دبي، 13 مارس 2022: نظمت وزارة التربية والتعليم جلسة حوارية حول برنامج ” السنع الإماراتي” ومستجداته بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين في “جناح فزعة” بإكسبو دبي 2020، أمس الأحد 13 مارس ، تم خلالها إبراز السنع الذي يعتبر أسلوب حياة يجسد آداب الثقافة وقواعد الحياة الاجتماعية الإماراتية من جوانب حميدة جعلت الجلسة الحوارية محط اهتمام العالم الذي يجتمع بتعدد دوله وجنسياته تحت سقف واحد في هذا الملتقى العالمي في دبي.
وشهدت الجلسة الحوارية استعراضاً ونقاشات موسعة حول برنامج السنع الإماراتي الذي يتم تنفيذه في مدارس الدولة بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين، وكيفية نجاح هذا البرنامج في تحقيق أهداف على أرض الواقع منذ بداية العمل فيه خلال الفترة الماضية، والسعي لتحويله إلى برنامج تطبيقي متكامل سواء للطلاب أو أولياء الأمر وصولاً إلى البيت والمجتمع بأكمله.
شهد فعاليات الجلسة الحوارية معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، وتحدث فيها: سعادة عبدالله حمدان بن دلموك الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، سعادة ضرار بالهول الفلاسي عضو المجلس الوطني الاتحادي والمدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات، سعادة عيسى سيف المزروعي نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، وسعادة الدكتور حمد اليحيائي وكيل الوزار المساعد لقطاع المناهج في وزارة التربية والتعليم، وأدار الجلسة سعادة الدكتور فيصل الباكري رئيس الفريق الوطني للتعليم 2030.
كما تم في الجلسة الحوارية استعراض كتاب “السنع” الذي تم إصداره بالتعاون بين المركز ووزارة التربية والتعليم، باللغتين العربية والإنجليزية على حد سواء، ونشره ضمن مناهج المدارس في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأكد سعادة عبدالله حمدان بن دلموك، الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، أنه يجب التفريق بين القيم والسنع، حيث أن السنع هو إجراءات نابعة من التراث والعادات الإيجابية التي نشأنا عليها وتوارثنها ويجب أن تستمر معنا وتتطور وتتكيف مع مستجدات العصر من خلال غرس ما يتوافق مع العادات المجتمعية التي تعزز الهوية وتمنحنا القدرة على مواصلة مسيرة العطاء والإنجازات والنهضة الشاملة لدولتنا في كافة المجالات، دون التخلي عن الموروث الشعبي والصبغة الخاصة بنا، وهو ما يلخصه السنع الذي يشكل نهج لم يكن مكتوباً سابقاً لكن مع الانفتاح العالمي ارتأينا أن نضعه في الكتاب ليكون متاحاً للأجيال القادمة من كافة الجنسيات المقيمة على أرض الدولة.
من جانبه اعتبر سعادة ضرار بالهول الفلاسي عضو المجلس الوطني الاتحادي والمدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات، أن من فضل الله تعالي علينا أن منّ علينا قيادة حكيمة ترسخ فينا الطيبة والأخلاق العالية، وتعزز توجهنا نحو التمسك بالعادات والتقاليد، وترجمة التوجيهات إلى أفعل في مجال السنع، حيث شدد على أهمية أن تكون الخطوة المقبلة في جعله تطبيقاً عملياً وليس مجرد كتاب، وذلك من خلال غرسه في الطلاب والآباء والمجتمع بأكمله، من أجل تأصيله لدى الجميع كنهج وأسلوب حياة على أرض الأمن والتسامح.
وركز سعادة عيسى سيف المزروعي نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، على أهمية دور التعليم والمعلم في إيصال السنع ومعلوماته بكافة تفاصيله بالشكل الصحيح للطلاب، حيث سعى الخبراء في البرنامج أن يتم اختيار معلمين لديهم مبادئ السنع وفي عاداتهم وتقاليدهم من أجل إيصاله بشكل أدق وأسرع، ومن المهم أن يمتد أسلوب الحياة للمجتمع بأكمله انطلاقاً من المدرسة، خصوصاً أن أهم مدرسة في الوقت الحالي هو البيت، حيث أن دور العائلة مهم للغاية في هذا الجانب، فيما سيتم في المرحلة المقبلة تعزيز الجهود للمزيد من انتشار هذا البرنامج في المدارس والأحياء المختلفة.
من جانبه استعرض الدكتور حمد اليحيائي وكيل الوزارة المساعد لقطاع المناهج لوزارة التربية والتعليم، جهود تطبيق برنامج السنع على جميع المدارس في مختلف إمارات الدولة بمختلف الحلقات التعليمية، وذلك من خلال حصة نشاط صفية مدتها 40 دقيقة، تشكل خطوة نحو المزيد من انتشار وتطبيق السنع على المدى الطويل في المجتمع.
وركز سعادة الدكتور فيصل الباكري رئيس الفريق الوطني للتعليم 2030، على أن السنع أسلوب حياة يجب تبنيه والحفاظ عليه، وذلك من خلال كافة الخبرات والجهود والموارد لدعم هذا البرنامج الذي توليه وزارة التربية والتعليم وشركائها الاستراتيجيين أولية وأهمية، وتشكل هذه الجلسة الحوارية في قلب إكسبو 2020 دبي، فرصة لتسليط الضوء وإبرازه بالشكل المطلوب لمضاعفة الجهود والمضي قدماً نحو غايات أوسع وأكثر شمولية.
تكريم المدارس المتميزة في البرنامج
قام معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، بتكريم المدارس التي شاركت وتميزت في تطبيق برنامج السنع الإماراتي، والإشادة بالجهود التي بذلوها في هذا الجانب.
أهمية الجلسة الحوارية
ترسخ الجلسة الحوارية حول برنامج “السنع الإماراتي ” المطبق في المدارس الحكومية والخاصة، جهود وزارة التربية والتعليم لتعزيز القيم المجتمعية والفضائل الأخلاقية، والسلوك الايجابي ضمن برنامج “السنع الاماراتي”، الذي أعدته الوزارة بالتعاون مع المؤسسات التراثية والثقافية، حيث يقوم على تعليم الطلاب مبادئ وقواعد السنع وقيمه التي يتحلى بها الإماراتيون وتعبر عن هويتهم الوطنية، وابراز دور المجتمع المدرسي في تعزيز قيم السنع الإماراتي كممارسة لدى طلاب المدرسة، وتسليط الضوء على دور الشراكات المؤسسية التي ساهمت في دعم البرنامج.
وتأتي هذه الخطوة التي تستهدف المجتمع المحلي والمدرسي والصحافة والإعلام، لتحقيق استدامة السنع والقيم التي تعتبر جزءاً من الموروث الثقافي للدولة للمحافظة عليها لتتوارثها الأجيال، وخلق جيل متميز أخلاقياً بطابع إماراتي لإبراز هوية وطنية متفردة بمبادئها النابعة من دينها وقيم مؤسسيها الذين سارت على نهجهم القيادة الرشيدة، لتنشئة أجيال تعزز القيم والموروثات الحضارية، وتعرفهم بمكونات ” السنع الإماراتية” من العادات والتقاليد، والأعراف الأصيلة والسلوكيات الحميدة التي يتحلى بها أبناء الدولة وتشكل مصدر فخرهم بمجتمعهم.