دبي،  6 مارس 2017 : جامعة زايد ومركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، الراعي الرسمي للمؤتمر، وبشراكة إعلامية مع إذاعة الأولى، يتعاونان لاستشراف آفاق مستقبل التراث الإماراتي بأسلوب البحث العلمي، وذلك عبر إقامة مؤتمر بحوث التراث الإماراتي تحت عنوان “الاتجاهات الحالية والآفاق المستقبلية”،  الذي أنطلق صباح اليوم الاثنين في قاعة المؤتمرات بجامعة زايد، بمشاركة كبيرة من أصحاب الخبرات والمختصين في هذا المجال من داخل وخارج الدولة.

حضر المؤتمر  نخبة من المهمتين بمجال الدراسات والبحوث العلمية المرتبطة بالتاريخ والتراث الإماراتي، إلى جانب تغطية إعلامية واسعة نظرا لأهمية الطرح الذي تم تقديمه في الجلسات ومحاور المؤتمر الشاملة.

 

تقدم كبار الحضور في المؤتمر: اللواء عبيد مهير بن سرور، نائب مدير عام الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، الأستاذ الدكتور رياض المهيدب، مدير جامعة زايد، وراشد بن مرخان نائب الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث والسيد/ محمد عبد الله بن دلموك، مدير إدارة الدعم المؤسسي والسيد/ ابراهيم جمعة مستشار الفنون بالمركز وعدد كبير من المسؤلين بالمركز.

استهل الأستاذ الدكتور رياض المهيدب، مدير جامعة زايد، المؤتمر بإلقاء كلمة الافتتاح، التي رحب فيها بالحضور وأشاد بجهود كلية العلوم الإنسانية والمجتمعية في الجامعة على إقامة هذا المؤتمر الذي يساهم في تحقيق العديد من الأهداف السامية لتعزيز التاريخ والتراث الإماراتي عبر أسلوب البحث العلمي الذي يعتبر وسيلة أساسية لتحقيق النهضة والتقدم في المجتمعات، وقال “ساهم البحث العلمي في إحداث التغييرات والاكتشافات وفتح آفاق للبشر، وتوثيق دراسة تاريخنا بهذا الأسلوب يعتبر أساس النهضة والتطور التي نعاصرها حاليا في كافة المجالات”.

وأضاف “إن رعاية مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، لهذا المؤتمر، نابع من توجيهات ورؤية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد بن سعيد آل مكتوم، ولي عهد دبي، على أهمية إحياء التراث وإحيائه عبر الأجيال ليبقى نبراسا للحاضر والمستقبل، وتوثيقه للعقود المقبلة، والاعتزاز بهذا التراث الوطني”.

وألقت د. فراوكي هورد بيي، كلمتها بوصفها المتحدث الرئيسي للمؤتمر حول فهم التاريخ الإماراتي، وهي المؤرخة والعالمة المتخصصة في شؤون التطورات السياسية والاجتماعية لمنطقة الخليج العربي على مدى أربعة عقود، وتعيش في أبوظبي منذ عام 1969، وقالت “الإرث العريق لدولة الإمارات يحتاج إلى الكثير من الدراسات والابحاث، ورغم ما تم إيجاده لحد الآن من مواد تاريخية، لكن أدرك تماما ان هناك الكثير من المواد التي يمكن إيجادها، ومواصلة المساعي.

وأوضحت فراوكي، أن دراسة التاريخ في المنطقة تتطلب النظر إلى الناحية الجغرافية وكيف لعب توفر الماء دورا في تواجد القبائل، وقالت “الأمر المميز لدى القبائل هنا على عكس الدول الأوروبية وقتها التي كانت تتناقل الحكم بالوراثة بصورة مباشرة، فإنه هنا يتم اختيار أكثر الأفراد حكمة وقيادة وسخاء وقدرة للقيادة من بين الأسرة الحاكمة، وهو ما ساعد هذه القبائل على التقدم والتوحد لاحقا”.

وأكدت أن عدم وجود تشويش في هذه المنطقة في الماضي، حيث لم يتواجد التلفاز مثلا، وغيرها، ساهم في منح الأفراد على الحصول على الصفاء والتركيز والقدرة على توثيق التاريخ والتفاعل مع الجوانب التراثية، وهو ما ساعدها على البقاء والتطور حتى وقتنا الحالي من موروث شعبي نجده في المجتمع حاليا، وقالت “التحديات هنا حاليا التركيز على إعادة اكتشاف الماضي، هناك العديد من الأمور التي محيت، وندرك تماما أهمية مواصلة العمل والبحث العلمي الذي يقوم على طرح الأسئلة ومواصلة العمل والاجتهاد”.

