دبـــــي ـــ ديسمبر/2023

ألقى سعادة عبد الله حمدان بن دلموك الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، محاضرة في بيت الاستدامة الإماراتي، بمدينة اكسبو دبي بعنوان “منهجية الحفاظ على البيئة واستدامتها في الموروث الاجتماعي”، وذلك ضمن فعاليات مؤتمر الأطراف الذي استضافته دولة الإمارات العربية المتحدة.

وأشاد بن دلموك بداية بجهود المحافظة على البيئة التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة، ودورها في هذا المجال، مؤكداً أن هذا الدور هو من أفضل الاهتمامات الحكومية نظراً لأنه يعزز دور القيادات في مختلف المؤسسات المعنية بالاستدامة البيئية والأداء البيئي الجيد ووضع المعايير الجديدة لذلك.

وقال إن الإسهامات البيئية الكبيرة التي تنطلق من دولة الإمارات تكشف عن رؤية واضحة، واستراتيجية حقيقية، مشيراً إلى أن استضافة مؤتمر الأطراف يمثل نموذجاً واضحًا لذلك. 

وأضاف أن المؤتمر رائد في مجال الإبداع والابتكار، وتقديم الأفكار الجديدة حيث كانت دولة الإمارات سباقة في هذا المجال الذي طرقت بابه قبل غيرها من الدول الكثيرة التي تمتلك الرغبة والطموح في تقديم أفكار ومشاريع تتطرق إلى موضوع السلامة البيئية / أو الاستدامة البيئية/ وهو ليس بالأمر السهل نظرا لأن ذلك يحتاج إلى جهود كبيرة وعمل متواصل واستراتيجية محددة.

وشدد سعادته على أن العالم يعيش الآن هم الاستدامة التي أصبحت أمراً أساسياً، وأولوية في استراتيجيات الدول لتحسين جودة الحياة وتلبية حاجة المجتمع.

بيئة متنوعة

كما تحدث بن دلموك عن البيئات التي تتضمنها دولة الإمارات العربية المتحدة، وأوضح بأنها تتميز بثلاث أنظمة بيئية طبيعية “إيكولوجية”، وهي النظام البيئي الصحراوي الذي يشكل 80% من مساحة الدولة، ويأوي أنواعاً مختلفة من النباتات الموسمية المتفرقة التي تشكل مصدراً مهماً لغذاء الحيوانات، والبحري الذي يمتاز بسواحل تمتد بطول 2,390 كم في كل من الخليج العربي وبحر عُمان، ويضم مجموعة من الجزر والعديد من البيئات المتنوعة، مثل الشعاب المرجانية، وتشكل الأسماك فيه مصدراً للغذاء

وتساهم في الحماية ضد تأثيرات تغير المناخ والحفاظ على التوازن البيئي، والجبلي الذي يشكل نحو 2.6% من مساحة الدولة ويحتضن العديد من النباتات والحيوانات البرية، وأخرى منها تعد ثانوية وهي الأراضي الرطبة المتمثلة بالوديان والسهول الرسوبية، حيث تشكل مواقع لتفريخ الأسماك وتساهم في حماية الشواطئ من التعرية الساحلية وغيرها.

ونوّه الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بأن على الرغم من  الظروف البيئية الجافة عموماً، والتذبذب الموسمي في درجات الحرارة، المرتفعة خاصة في فصل الصيف، إلا أن الصحراء تأوي أنواعاً مختلفة من النباتات الموسمية المتفرقة والمتكيفة مع الظروف المناخية القاسية بالدولة، حيث تشكل مصدراً هاماً لغذاء الحيوانات، وتساهم بشكل كبير في تثبيت الكثبان الرملية والتقليل من تأثير الاحتباس الحراري ومكافحة التصحر، كما لها استخدامات متعددة في الطب الشعبي والعطور والبخور والغذاء للإنسان في بعض الأكلات الشعبية المحلية، وتشكل الصحراء مأوى للعديد من الحيوانات البرية التي لها أهمية تراثية مثل الصيد والهجن.

مسؤولية مجتمعية

كما أشار إلى أن المسؤولية المجتمعية هي مساهم أساسي في تحقيق مستهدفات الوطن في كافة المجالات، بداية من ترسيخ سمات الشخصية الإماراتية والتعريف بها، محلياً وعالمياً، مروراً بتعزيز حضور الاستدامة في كافة جوانب حياتنا، وجعلها أسلوباً للحياة، وليس انتهاء بتعزيز مكانة وتنافسية الدولة وحضورها الدولي. 

وشدد بن دلموك على أن ما تم تحقيقه حتى الآن ما هو إلا نقطة البداية وهو تأسيس لمرحلة جديدة يحمل من خلالها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث تضمين الاستدامة في نظمه الأساسية، حيث يعمل المركز مع شركائه على تطوير برامج ومبادرات تشمل كافة جوانب أنشطته وفعالياته للتوسع في تضمين الاستدامة ضمن نظمه الرئيسية، وتعميم نموذج دولة الإمارات الرائد في هذا المجال على دول العالم.

زمان أول

اختتم بن دلموك حديثه بالقول: إن فكرة الاستدامة بدأت من أهلنا الأولين في طرقهم القديمة للحفاظ على بيئتهم، حيث قدموا نماذج وطرق في الحفاظ على مواردهم، استلهمنا منها الكثير.

إن الاستدامة تُعنى بالتوازن بين تلبية الاحتياجات، والحفاظ على بيئتنا للأجيال القادمة، حيث تتداخل الاستدامة بشكل متكامل بين الاجتماعية والبيئية والاقتصادية، وتعنى بقدرة الأجيال الحالية والمستقبلية على إنشاء مجتمعات صحية مستدامة.

إننا نسعى جاهدين على تعزيز الوعي بمفهوم الاستدامة البيئية لدى عيالنا، ما يؤهلهم للعيش بصحة وأمان، والتطلع نحو مستقبل أفضل في حياتهم اليومية، وتحفيز مهارات التفكير لديهم لمناقشة الأفكار، وتقديم الحلول المبتكرة حول الحفاظ على بيئة آمنة ومستدامة تكوِّن عالمهم، وتعزز حقوقهم في الرعاية الشاملة ضمن بيئة صحية مستدامة من خلال توعية أولياء الأمور.