حكمة من الحكم التي اختزلتها الذاكرة الأدبية في موروثنا الشعبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تعتبر مثلاً من الأمثال التي صنعتها التجربة الاجتماعية المحلية، ومن الأمثال التي تطوي بين أحرفها معاني وقيماً وخلقاً حث عليها ديننا الحنيف وحسن خلق متأصل في جذور عروبتنا العريقة.
«الخير يخيّر والشر يغيّر» جملة متماسكة الأحرف ويكمل بعضها الآخر وتعني معانيها الآتي: «الخير» يعني الخير كما هو واضح تماماً.
«يخيّر» أي يجعلك أفضل في اللهجة الخاصة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وإذا أردنا أن نقول إن فلاناً أفضل من فلان يقال «فلان أخْيَر من فلان» والقصد أفضل منه.
«الشر» هو الشر كما هو معروف للجميع أجاركم الله منه.
«يغيّر» أي يبدل.
ودائماً ما تقال هذه الجملة أو الحكمة أو المثل في سياق الحديث للتأكيد على كلام أحد في شخص أو قومٍ ما أثر الخير عليهم بالإيجاب أو أثر ما تعرضوا له من شر عليهم بالسلب، ولأوضح معناه للقارئ أكثر وعن كيفية استخدامه دعونا نفترض أن هناك من رزقه الله بمالٍ بعد عسر فأصبح ينفق ويتصدق ويساعد أهله وأصدقاءه، وقبل ذلك الخير الذي أصابه كان لا يقوم بكل تلك الأعمال كونه لا يستطيع ولا يملك ما يدفع به للآخرين من المحتاجين، فيقول عنه الناس بلهجتنا المحلية «صدق أن الخير يخير والشر يغير»، وذلك تأكيداً على أن الخير والمقصود به هنا المال يغير الناس للأفضل، وفي نفس الوقت تطلق الجملة على من يكون لا يؤذي أحداً ويحبه من يعرفه، وفجأه يتعرض إلى شرٍّ ما فتتغير معاملته مع الناس.
ويصبح غير محبوب أو يقوم بتصرفات لا يحبها الناس القريبون منه، والشر هنا المقصود به المصائب والمحن التي من شأنها أن تؤثر على الناس وتتغير تصرفاتهم أو يتوقفوا عن ممارسات محبوبة كانوا يقومون بها قبل تعرضهم لذلك الأسى «الشر»، وهنا نقول إنه كلما كثر الخير أصبح أصحابه ومن يتلقونه أفضل وأحسن عن ما كانوا عليه، فكلما زاد الخير زادت في الناس صفاتهم الجميلة، وأصبحوا أكثر ألفة وتراحماً ووداً وطمأنينة، ويجعلهم أفضل وأفضل، ومما لا شك فيه أن الشر يجعل الناس أسوأ ولو لم تكن تلك رغبتهم، ندعو الله أن يعم الخير بلادنا وبلاد المسلمين وأن يكون عام الخير الذي أطلقه صاحب السمو رئيس الدولة ونائبه «حفظهما الله ورعاهما» عاماً تترسخ فيه قيم ومعاني الخير الحقيقية لدى المجتمع ويكون نبراساً يقتدى به.