دبي – 12 يناير 2016: استكمل برنامج الشعر النبطي “البيت” من انتاج مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث مشواره في موسمه الثالث بإطلاق الحلقة الثانية يوم أمس الموافق 11 يناير 2016 على شاشة “دبي الأولى” وعبر أثير إذاعة “الأولى” الساعة العاشرة والنصف مساءً.
اقبال كبير… عشرات الآلاف من المشاركات
وفاق عدد المشاركات في مسابقتي “نبض الصورة” و”الشطر” كل التوقعات حيث وصل عدد المشاركات في “نبض الصورة” إلى أكثر من 18 ألف مشاركة، كما تلقت لجنة الفرز والجودة في مسابقة “الشطر” الذين يمنحون تذاكر العبور للأشطر الأجدر إلى شاشات لجنة التحكيم الرئيسية، ضعفي عدد المشاركات في الحلقة الأولى، ما يدل على النجاح المبهر الذي يحققه البرنامج في موسمه الثالث منذ بدايته، واستقطاب مزيد من المتابعين المهتمين باستخراج كنوز بلادهم الثمينة من الارث الثقافي والأدبي، والغوص في بحر المنافسة والاستمتاع بجمال الشعر في نفس الوقت.
نصائح لجنة الفرز والجودة للمشاركين
وأكد شعراء لجنة الفرز والجودة في رسالة وجهوها إلى المتابعين إلى أن التتويج بلقب “شاعر البيت” ليس بالمهمة السهلة، فالكثير يكتبون الشعر ولكن القليل من يتركون بصمة في الساحة الشعرية، وعلى الشعراء أن يستغلوا الفرصة الذهبية التي يمنحها برنامج “البيت” وأن يحاولوا أن لا يكرروا أنفسهم وأن يستخدموا مفردات شعرية مغلفة بالشعور لكي تتميز أشطرهم ويصلوا من خلالها إلى المراحل النهائية، وتوقع أعضاء اللجنة أن يكون التنافس والتحدي بين الشعراء على أشده.
فقرة “نبض الصورة”
عبر أعضاء لجنة تحكيم “نبض الصورة” عن فرحهم بالاقبال الكبير للمتابعين بالرغم من المجهود الكبير الذي بذلوه من في قراءة وفرز أكثر من 18 ألف مشاركة في المسابقة، وتوافق شعراء اللجنة على اختيار 12 بيت مميز، استطاع المشاركون من خلالها ابراز جماليتها ودلالاتها ومعانيها.
مفاجأة
وفي مفاجأة جديدة من مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث وقبل عرض الأبيات، أعاد مقدم البرنامج الدكتور بركات الوقيان التأكيد بأنه لا يوجد خاسر في برنامج “البيت” وسيمنح للأبيات التسعة المتبقية على الشاشة مبلغ 10 آلاف درهم لكلٍ منها بشكل دائم، فضلاً عن مبلغ 100 ألف درهم لصاحب البيت المتوج بلقب “شاعر الصورة”، ومبلغ 50 ألف درهم لكلٍ من وصيفيه.
وأشار الشاعر حمود بن وهقة إلى أن مشاركون كثر وفقوا في ابتكار الأفكار الواصفة للصورة، وهذا هو هدف “برنامج البيت” الذي وجد للابتكار الشعري والتحديث في المفردة والصورة الشعرية، وأن اختيار الـ12 بيت ومن ثم تصفيتها إلى 6 ثم اختيار البيت الفائز والوصيفين كان على أساس الجمال الشعري، وإجادة استخدام المحسنات البديعية فيها.
وقال الشاعر عوض بن حاسوم أن الفصل بين الأبيات الـ12 لم يكن سهلاً لأن كل بيت “قصة قائمة بذاتها” يحمل في معانيه الكثير من الوجدانيات، والصورة نفسها تشجع الشاعر على كتابة شعر وجداني له أثر، وما أثار اعجابه هو تناول الأبيات للصورة من نواحي مختلفة فالبعض وصفها كمنظر، والبعض الآخر تكلموا بلسان حال الأطفال الظاهرين فيها.
شاعر الصورة والوصيفين
بعد استبعاد 6 أبيات من الشاشة وبقاء 6 أخرى، اختار الشاعر عوض بن حاسوم الوصيف الثاني صاحب البيت (تدرون ليه الغياب أحيان يترك حضور … حتى تشوفون فاقد الشي واجد..عطا) للشاعر صالح علي المنيع، وأشاد باستخدامه للطباق واستخدامه الفعل في مكان الاسم بصورة مبدعة.
وأعلن الشاعر سعود الطاثوب الوصيف الأول صاحب البيت (على الأمل سات عشنا دام نملك خيال … اليأس ماله تردد يابساط الفقر) للشاعر سالم جلوي المهنا، وأشار إلى انه ابهره بجماليته واحتوائه على شيء جديد لم يسبق له مثيل في عالم الشعر.