واعترفت أن الراغبين بالتركيز على آخر 20 إلى 30 عاما، فإنه ورغم عدم الاعتراف بذلك فإن الصحف تشكل وسيلة مهمة، كونها تقدم ماهية أسلوب المعيشة في ذلك الوقت والكثير من المعلومات التي تساعد على الربط مع الحاضر.

يذكر أن د.فراوكي، نشرت العديد من المقالات باللغات الألمانية والإنجليزية والفرنسية على مدار العقود الخمس الماضية، ومن أحدث منشوراتها:(أبوظبي، دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج العربي – خمسون عاما من التّحول).

كما ألقى د.إيريك ستبلز، المؤرخ متعدد التخصصات وأستاذ مساعد في جامعة زايد في أبوظبي، محاضرة حول معايشة التراث البحري، وقال “البحر يشكل أساسا في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة على مر عقود وقرون طويلة، ويجب منح المزيد من الدراسات التي تقدم لنا الكثير من الأمور المثيرة للاهتمام حول أسلوب الحياة هنا الذي شكل أساس التراث، وكيفية معايشة الناس وقيامهم بصيد السمك والغوص من أجل اللؤلؤ، يجب مواصلة البحث العلمي في هذا الجانب من أجل إيجاد المزيد من الأدلة المرتبطة بالتاريخ، عمق البحر زاخر بالكثير من أدلة التاريخ العريق التي بإمكانها إخبارنا عن الماضي”.

وأوضح ستبلز، أن عملية جمع أدلة الماضي ليست سوى الخطوة الأولى من أجل ربط الأمور ببعضها البعض، والتوصل إلى ما كان يتم استخدامه تحديدا في الماضي، وكيفية جمع هذه المواد للتوصل لحل الأحجية ربما، وإدراك أمور جديدة غابت عنا في التاريخ، وقال “منطقة الخليج العربي كانت من أوائل المناطق على مستوى العالم التي تميزت بالتواصل مع العالم، عبر شبكة النقل وقتها كما يمكن وصفه في الماضي، والتي حصلت عبر التحركات والرحلات من خلال البحر الذي شكل بوابة للتواصل مع الحضارات، وما يثير الإعجاب كيف تم ربط السفن القديمة بحبال وقوة قبل 7 آلاف سنة، والإبحار بها في الخليج والمحيط، إنه أمر صعب للغاية ويتطلب عملا كبيرا وبيئة محفزة”.

وجاءت محاضرة ستبلز شيقة، ونابعة من اهتمامه العميق مع تركيزه في أبحاثة على الأبعاد البحرية في العالم الإسلامي، وهو حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي من جامعة كاليفورنيا الأميركية، وتشمل اهتماماته البحثية التاريخ الإسلامي البحري والملاحة العربية التقليدية.

 

تكريم الطالبات الفائزات

شهد ختام الفترة الصباحية للمؤتمر،تكريم الطالبات الفائزات في مسابقة البحث العلمي، التي تحظى برعاية رسمية من مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث للعام الثاني، وهن: علياء إبراهيم المدني الفائزة بالمركز الأول، بنود خلفان الكتبي الفائزة بالمركز الثاني. وجاء بالمركز الثالث الطالب عبد الرحمن علي سلطان ال علي

وقدم الأستاذ الدكتور رياض المهيدب، مدير جامعة زايد، درع الجامعة إلى راشد بن مرخان نائب الرئيس التنفيذي بمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، تقديرا على رعايتهم الدائمة والاهتمام بالأنشطة والمبادرات المجتمعية والتراثية، كما تم تكريم اللجنة العلمية للمؤتمر والمسؤولين والاساتذة المشاركين في المحاضرات وفي فريق العمل المنظم للمؤتمر.

إضاءات إماراتية

تم تدشين ثاني عدد من مجلة “إضاءات إماراتية” السنوية والمتخصصة في البحوث التراثية، التي تأتي برعاية من مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، حيث تم ودع ركن خاص تزين بنسخة خاصة من المجلة، تضم في جعبتها عدد كبير من المواضيع المتخصصة والصور الجميلة التي تبرز تراثنا العريق.