دبي، الإمارات العربية المتحدة، 15 مارس 2018: استمرت أمس الخميس الموافق 15 مارس منافسات النسخة الثامنة عشر من بطولة فزاع للرماية المفتوحة للجنسين بالبندقية السكتون، التي ينظمها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث في ميدان الرماية في منطقة الروية. وكشفت اللجنة المنظمة عن مشاركة 1300 متسابق من جنسيات عديدة إلى جانب مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة وتضم سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية والكويت.

وشهد اليوم الثاني استمرار تصفيات فئات الرجال وكبار السن والناشئين نظرا للأعداد الكبيرة، والتدريبات المكثفة في فئة السيدات والناشئات لكونهما سيخوضان المسابقة النهائية بدون تصفيات.

واختتمت التصفيات في فئة الناشئين بتأهل أفضل 20 رامٍ، وأفضل 25 رامٍ في فئة الرجال، وأفضل 22 رامٍ من 11 فريقا في فئة إسقاط الصحون، فيما سيكون الموعد على حسم المركز الأول في فئة كبار السن عبر إقامة جولة فاصلة لكسر التعادل وتحديد البطل يوم 17 مارس.

 

من الشوزن إلى السكتون

آمنة البلوشي مشاركة دائمة في بطولة فزاع للرماية بالشوزن إلا انها وبعد انقطاعها عن المشاركة لفترة قررت خوض مضمار الرماية بالسكتون لتصيب الهدف وتروي شغف هواية الرماية. وعلقت آمنة عن تجربتها الاولى مع السكتون قائلة: اساسيات وقواعد الرماية والتصويب بمنظورها العام تبقى واحدة ولكن الإختلافات جذرية في التصويب على الأهداف وحركة اليد، لكون أهداف الشوزن متحركة ويعتمد الرامي على توازن الجسم ومتابعة الاطباق لإصابتها فيما تتطلب السكتون الثبات وحبس الأنفاس وأخذ الوقت الكافي لإصابة الهدف، وكلاهما يحتاج إلى التركيز وصفاء الذهن.واضافت آمنة كنت محظوظة هذا العام لأن عادة ظروف عملي لا تسمح لي بالمشاركة. انا احب الرماية كثيرا ولم يكن من الصعب استخدام البندقية السكتون. اطمح لتحقيق مراكز اولى في البطولتين.

من الكويت إلى البطولة

للعام الثاني تحرص سارة المصباح من دولة الكويت لحضور البطولة المفتوحة، وقالت: أحب الرماية منذ صغري وداومت على التدريب في الكويت، نلت شرف المشاركة للمرة الأولى العام الماضي بعد أن عرفت من الإنستجرام عن هذه البطولة، فحزمت الأمتعة وتوجهت إلى دبي والآن جئت تارة أخرى للتدريب والمنافسة على اللقب في فئة السيدات. أنا في غاية السعادة للمشاركة والإحتكاك بالأخوات الراميات من الإمارات وسلطنة عمان وغيرها من الدول. التنظيم رفيع المستوى ويكفي أسم البطولة التي نتشرف أن نشارك فيها، وسعدت أكثر بالتدريبات والتوجيهات التي حصلت عليها من المدربين وأعضاء اللجنة المنظمة. البندقية السكتون تعتبر إرثاً مشتركا بين دول المنطقة وكانت تستخدم في الماضي ومن الجميل أن يتم احياء هذا التراث في دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال إقامة بطولة ذات مستوى عالمي تحافظ على هذا الموروث الإجتماعي وتشرك جميع فئات المجتمع من دول المنطقة. نشكر اللجنة المنظمة على جهودها.

مشاركات رحلة الهجن يحترفن الرماية

ثلاثة من مشاركات رحلة الهجن التي نظمها المركز هذا العام توافدن إلى ميدان الرماية لإحتراف الرماية بالسكتون: الفرنسية شارلوت سارازين والاوكرانية ميلا كلادوفا والجزائرية فاطمة خيراني. وعبرت شارلوت عن سعادتها للإنضمام لبطولات فزاع التراثية بالرغم من التحديات التي تواجهها في أخذ الوقت الكافي من عملها في ابوظبي إلا انها تأتي كل يوم منذ ساعات الصباح الأولى للتدريب مؤكدة بان الرماية منحتها الكثير من الراحة النفسية وستستمر في التدريب والمشاركة حتى تتقنها.

