[دبي – الإمارات العربية المتحدة، 9 فبراير 2016] – كشف برنامج “البيت” في حلقته الأسبوعية السادسة التي تم بثها من خلال قناة “دبي الأولى” عن كوكبة جديدة من شعراء الشعر النبطي في الإمارات والمنطقة. وكما جرت العادة في هذا البرنامج الذي ينتجه مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، فقد تم اختيار الشاعر الفائز بفقرة “نبض” الصورة ووصيفيه، مع اختيار فارسين لفقرة الشطر من قبل لجنة التحكيم وضيف الشلة.
وقال عبدالله حمدان بن دلموك، الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث: “للشعر في اللغة العربية تأثير كبير، لأن الصفات التي تمتاز بها لا توجد في أي لغة أخرى، وهذا ما سعينا إلى إبرازه في هذا البرنامج الذي يقوم على المصداقية كأحد أهم أركانه. أما الدافع الأساسي الكامن وراء الابداع الشعري فهو طبيعة العلاقات الإنسانية في العالم العربي، لذا فسحنا المجال أمام تأثير الكلمة على بعدنا الإنساني، لاسيما وأن ترابط أفراد المجتمع يولد هذه المشاعر الوجدانية. وكما لوحظ في الحلقات السابقة، فقد كان للأمثال وجود قوي في الأبيات المشاركة، وذلك انطلاقًا من ثقافة المجتمع العربي وتوظيفها للكلمات للتأثير على جميع جوانب الحياة”.
شاعر الصورة
أكدت لجنة الفرز عن وصول كم هائل من الأبيات في وصف صورة كانت ناطقة بأبعادها الإنسانية ومعانيها المعبرة عن مأساة شعب عربي يعاني ويلات الصراع، وما يجره على الإنسان والشجر والحجر من دمار. وقال مقدم البرنامج الدكتور بركات الوقيان إن الصورة حافلة بتفاصيل كثيرة من مختلف الاتجاهات تساعد كل شاعر على إطلاق العنان لمخيلته وما تجود به قريحته من قيم سامية. ومع وجود الطفل وظله فيها، فقد اكتسبت بعدًا إيجابيًا يحمل الأمل وقوة العزيمة، وهو الجانب الذي ألهم الشعراء ليتطرقوا إليه بصورة جميلة، وإن كادت آثار الحزن تطغى على المشهد العام.
ومن بين السيل المتدفق للمشاركات التي انهالت على لجنة الفرز، فقد وقع الاختيار على 12 بيتًا، ليفوز كل واحد من هؤلاء المشاركين بجائزة مالية قدرها 10 آلاف درهم. وبعد نقاش مستفيض من قبل لجنة الاختيار، وقراءة جميع الأبيات الظاهرة على الشاشة الفضية، والتعمق في معاني كل واحد منها، حانت لحظة الإعلان عن النتيجة من خلال اختيار الفائز والوصيفين.
وفي البداية، قامت لجنة الصورة باستبعاد ستة من الأبيات واستبقاء الستة الأخرى، فكان الوصيف الأول بيتًا للشاعر سعود محمد سعود بن عمر الذي يقول فيه:
كل ما امطر رصاص الحرب فوق الجدار – نبت بأرضه من بذور الشجاعة بطل
ووقع الاختيار على الشاعر فهد مطلق الحيدان ليكون الوصيف الثاني الذي اعتمد على عنصر المفاجأة في بيت يقول فيه:
غص بيتك فيك من “كحكح” ومد لسانه – وانت واقف كن ما في شي “يخرب بيتك”
شاعر نبض الصورة
واختارت اللجنة ذاتها بيتًا وصفه أعضاؤها بالسهل الممتنع في تمجيد الهيئة البطولية للطفل الظاهر في الصورة، ليكون الفائز في المركز الأول نايف محمد الناقول شاعر نبض الصورة عن بيته المبدع:
معاد يهمني هي كامرة ولا كلاشينكوف – بوقف لك مواقيف الرجال وهات ما عندك
وبذلك كانت الصورة التي عرضت في الحلقة السابقة من برنامج “البيت” الصورة الأخيرة التي يتم عرضها على المشاهدين، وسيطلب من الفائزين الخمسة الذين فازوا بهذه الفقرة الحضور والمشاركة خلال وقت البرنامج لاختيار الأفضل بعد خوض منافسة حية بينهم في التصفيات نصف النهائية.
