دبـــــي ـــ ديسمبر/2023
شارك مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث في جلسة حوارية حول “السنع والموروث الإماراتي” ضمن فعاليات معرض “عالم واحد ــ عائلة واحدة” الذي يقام تحت رعاية سعادة نتاليا المنصور سفيرة جمهورية سلوفينيا في أبوظبي، والذي انطلق بتاريخ 1 نوفمبر ويستمر حتى 12 ديسمبر، في الجناح السلوفيني بمدينة اكسبو دبي.
واستعرضت الجلسة، التي أدارتها الدكتورة ساشا بوفيك مدير مؤسسة “العيش مع القلب الأخضر”، الموروث الشعبي ودوره في بناء علاقات اجتماعيّة وعائليّة ناجحة، كما تناولت مفهوم السنع الذي يمثل جزءاً مهماً من تراث دولة الإمارات والذي يندرج تحت قائمة العادات والتقاليد الإماراتية.
إنجازات راسخة
واستهل الجلسة سعادة عبدالله حمدان بن دلموك الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، بالتعريف بالسنع الإماراتي، مشيرًا إلى أنه أسلوب حياة بما يعنيه من الآداب والأخلاق النبيلة والاحترام والتربية، مؤكدًا وجود مجموعة من السلوكيات التي تندرج تحت مصطلح السنع كآداب الحديث وآداب التعامل مع الوالدين والأهل عموماً واحترام كبار السن، وتقاليد الضيافة وغيرها الكثير من الممارسات التي يتميز بها المجتمع الإماراتي.
ونوّه بن دلموك إلى أن نجاحات الدولة الراسخة في كافة المجالات، تستمد قدرتها من القيم والمبادئ الأصيلة للمجتمع الإماراتي، حيث هناك علاقة شديدة الخصوصية، بين تربيتنا ونشأتنا وبين إنجازاتنا وازدهارنا قيمنا تقول بأن الإنسان الإماراتي هو هدف التنمية وفي نفس الوقت أداتها وصانعها.
كما أشار سعادته إلى أن وجود مئات الجنسيات على أرض دولة الإمارات هو مثال واضح لفكرة السلام والمحبة التي تسود المجتمع الإماراتي، حيث قال: أثبتت دولتنا بتجربتها هذه أنها تقدّم نموذجًا معياريًا للتعايش وهو الشيء الذي ينسجم مع طبيعة وخصوصية مجتمعنا.
واختتم الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث كلامه بالحديث عن الهجن، وعن العلاقة الفريدة التي تجمع معظم أبناء الإمارات مع هذا الرمز الوطني، حيث أكد على أن الصلة بينهما تتجاوز علاقة المالك بمطيته، لأنها عنوانًا للأصالة والتراث، وتأكيدًا على عراقة الدولة وتاريخها الغني.
علاقات وطيدة
بدورها أثنت سعادة نتالي المنصور سفيرة جمهورية سلوفينيا على الدور الذي يقوم به مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، في تعزيز القيم المجتمعية الأصيلة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وقالت: نتطلع إلى تطوير آفاق تعاوننا وتوسيع مجالاتها بما ينعكس إيجاباً على المجتمع، وأضافت: صحيح أننا ننتمي لقارة أوروبا ولكن يجمعنا مع أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة الكثير من الصفات المشتركة، يتقدمها حب الوطن والتمسك بالجذور والعادات الأصيلة، التي من شأنها أن تضمن مستقبل أكثر استدامة للأجيال المتعاقبة.
وأكدّت المنصور على ضرورة المحافظة على الصورة المتميزة لحضارة وثقافة شعب الإمارات، إذ من خلالها يستطيع الآخرون قياس مدى عراقة البلد والتعرف على عاداته وتقاليده التي رافقته على مرّ السنين.
كما تطرقت سعادتها إلى الدور الكبير التي ساهمت فيه هذه القيم في مدّ جسور التعاون بين البلدين خلال مدة قصيرة منذ استلام مهامها الرسمية وساهمت في توثيق العلاقة بين البلدين الصديقين.
ومن الجدير بالذكر أن المعرض يسلّط الضوء على المعتقدات والقيم، والموروث السمعي والشفاهي للاعتماد عليه في تاريخنا المعاصر وتوظيفه في خدمة المجتمعات للاستفادة منه بالطريقة المثلى من أجل مستقبل أكثر استدامة.
هذا ويقدّم المعرض لزواره مجموعة كبيرة من الفعاليات والأنشطة تتناول فيها عدد من ثقافات وحضارات لدول مختلفة مثل دولة الإمارات العربية المتحدة، سلوفينيا، الهند، واندونيسيا.