19 ديسمبر 2019: وسط احتفالات شعبية وحشود كانت في الاستقبال، وصلت أمس الأربعاء الموافق 18 ديسمبر، النسخة السادسة من رحلة الهجن، بعد أن اجتازت مخاطر عديدة لتحط رحالها في القرية التراثية ويتوج المشاركون رحلتهم التي دامت قرابة الـ 15 يوماً، أكملت فيها القافلة نحو 702 كيلومتر. 

وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد التقطت جزءا من زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بن سعيد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” للرحالة وهم في طريق العودة إلى دبي، واطلع سموه على أحوالهم وتمنى التوفيق للجميع.

وأكد سعادة عبد الله حمدان بن دلموك، الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، بأن زيارة صاحب السمو واطلاعه على أحوال المشاركين كان لها بالغ الأثر في إعطاء الرحالة دفعة قوية للوصول إلى خط النهاية وقال: “تشرفنا بهذه الزيارة الغالية، خصوصاً بعد أن اجتازت رحلة الهجن مسافات شاسعة في ظروف جوية صعبة وطرق وعرة إلا انها وصلت بسلام وامان ونتمنى أن تحظى بمشاركة أوسع من مواطني الدولة في المستقبل، كما نتطلع لأن ننظم شيئاً مختلفاً العام المقبل مع استضافة الحدث الأكبر من نوعه اكسبو 2020، فتراثنا أمانة ويجب المحافظة عليه وتعزيزه وتناقله بين الأجيال”.

وعن أبرز وقفات الرحلة أضاف بن دلموك بأن الرحلة تميزت هذا العام بمشاركة الطفلين عبد الله وحمدان، الأمر اذي يثبت قدرة الأطفال وسرعتهم على التعلم، لنبادر كآباء بتعليمهم أسس القيم المجتمعية التي يذخر بها مجتمعنا. 

من جهته قال هلال أبو إبراهيم، من الإمارات: “أمتطي الخيول والهجن منذ صغري، وأشارك في سباقات القدرة والهجن، وأعتبر أكبر المشاركين سناً في هذه الرحلة ولكني اتمتع بلياقة عالية بفضل الله، فركوب الخيل والهجن بالنسبة لي هما أفضل الرياضات التي تكسب الجسم مرونة وبالتالي اللياقة العالية. وكنت طيلة الرحلة أوجه المشاركين لموازنة خط السير في القافلة، إذ هناك أسس خاصة لهذه العملية عند ركوب الهجن، لكوننا كنا وسط الرمال والكثبان التي كثيراً ما تكون عميقة ويصعب اجتيازها على ظهر الهجن. أبنائي وأحفادي بالرغم من التزاماتهم في العمل والمدرسة، إلا انهم جميعاً يأتون إلى العزبة إما لركوب الهجن أو الخيل”. 

من جانبها قالت ليندا كروكينبيرغر من المانيا (28 عاما) بأنها حاولت الانضمام إلى الرحلة منذ ثلاثة أعوام ولم تتمكن إلا في هذه النسخة: “لم أتوقع أن تكون الرحلة بهذه الروعة، فالتحديات بالنسبة لي مغامرة، ولكن أكثر ما ترك انطباعا قويا لدي هو تجربتي للحياة في الإمارات على أصولها، إذ تذوقت الأطعمة الشعبية، وتعرفت إلى قيم التسامح والتعامل التي كانوا يتعامل بها المنظمين في الرحلة، استمعت إلى القصص الشعبية وأدركت معانيها التي توضح البيئة وطرق الحياة قديماً وشاركت في أنشطة الرماية والصيد بالصقور. بعد الرحلة، لدي امنيتان، واحدة أن أكوّن عائلة خصوصا بعد أن قضيت خمس سنوات وحيدة في دبي، وذلك لما لمسته من جوانب انسانية ودفء عائلي في هذه الرحلة، والأمنية الثانية هي أن اعاود الالتحاق بالرحلة كل عام لعشرة أعوام مقبلة”. 

وفي الختام تم تكريم المشاركين وفرق العمل المعنية وسط فرحة كبيرة وأهازيج الفرق الشعبية.     

عن الرحلة

هذا العام، انطلقت رحلة الهجن في الرابع من ديسمبر الجاري، وتقدم للتسجيل أكثر من 700 شخص هذا العام وذلك فور الإعلان عن الرحلة على هامش المعرض الدولي للصيد والفروسية أكتوبر الماضي. 

وتختلف رحلة الهجن عن مثيلاتها وتصب أهدافها في التركيز على عيش الأجواء الحقيقية وليس تهيئتها من منظور سياحي وتعتمد على التدريبات المكثفة من قبل المشاركين لاحتراف عملية امتطاء الهجن وامتحان قدرات المشاركين الفردية وعزيمتهم لخوض تحدٍ جديد في الصحراء المترامية وسط طرق وعرة وتلال رملية وحلة تتطلب منهم النزول ودفع الهجن لاجتيازها ولياقة بدنية وقدرة تحمُّل عالية، والانعزال التام عن حياة المدينة، والالتزام بتعليمات قائد الرحلة لمدة تصل إلى نحو أسبوعين حتى الوصول إلى المحطة النهائية.