واشارت ميلا بأنها مارست الرماية للمرة الأولى عند عودة القافلة من رحلة الهجن وتوقفت خلال الاستراحة واقيمت مسابقة للرماية حيث اصابت الاهداف وحصلت على العلامة الكاملة وقالت: كانت بالنسبة لي صدمة كبيرة، ومنذ ذلك الوقت بدأت التدريب للمنافسة على اللقب.

وقالت فاطمة خيراني: اتقن ركوب الخيل والسباحة وافتقد إلى الرماية التي حالفني الحظ أن اجد المكان المناسب للتدريب عليها واحترافها. لم اتوقع بمشاركة هذه الاعداد الكبيرة من النساء وأن تكون بطولة فزاع للرماية بهذا الحجم. كما انني سعيدة لأننا نحصل على التدريبات من قبل محترفين في المجال ويوفر المركز السلاح والذخيرة وكل ما نحتاجه. أكثر ما ادهشني حرفية مشاركات من كبار السن، وعندما سألت احداهن قالت لي بأن الرماية لا يحدها السن.   

22 متأهلا إلى نهائيات “إسقاط الصحون”

تأهل 22 مشاركا يمثلون 11 فريقا إلى نهائيات بطولة إسقاط الصحون، وذلك عقب منافسات قوية أقيمت صباح اليوم، الجمعة 16 مارس، تواجد فيها نحو 90 راميا تم توزيهم على فرق ثنائية حيث تقام منافسات هذه الفئة عبر تواجد راميان في كل فريق يتنافسان مع فريق آخر من أجل إسقاط الصحون بالطلقات النارية في أسرع زمن ممكن قبل أن ينجح الفريق الآخر بإنجاز المهمة.

وانطلقت التصفيات وسط حماس كبير نظرا لما تحظى به هذه الفئة من شعبية جماهيرية، وتشجيع لكل فريق من أجل التفوق على الفريق الآخر، حتى اكتملت قائمة المتأهلين الذين سيكونون على الموعد للمضي قدما نحو منصة التتويج.

وتحدث عوف بن خصيب العوفي الذي يعود للدفاع عن اللقب الذي حققه العام الماضي برفقة نفس زميله يونس السيابي، موضحا أن مستوى التنافس أقوى هذا العام نظرا لمشاركة أفضل الرماة خصوصا القادمين من سلطنة عمان، وقال: قمنا بالتدريبات طوال الأشهر الماضية وندرك أن الجميع يتطلع للتفوق علينا وإقصائنا بوصفنا حاملي اللقب، لكن هذا الأمر لا يضع علينا أي ضغوطات وبالعكس فإنه يزيدنا إصرارا للفوز مرة أخرى.

وأضاف: بطولة فزاع للرماية ببندقية السكتون، تمتاز بشهرتها الواسعة في سلطنة عمان، والإقبال عليها أكبر من أي وقت مضى لما نلمسه هنا من حسن التنظيم والترتيبات التي تسهل على الرماة المشاركين من الجوانب التكنولوجية والتعامل من أعضاء فرق اللجان المنظمة، وهذا ما يشجعنا دائما على التواجد هنا وتقديم أقوى المستويات.

وشاركه زميله يونس السيابي الرأي موضحا أن هذه البطولة الأبرز سنويا في هذا النوع من الرماية التراثية، فيما وصف فئة إسقاط الصحون بالأكثر متعة نظرا لكونها تمتاز بالمشاركة والتعاون بين راميان إلى جانب المتابعة والتفاعل من الحضور في موقع الحدث.

التفوق في الرماية واليولة

برز من بين المشاركين في تصفيات رماية الناشئين سيف سلطان القادم من العين والبالغ من العمر 16 عاما، وذلك كونه يشارك في منافسات الرماية بعدما شارك أيضا في بطولة اليولة هذا الموسم، وقال: أسعى للمشاركة في أكبر قدر ممكن من بطولات فزاع التراثية، عائلتي تشجعني دائما على تعلم هذا الموروث الشعبي، وهي من حفزتني على التواجد في هذه البطولة مرة أخرى.

وأضاف: استمتع بتعلم مهارات اليولة، وأحاول تطوير أدائي في كل عام، فيما تأتي مشاركتي في بطولة الرماية من اجل نفس السبب، وسواء حققت المراكز أم لا فإن ذلك يمنحني دافعا لمواصلة إتقان رياضة الآباء والأجداد لما فيها من صبر وحكمة ومبادئ أدرك تماما إنها ستفيدني خلال حياتي.

يذكر أن الرعاة الرسميين لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث هم: الطاير للسيارات ولاند روفر ومطارات دبي وعبد الواحد الرستماني (العربية للسيارات) والقرية العالمية واذاعة الأولى.