هذا هو موروثنا الجميل الذي أنتج الكثير من الجمل الصغيرة التي تغني عن كثير من الكلام والشرح، وذلك ليترجم الموروث الثقافي للحياة الاجتماعية هنا في دولتنا الحبيبة، ويترجم اختزال السنين في جمل بسيطة ذات دلالات كبيرة.
وجملتنا اليوم هي عبارة عن تشبيه من خلالها يمكن للذي يسمع الجملة أن تغنيه عن كثير من التساؤلات التي من الممكن أن يطرحها في داخله، (أم العروس) جملة تعتبر من كلمة واحدة مركبة (أم) و(العروس)، ومعناها الحرفي كما فهمتموها تماماً، والقصد هناك عروس وهذه أمها.
والقصد أن السيدة التي تكون أماً للعروس تكون أكثر الناس انشغالا بالعروس وكلما ما تجملت العروس كلما زاد قدرها فهي من حملتها في بطنها وسهرت على تربيتها وهي من أدبتها ولقنتها الأدب ودرستها على حسن الخلق ويعتبر يوم الزواج (العرس) لكل فتاة هو الأهم في حياتها وبداية منحنى آخر في الحياة وإذا كانت الفتاة في قمة الفرح في هذا اليوم كونها عروساً وكل الأنظار موجهة لها فوالدتها تكاد أن تلامس السماء من الغبطة والفرح وبالتالي فهي المسؤولة الأولى عن كل ما يدور في ذلك اليوم من عمل و(أم العروس) هي صاحبة كل ما يدور في ذلك الاحتفال والمسؤولة عنه فإن كان جيداً كسبت المديح والثناء وإن كان سيئاً نالها من ألسنة أقرانها ما نالها.
وهنا ينفرد موروثنا في ترجمة هذه الحالة الاجتماعية ليستخرج منها جملة يستطيع من خلالها أن يختصر كل ذلك الكلام ليصل إلى الهدف والمعنى مباشرة.
فعلى سبيل المثال إن كان هناك احتفال كبير ودخل المعزومون ووجدوا من هو أو من هي مسؤولة عن ذلك الاحتفال تستقبل الضيوف وتوجه فرق الخدمة وتستقبل الناس وطبعا تبدو عليها علامات الفرح والفخر بذلك فيسأل عنها أحد المعزومين الذين لا يعرفونها من هذه ؟، فيقال هذه فلانة هذه هي (أم العروس) والقصد من العروس المسؤولية فقط وليست العروس بذاتها، والمعنى هو أنها هي المسؤولة عن هذا الاحتفال وأن هذه السيدة هي التي قامت بكل شيء والمسؤولة عن كل شيء أو هي من وكلت على ذلك الحفل لتديره وفي ذلك اختصار لكل ما قرأتموه اليوم في هذه الأسطر.
وهنا يثبت لنا موروثنا كالمعتاد عمقه وغناه وتفرده في ترجمة الحياة الاجتماعية لهذا المجتمع في ثقافته وأدبه.
وللحديث صلة….