أما البيت المتوج بلقب “شاعر الصورة الذي أعلنه الشاعر حمود بن وهقة، ووصف صاحبه بأنه أجاد استخدام المحسنات البديعية، فأضاف استخدامه للجناس مصدر قوة للبيت أدخل متلقيه في عالم آخر واختصر له مسافات شاسعة ووصف الصورة بأجمل وجه.
ونال الشاعر سلطان بدر العمر لقب “شاعر الصورة” في الحلقة الثانية عن بيته (بشاشتنا غناة وحلمنا نحضر فلم كرتون… جلسنا فوق نصف الحلم والباقي بشاشتنا) وكان بذلك أول المتأهلين إلى الحلقة نصف النهائية وحصل على مبلغ 100 ألف درهم.
اطلاق الصورة الجديدة
اطلقت صورة من أروع الصور المشاركة في مبادرة جائزة “حمدان بن محمد للتصوير الضوئي” وهي عبارة عن صورة جوية ملتقطة لمكة المكرمة ليلاً، ووصفها شعراء اللجنة بأنها تهز القلوب، وتمنوا على المشاركين أن لا يتأثروا بمشاركات غيرهم ويحددوا أبياتهم بأفكار معينة، بل يجب أن يطلقوا العنان لمخيلتهم وشعورهم في وصف الصورة.
الشطر: صدر البيت (لو تشوفون الحياة بعين شايب)
استهل الشاعر نايف الرشيدي عضو لجنة تحكيم مسابقة “الشطر” وصفه للشطر المطروح بأن له معنى انساني، قابل للتناول من جوانب كثيرة، وتفائل بأن تليق المشاركات بجماليته، وحضر الشاعر زايد بن كروز عضو لجنة تحكيم “الشطر” السابق باطلالة جميلة اسعدت أعضاء لجان التحكيم وجمهور البرنامج وهنأ على لسانه ولسان الحاضرين صاحب السمو الشيخ حمدان بن محمد بن سعيد آل مكتوم بتتوجيه بالمركز الأول في سباق القدرة واهداه أبيات رائعة في هذه المناسبة.
وبدأت أجواء المنافسة من خلال تعاقب أعضاء اللجنة على ترشيح أجمل الأشطر المشاركة على الشاشة الفضية ومن ثم ترحيلها على ثلاثة مراحل إلى الشاشة الذهبية ليحصل كل منهم على مبلغ 10 آلاف درهم.
نصائح
ووجه الشاعران محمد المر بالعبد المهيري ونايف الرشيدي نصيحة إلى المشاركين بعدم تركيزهم على استخدام الجناس على حساب استيفاء المعنى والبلاغة الشعرية، فالجناس هو وجه من أوجه المحسنات البديعية وليس من الضروري استخدامه بشكل دائم.
وفي أجواء ودية من المناقشات بين الشعراء، وصف الشاعر مدغم أبو شيبة أحد الأشطر بأنه سهل ممتنع أو “شطحة فكاهية، أضحك بهذا الوصف الأعضاء الآخرين وأضاف حساً من الفكاهة على أجواء المنافسة المحتدمة.
راعي الشطر
استطاع الشاعر مشعان الرخيمي بشطره (شفتو أن مهادها يشبه كفنها) ابهار لجنة التحكيم والظفر بلقب “راعي الشطر” في الحلقة الثانية، ووصف الشاعر نايف الرشيدي الشاعر بأنه أجاد استخدام الطباق في شطره، كما لعب على التناقض في الألفاظ بين المهد واللحد، الشيء الذي أضاف جمالية كبيرة على معاني الشطر، وأنضم بذلك إلى الشاعر الفائز في الحلقة الأولى الحارث وازع في التأهل إلى الحلقة نصف النهائية، كما نال جائزة المسابقة وهي عبارة عن 100 ألف درهم اماراتي نقداً.
ضيف الشلة
وأطل ضيف الشلة لهذا الأسبوع المنشد عبد العزيز العليوي، وألقى بأسلوب الشلة أبيات من قصيدة رائعة، للمغفور له صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، باستضافة مقدم البرنامج الثاني الشاعر أحمد البدواوي، في لقاء خاص خلال البرنامج.
الفائز من قبل ضيف الشلة
واختار المنشد عبد العزيز العليوي “عجز بيت” آخر الشطر (ما شريتو غير دين الله بضاعة) للشاعر ماجد الحربي، للظفر بمبلغ 100 ألف درهم اماراتي، دون امكانية تأهله للحلقة نصف النهائية. علماً بأن الفائز الذي يختاره الضيف لا يتأهل إلى النهائيات، وعبر عن اعجابه بجمال الأشطر الـ12 المعروضة على الشاشة الذهبية.