مسابقة الشطر
كان الشطر الذي تحدى الشعراء هذا الأسبوع هو “ما ترد العين شخص طيحته الدمعة”. وعلى الرغم من إطلاقه قبل خمس ساعات تقريبًا من موعد بث الحلقة، تهافت الشعراء على إكماله بعجز يثري معناه، ويوضح ما خفي من مكنوناته بقوالب شعرية تنوعت بتنوع خيال كل شعر وذائقته الفنية وتجربته الحياتية وقدرته على النظم وفق نفس البحر الشعري.
وخصص البرنامج ثلاث جولات أساسية ليعرض في كل واحد منها 12 عجزًا على الشاشة الفضية، ومن ثم قيام اللجنة المكونة من كل من محمد المر ومبارك الخليفة ونايف الرشيدي ومدغم أبو شيبه بترحيل أربعة إلى الشاشة الفضية. وبناء على قرار لجنة التحكيم، فقد قررت وعلى غير عادتها ترحيل خمسة في الجولة الأولى ليبلغ مجموعة المشاركات التي تم ترحيلها 13 عجزًا تزينت بها الشاشة الذهبية في هذه الحلقة من البرنامج.
ففي الجولة الأولى، تم اختيار: “غير شخص طاح من عيني وصار ب قلبي” و “والدمعة كنت اخاف انها تطيح وطاحت” و “ولا يطيح ثقلها ياكود الأثقل منها” و “عظم الله أجر عيني والبقاء لدموعي”. وبإجماع لجنة التحكيم، تم اختيار “وأهني اللي دموعه ما تفارق عينه” عجزًا خامسًا في الجولة.
وفي الجولة الثانية، تم اختيار أربع مشاركات أخرى، وهي: “العوض من عند ربي والبقى في عيني” و “ودك أنه الدمع في بعض الاحيان ياخذ رايك” و “كم حبست الدمعة اللي في طرفها غالي” و “ليت فيها الكفو يبقى والردي ما يبقى”.
أما المشاركات الأربع التي وقع الاختيار عليها في الجولة الثالثة، فهي: “ليتني باكيك ميت ما بكيتك عايش” و “والبلا لا صار هو عيني وهو دمعتها” و “دمعة الغالي رصاصة من دموع الغالي” و “شفت تجاعيد الخدود دروب للرحالة”.
ضيف الشلة
استقبل برنامج “البيت” في حلقته السادسة الشاعر السعودي المبدع علي بن رفدة القحطاني وصاحب الصوت الجميل ليكون ضيف الشلة، في أول مشاركة له في البرنامج. وفي لقاء سريع معه على هامش البرنامج، قال: “إن الكوادر الشعرية موجودة، لكن هذا البرنامج يعمل على كشفها وإظهارها مثل البحث عن الماء العذب. وأعتقد أن فكرة الشطر تعد من أقوى أفكار إظهار الموهبة الشعرية، حيث يمكن للشاعر أن يختزل موهبته في شطر واحد”.
وقدم الشاعر مفاجأة للشلة من 4 أبيات على طريقة العازي (الحدا)، وهو نوع غناء كان يفضله المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وكانت الشلة الثانية من كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بن سعيد آل مكتوم، وهي من الشعر الغزلي الرفيع الذي يحتم على المنشد اختيار اللحن المناسب له، ويكون للحن عادة دور في إبراز جمالية الكلمات. وأطرب الضيف الحضور في الاستوديو وملايين المشاهدين الذين يتابعون البرنامج في المنازل حيث قال فيها “شوف تأثيرك من الجرح الوثيج.. احتباس الدم في وسط العروق.. وانحدار الدمع كالسيل الدفيج.. من شوامخ سحبها رعد وبروق.. في قتام الوقت ضيعت الطريج.. ما ظهر في ليلي المعتم شروق”.
البيت يكتمل بحسم شاعر الشلة
تقدم الدكتور بركات الوقيان بالدعوة إلى ضيف الشلة لاختيار العجز المبدع من بين المشاركات التي ظهرت على الشاشة الذهبية، فاختار عجزًا يقول فيه الشاعر “وانت دمعة كنت أخاف أنها تطيح، وطاحت” ليفوز بجائزة ضيف الشلة المتسابق سعود سعود.
شاعر البيت: فيصل العطاوي
وبما أنه لم تلتئم آراء لجنة التحكيم على اختيار عجز واحد بعد انقسامهم حول عجزين رائعين من القائمة الذهبية الطويلة لاختيار شاعر البيت في الحلقة، وهما: “ولا يطيح ثقلها ياكود الأثقل منها” و “كم حبست الدمعة اللي في طرفها غالي”، تمت إحالة الحسم إلى شاعر الشلة الذي اختار العجز الثاني، لينضم الشاعر فيصل العطاوي إلى قائمة نجوم شعراء البيت.