مما لا شك فيه، أن تراثنا مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالدين وسنة المصطفى (عليه الصلاة والسلام)، حيث إنه نُقل عن حديث لرسول الله (صل الله عليه وسلم)، أنه قال (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، الأمر الذي يؤكد أن العرب كانت حياتهم وتعاملاتهم في ما بينهم، مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالأخلاق ومكارمها، لا سيما عرب الجزيرة، التي كانت مقراً لانطلاق الرسالة، وجملتنا هي أحد مخرجات ذلك الاندماج بين الدين وسلم ومكارم أخلاق العرب، والقصد بسلمهم ومكارم أخلاقهم، هو مبادؤهم وقناعاتهم التي عاشوا عليها وبها، واستمرت معهم وورثّوها بينهم من جيل لآخر (شورك وهداية الله) والقصد (شورك) أي رأيك (هداية الله) أي أن الهدي من الله، والهداية هي البلوغ إلى الشيء الصحيح، وعمل الصواب، وهنا يأتي الوصف مطابقاً للجملة وكلماتها (شورك وهداية الله)، وتقال عندما يكون هناك موضوع ما، ويوجد أشخاص اختلفوا على اتخاذ القرار فيه، وعلى سبيل المثال، لو أن عدة أشخاص توقفوا على مفترق طرق، وقام واحد منهم باختيار طريق كي يوصلهم إلى وجهتهم، باعتباره أنه يعتقد بأن هذا الطريق هو الصحيح، والآخرون أيضاً يظنون أنه على صواب، فيدلو كلاً منهم بدلوه، حتى يكون كلام أحدهم هو الأقرب في ظنهم للصحة، فيقولون له (شورك وهداية الله)، بعد أن اقتنعوا انه أقرب إلى الصواب، والقصد بـ (شورك وهداية الله) هنا، أنه سوف نتبعك ونقبل برأيك، ونتمنى أن يكون رأيك هو الصحيح، ويكون الله قد هدانا لذلك.
كما أن الجملة لا تقف عند ذلك، بل تجد فيها من الإيمان بالقضاء والقدر، وهو أحد أركان الإيمان الستة، البرهان القاطع، وكأنهم يقولون، حتى لو لم تكن هذه الطريق هي الصحيحة التي سوف توصلنا إلى وجهتنا، سيكون فيها خيرٌ لنا، وإن الله أراد لنا ذلك، وهنا، يؤكد موروثنا أنه صنع مخرجاته الخاصة به قبل الدين وبعده، والتي كونها، وبما يتناسب مع الخارطة الجغرافية الاجتماعية، والتضاريس البيئية المحيطة به، وبالتالي، يثبت لنا هذا المخزون الثقافي الأدبي الخاص بدولة الإمارات العربية المتحدة، أنه ذو عراقة وأصول قديمة، بقدم وجود الإنسان على هذهِ الأرض الكريمة.
وللحديث صلة…