• دبي، 16 ديسمبر 2018:وسط أجواء تراثية مبهجة، وبمشاركة بارزة من الشباب الإماراتي المتمسك بتراثه وعاداته وتقاليده، اختتمت أمس في مجمع السركال Techarcورشة فن العطارة التي نظمها مجلس دبي للشباب بالتعاون مع شركة“سكّل” الوطنية المتخصصة في تنظيم ورش العمل المبتكرة، وذلك تحت رعاية مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث.

    وشارك في ورشة العمل حول فن العطارة حوالي 25 شاباً وشابة مواطنة، رغبوا بالتعرف أكثر على أسرار وخبايا فن العطارة، وكيفية ابتكار عطورهم الخاصة التي تروي قصصاً في حياتهم، وتنثر عبيراً خاصاً من الذكريات المرتبطة بلحظات من حياتهم أو تراثهم الأصيل، بالإضافة إلى اكتشاف وتعلم أساليب تسويق عطورهم كمهنة للمستقبل أو هواية في وقت الفراغ.

    وتأتي هذه الورشة الأخيرة ضمن سلسلة من أربع ورش عمل متنوعة المواضيع نظمها مجلس دبي للشباب وشركة “سكل” لتطوير مهارات الشباب في مجالات مختلفة، وغرس ثقافة الاستفادة من أوقات الفراغ في اكتساب وتنمية مهارات غير تقليدية. وقد شملت مواضيع ورش العمل التفاعلية السابقة الاستثمار في القطاع العقاري، وفن نجارة الخشب.

    وحملت ورشة العمل نكهة خاصة لكون المشاركين عملوا على إعداد وابتكار عطور مستوحاة من لحظاتٍ من مسيرة الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وذلك في ختام عام زايد، حيث برز شغف المشاركين بمزج هذه الذكريات مع عطور تراثية وعربية تعكس أصالة التراث الإماراتي الأصيل، وعمق جذوره وروائحه العطرة.

    وأدار الورشة التفاعلية كل من عائشة بن حويرب المهيري، خبير ومدرب عطور تراثية ومبتكرة، وعاصم القاسم، مؤسس أنفاس للعطور، حيث استعرضا خبايا وأسرار فن العطارة، والمواد الخام التي تدخل في صناعة العطور، وأنواع العطور في التراث الإماراتي، وآلية ووسائل التسويق والدعاية للعطور. 

    ولفتت مريم المنصوري، رئيس مجلس دبي للشباب إلى أن الورشة استهدفت استثمار وقت فراغ الشباب المواطن في هوايات مفيدة تراثية قد تفتح مجالاً أوسع للشباب كمهنة للمستقبل، معتبرة أن إقبال الشباب على هواية لها جذور في التراث الإماراتي يعكس التفكير غير النمطي للشباب الإماراتي بمهن متنوعة وهوايات متجذرة تصب في صالح الشباب ومستقبلهم.

    وأشار المنصوري قائلةً:” مما لا يعرفه الكثيرون أن كل عطر له قصة سحرية تخلد في الذاكرة، وتثير أحاسيس تعزز من إنسانيتنا وارتباطنا بالآخرين ومحيطنا وبيئتنا ومجتمعنا. ونحن مسرورون في مجلس دبي للشباب لتعاوننا المثمر مع شركائنا في شركة “سكّل” ومركز حمدان بن محمد لإحياء التراث للعمل على إحياء وتنمية هواية ترتبط بالأجداد وبأرضنا الطيبة، ونستثمر فيها في شبابنا وشاباتنا لما فيه مصلحتهم على المدى المتوسط والبعيد.”

    وبدورها قالت دينه الهاشمي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “سكّل” أن الورشة حققت نجاحاً كبيراً  في اكتشاف الكيمياء التي تجمع بين العطور والشباب، مؤكدة وجود علاقة ترابطية وثيقة بينهما في التراث الإماراتي الأصيل، مشيرة إلى تحقيق أهداف الورشة في دفع الشباب للتوجه إلى هواية تكون قاعدة لمهنة تجمع بين الماضي والمستقبل عبر رائحة عطور تراثية.

    ولفتت الهاشمي قائلة:” ولا شك أن ارتباط ورشة العمل بلحظاتٍ من مسيرة الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تعزز من انتمائنا لأرض أجدادنا، وتكرم الوالد زايد باستذكار إرثه والاستثمار في أبنائه وبناته، وتعليمهم مهنة وهواية تكون نقطة انطلاق لهم في المستقبل. ونحن ملتزمون في شركة”سكّل” على الدوام الابتكار والتميز في تنظيم ورش تدريب تفاعلية غير مألوفة المواضيع والأساليب لصقل مهارات شبابنا وخدمة دولتنا الحبيبة.”

    وبدورها قالت هند بن دميثان القمزي، مدير إدارة الفعاليات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث أن تنظيم الورش الفنية المرتبطة بالموروث الإجتماعي ينسجم مع  الأنشطة التي يسعى مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث إلى تنظيمها تعزيزا للثقافة المحلية ودعما للشباب والناشئة، معتبرة أن صناعة العطور المحلية يعد عنوانا للشعوب وحضارتها.

    وأضافت هند بن دميثان القمزي قائلةً:” قدم المركز الرعاية لهذه الورشة ايمانا منه بالفنٌون والحرف الشعبية التي مارسها أجدادنا، وترتبط مجموعة واسعة من الروائح العطرية بعاداتنا وتقاليدنا وتعدد استخداماتها سواء في البخور والعطور الزيتية وغيره.

    واختتمت هند بن دميثان القمزي معبرة عن سعادتها بهذه الخطوة وتطلع المركز لمزيد من الأنشطة الثقافية التي “ترسخ هويتنا الوطنية”.

    وبدورها نصحت عائشة بن حويرب المهيري الشباب على التدرب على مهنة مزج وتجارة العطور وصقل الحاسة الشمية، والغوص في أسرارها ومواكبة كل جديد، والتعرف على مؤسسات الدولة التي توفر مساعدات للشباب لإنتاج عطور بمواصفات صحيحة، معتبرةً ان العطر هو علم قائم وفن من فنون التجارة المربحة.

    وأشارت المهيري إلى أهمية المحافظة على نهج والدنا زايد بالحفاظ على تراثنا، حيث إن العطر جزء أصيل من تراثنا الوطني لكونه مرتبط بالزينة والدين والضيافة والدواء، معتبرةً أن العطور التراثية الإماراتية قد أثبتت قدرتها على منافسة العطور العالمية، لكونها تمتلك مواصفات عالمية بنكهة تراثية إماراتية.

    وقد سبق لشركة “سكّل” تنظيم ورش عمل حول مواضيع متنوعة شملت كتابة قصص الأطفال وابتكار وإعداد عطور خاصة، والاستثمار العقاري وغيرها من المواضيع المبتكرة والجديدة التي لم يألفها عالم الورش التدريبية في المنطقة.