يقيمها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث ينعش سوق الصقور في الإمارات، حيث نشهد الكثير من عمليات البيع والشراء خلال بطولات فزاع للصقور، مما ينعكس إيجاباً على السوق، بالإضافة إلى أنها تشكل مصدر رزق للكثيرين من الهواة والمربين وحتى الصقارين أنفسهم. إن المركز يسعى دائمًا إلى الارتقاء بالبطولات وتقديم أفضل المتسابقين، وتوفير كافة وسائل الراحة لهم، لتعزيز الإقبال على المشاركة خلال السنوات المقبلة”.
وأثنى سيف الرميثي أحد أعضاء لجنة التحكيم على الأداء الجيد للأشقاء الخليجيين، وقال: “لاحظنا أداءً مميزًا لبعض الطيور المشاركة في مسابقة يوم الجمعة، ومن المؤكد أن هذا يعود إلى الجهود الكبيرة والتدريب المكثف من جانب مالكي الصقور”.
وأضاف: “قمنا بتسمية الحمام الزاجل المشارك بالبطولة بأسماء تدل على شخصياتها وطريقة مناورتها، كما كانت تجري العادة في تراث أجدادنا الذين يطلقون أسماءً على حيواناتهم من الجمال والصقور والخيل وغيرها. إننا نضع على قمة أولوياتنا رضا جميع المشاركين، وهذا يحتم علينا بذل قصارى جهودنا والسعي الدائم لإيجاد حلول وطرق مبتكرة تشجع المشتركين على الدخول في المنافسة.”
وقال القطري حمد النعيمي، والد الطفل غانم البالغ من العمر ثلاث سنوات ونصف السنة، وكان أصغر مشارك في تاريخ البطولة: “كما علمني والدي الذي تعلم من جدي، فقد حرصت على غرس وتنمية هذا التراث بين أبنائي، وأسعى جاهداً لتقديم كل ما يترتب علي لجعل ابني صقاراً محترفًا لغرس هذه الأصالة فيه، حيث أقضي ساعات طويلة مع غانم في التدريب، ولاحظت انه يعشق الصقور، ويقضي وقتاً ممتعاً بصحبتها، وقد أطلق أسم “خطير” على صقرة الذي شارك به في البطولة”.
ويرى فيصل الهاجري من السعودية أن هذه البطولة من أفضل البطولات الخاصة بالصيد الحي، حيث يشارك بها للمرة الثانية، ويلاحظ مدى التحسن الكبير الذي قامت به اللجنة المنظمة من جميع النواحي، فضلاً عن المنافسة الكبيرة بين الصقارين المحترفين. ويعتبر الصيد هواية ورثها عن أجداده، ويحرص على تعليمها لأطفاله.
ويؤكد سالم المري من قطر أن بطولات فزاع هي الأفضل على الإطلاق، وخصوصاً التلواح التي تقبل عليها أعداد متزايدة من المتسابقين، وتمنى النجاح الدائم لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث لما يقدمه من جهود طيبة. أما بالنسبة إلى الصيد الحي، فيعتقد أنه يتطلب صقارين مدربين بشكل مختلف تماماً عن التلواح الذي يتم تدريب الطيور فيه على التحليق بارتفاع منخفض لزيادة السرعه، أما في الصيد الحي فيتم تدريب الصقر على التحليق في أعلى مستوى ممكن ليتمكن من المناورة بحرفية أكبر.
يشار إلى أن مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث حرص على تطوير البطولة طوال الأعوام السابقة، وتحرص اللجنة المنظمة على تقديم جميع الاحتياجات اللازمة للمتسابقين، بما في ذلك أجهزة التعقب اللاسلكية والأطعمة الخاصة بالطيور وتخصيص الوقت الكافي بين متسابق وآخر للارتقاء بأداء المتنافسين.