دبي، 31 ديسمبر 2015: تحفل القرية الثراثية، التي شيّدها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث في القرية العالمية، بالكثير من صور الماضي التي تعكس الموروث العريق لدولة الإمارات، لتكون متحفاً يعرض بين جنباته أصالة المجتمع الإماراتي المتجذر في قلب التاريخ، ونافذة تطل على التراث الإماراتي العريق.
وما إن يصل الزائر إلى القرية التراثية، التي تحتل مساحة أكبر هذا العام وتقع خلف الجناح الإماراتي، بجانب قلعة الميدان، حتى يرى لوحة فنية تراثية، يحكي قصتها أنواع المنازل المختلفة المعنية بالبيئات المتنوعة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتشمل البيئة البدوية أو الصحراوية والبيئة الساحلية والبيئة الجبلية.
“هذه مهنة توارثناها عبر الأجيال”. قال الإماراتي عبد الله حسن، الذي آثر أن يبنى نموذجاً عن البيوت الطينية بيديه بمساعدة ابنه. وعند سؤاله عن صعوبه العمل، قال: “لا شك في أن بناء منزل من الطين صعب إلى حد ما، لكن في الحقيقة هذا ما يعطيني القوة والنشاط، عمري الآن يناهز الثمانين عاماً ولا زلت أصبّ قوالب الطين وأشرف على عملية البناء”.
وعند سؤاله عن طبيعة المنازل الطينية أضاف: “تشبه البيوت الطينية في تصميمها فكرة البيوت الحجرية المعاصرة، فهناك غرفة المعيشة وغرف النوم والمجلس، وبُنيت بشكل مربع أو مستطيل لتحقيق أقصى درجات الاستفادة من المساحة. كما أن كل غرفة تحتوي على نوافذ وباب إما خارجي أو داخلي يصلها بالغرف الأخرى، وتساعد طبيعة المواد الطبيعية المستخدمة في صناعة هذه المنازل في تخفيف قيظ الصيف وبرودة الشتاء”.
ويقوم الحاج عبد الله بتحضير طوب البناء من مزيج الماء والتراب والطين ضمن قوالب، وذلك كله في القرية التراثية، ما يمنح الزائر وجبة تراثية دسمة تجعله يتعرف على تاريخه بشكل عملي وملموس. وتجسيداً لكرم الضيافة الإماراتية التقليدية، يتم استقبال الضيوف عند المنازل بالقهوه العربية الأصيلة وقطع التمر.
وتستضيف القرية التراثية أكثر من عشرين شخص من الحرفيين والقائمين على الضيافة العربية لتقديم القهوة والتمور، ليشعر كل من يدخلها بأنه دخل قرية تاريخية تراثية يعيش فيها تفاصيل الحياة في الإمارات العربية المتحدة قديماً. وتفتح القرية التراثية أبوابها خلال أوقات عمل القرية العالمية، من الرابعة عصراً وحتى 12 منتصف الليل.