دبي، 24 فبراير 2019

قدم إبراهيم جمعة مستشار الثقافة والفنون بمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث ورشة عمل بعنوان “فنون البحر” في جامعة نيويورك فرع أبوظبي، وهي الورشة التي استمرت على مدار يومي 18 و19 فبراير الجاري، وشهدت حضور مديري جامعات نيويورك حول العالم.

وتناولت المحاضرة التي قدمها إبراهيم جمعة، وقام بالترجمة الفورية لها إلى اللغة الإنجليزية علياء إبراهيم جمعة، فنون البحر في دولة الإمارات بأنواعها “مثل فنون الغوص وفنون الأسفار”، وتحدث عن تاريخ هذه الفنون واستخدامه لها في أعماله الحالية التي تدمج التراث مع الآلات والموسيقى الحديثة لمواكبة العصر ودون التخلي عن الماضي لأن هذه الفنون تمثل الهوية الوطنية.

وأوضح أن فنون الغوص تنقسم إلى كل من التقصيرة والتجديف وير المجداف والخطيفة “خطف الشراع إلى أعلى الصارية (الدقل)”، وهذه الفنون المنتمية للغوص تكون بشكل يومي وتنتقل من مكان إلى مكان آخر في نفس الهير “موقع الغوص”، ويكون هذا التنقل اليومي بسبب انتهاء صيد المحار وبالتالي يتم الانتقال لمكان آخر يتواجد به المحار.

وتناول مستشار الثقافة والفنون بمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث نوعيّ الأسفار، حيث تنقسم إلى نوعين، الأول هو السفر الصغير والذي يكون بين دول مجلس التعاون الخليجي عبر “العبرية” أو “الركاب” والتي تستخدم في التنقل بين دول الخليج وبعضها، أما النوع الثاني فهو السفر الكبير وهذا النوع يختلف عن سابقه، إذ لا يبدأ إلا في شتاء الخليج نظراً لأن ظروف المحيط الهندي تكون أكثر هدوءاً، وتمر هذه الرحلة من موانئ صلالة ومسقط صلالة وسقطرى ثم يمكثون مدة أطول في عدن، ومنها يتم السفر إلى الميناء الشرقي في كينيا ومن ثم تتوجه إلى زنجبار، ما يعني أن هذه الرحلة تكون أطول، وهو ما يتضح في أن هذه الرحلة تمتد إلى 9 شهور أي أن العودة تكون في نفس موسم الشتاء أيضاً.

وكذلك فقد شارك إبراهيم جمعة الحضور بمعلومات مثيرة عن الفنون السواحلية (مثل الليوا والسوما) التي نقلت من مومباسا وزنجبار.

كما تحدث إبراهيم جمعة أيضاً عن تاريخ “النوبان” موضحاً أنه تم نقله إلى دول الخليج من جنوب جمهورية مصر العربية وتحديداً من مدينة النوبة، وسُمي في دول الخليج كالكويت والبحرين بـ “الطنبورة” نسبة إلى الآلة الخماسية التي تُعزف في النوبة، أما في الإمارات فتسمى “النوبان” نسبة إلى المدينة.

وأضاف بقوله: “آلة الطنبورة أو النوبان كما تسمى في الإمارات وتعزف بسلمها الخماسي، فهي من أصل فرعوني وعمرها 5000 سنة، ويقال إن كليوباترا أخذتها كهدية إلى قيصر الروم عندما ذهبت إلى روما وتزوجت بقيصر الروم، وهناك تم تطويرها وتحولت إلى آلة “الهارب”.

وفي ختام ورشة العمل، قام إبراهيم جمعة بالغناء ليعطي أمثلة عن فنون إبراهيم جمعة عن فنون الغوص، والأسفار، والليوا، والنوبان.

وأعرب إبراهيم جمعة عن سعادته بإلقاء هذه المحاضرة، لا سيما وأنها كانت بمتابعة دولية من مختلف الجنسيات، إضافة إلى أن المحاضرة كانت بطلب من جامعة نيويورك بأبوظبي للمرة الثانية، حيث تم تقديمها سابقاً قبل أكثر من عام، لكن نظراً لأهميتها تم توجيه الدعوة مرة أخرى لمركز حمدان بن محمد لإحياء من أجل تنظيم المحاضرة مجدداً والتحدث عن فنون البحر.

وأضاف بقوله: “شهدت المحاضرة حضور كبيراً من مختصين بهذا الشأن من من جامعة نيويورك في القارات من مسؤولين وباحثين ومدربين للأداء الجماعي من أمريكا اللاتينيه ومدينة نيويورك وإفريقيا وفلسطين ولبنان وأمريكا والصين، وسبق لهؤلاء كذلك أن قدّموا محاضرات كلٌ في احتصاصه في مجال الفنون من خلال بحثهم، وكنا بالفعل مجموعة متفهمة وذات خبرة في الغناء والأداء الجماعي الفردي والتعامل مع الآلات الفردية”.