[دبي – الإمارات العربية المتحدة، 16 فبراير 2016] – مع وصول برنامج البيت الذي ينتجه مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث إلى الحلقة السابعة، بدأ العد التنازلي للمسابقة بالدور النصف نهائي وأجتمع الفائزون العشرة من مسابقتي نبض الصورة والشطر، أمس الأثنين الموافق 15 فبراير، ليتباروا الفرسان الذين حصدوا الفوز في جميع حلقات الموسم الثالث لبرنامج البيت، أمام لجان التحكيم في الاستديو بمدينة دبي للأستديوهات، ويتأهل شاعران عن كل مسابقة.

وبدأت الجولة بين الشعراء 15 دقيقة منحت لهم لتسليم مشاركاتهم على الهواء مباشرة، وتسارع النبض ودقات القلوب لدى كل من المتسابقين والحكام الذين جلسوا في ترقب ولهفة لتلقي أشطر المتسابقين.

وبعد انتهاء الوقت المخصص، جاءت الأشطر على الشاشة الذهبية، مزيج يجمع بين الإبداع والرصانة تارة، والتعبير الجمالي في المفردات والجناس الشعري تارة أخرى.

المتأهلين في نبض الصورة

وبدأت حلقة البرنامج باستقبال الفائزين الخمسة في فقرة “نبض الصورة”، ممن ابدعوت في وصف صور البرنامج، وتمكنوا من قراءتها واقتناص معانيها الكامنة في مكوناتها وألوانها، بفضل ما امتازوا به من حضور ذهني كان العامل الأساسي في فوزهم.

بعد انقضاء المدة المخصصة لتقديم المشاركات في وصف الصورة، قدم المتنافسون الأبيات التالية:

1.    تعودنا ندافع فـ الحياة ظروفنا بلا شي –  تعالوا نعيش لحظات الهجوم بلعبة الكورة

2.    على طريق البراءة طيب الله ثراه  – جيت أهزم الفقر والجمهور غيم وشجر

3.    نلعب على الفقر ونشوت الطموحات فوق – وبكرا نسوي سوايا ما تسوونها

4.    بساطتنا براءتنا سعادتنا ثلاث أشياء – عليها الأغنياء بكل ما أوتوا يحسدونا

5.    نلعب لـ أن الفقر يحتاج وسعة صدر – حتى الشجر حن وتساقط على روسنا

وتمت إحالة الأبيات إلى لجنتي تحكيم الصورة والشطر المكونتين من سبعة أعضاء، فتم استبعاد البيت الرابع أولاً ثم البيت الأول. وبعد ذلك وقع الاختيار على البيت الخامس لفوزه بستة أصوات، وتبين أنه للشاعر سعود الفليح، وليكون بذلك أول المتأهلين بعد أن ضمن مكانه في الحلقة النهائية للمنافسة على جائزة المليون درهم. وكان البيت الثاني الذي تأهل ثانيًا لهذه الحلقة لسلطان بن بندر الذي ضمن المنافسة على المركز الأول، ، بعد حصوله على أربعة أصوات.

المتأهلين في مسابقة شاعر الشطر

بعد الانتهاء من مسابقة الصورة واختيار الفائزين المتأهلين للحلقة النهائية، استقبل البرنامج شعراء الشطر الخمسة المتنافسين وهم: ذعار الديري، الحارث وازع، هيا الدوسري، جابر بن محمد بن علوش، فيصل نايف العطاوي. بعدها تم الإعلان عن الشطر موضوع المنافسة الحية لهذه الفقرة، وهو “كل شاعر يحلم بمطلع ولكن”. وبعد انقضاء المدة المحددة لهم، قدم كل واحد منهم عجزًا واحدًا، وكانت على النحو الآتي:

1.    ما هو كل شاعر يبي يصيد الثمينة

2.    الطلوع إن كمّل بنفس الوتيرة

3.    كيف يقدر يجعل الفكرة فريدة

4.    الشعر واجد ومن يعسفه نادر

5.    القصايد مسكها في خاتمتها

فيصل العطاوي يتأهل بإجماع لجنة التحكيم بإحراز الأصوات السبعة

وبعد ظهورها على الشاشة، وجهت الدعوة لأعضاء لجنة التحكيم للإدلاء بأصواتهم، فتم استبعاد العجز الأول أولاً، وغادر العجز الثاني ثانيًا، بينما نال العجز الخامس للشاعر فيصل العطاوي الأصوات السبعة كاملة، ليحل في المركز الأول، وليكون أول المتأهلين في هذه الفئة للحلقة الأخيرة. ومن جهة أخرى، منحت لجنة التحكيم للعجز الثالث أربعة أصوات، وكان للشاعر الحارث وازع من البحرين، لينضم إلى فيصل في المسابقة النهائية على الجائزة الكبرى.

الآلاف المشاركات هذا الموسم

وقال سعادة عبدالله حمدان بن دلموك، الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث: “لقد تميز البرنامج هذه السنة عن الموسمين الماضيين، حيث تتم العمليات فيه بسلاسة، وأصبح كل واحد من الفريق مدركاّ لدوره في البرنامج. وازداد أيضًا عدد المشاركين والمتابعين”.

وأضاف: “أصبح الجمهور يعي ضرورة تجنب التقليد، أو استلهام شطورهم من مشاركات سابقة، بل أصبحوا يدركون أن لجنة التحكيم تستثني جميع المشاركات التي تفتقد للإبداع أو التي تتبع نمط المشاركات السابقة”. وحول مكانة الشعر عند العرب نوه بن دلموك إلى أن90  بالمئة من تاريخ الأمة العربية تم تأريخه بفضل قصائد وأبيات شعرية، فعلى سبيل المثال وصف الشاعر الإماراتي الماجدي بن ظاهر منذ ما يقرب من 400 سنة، في قصيدة له، 28 منطقة من الإمارات وقام بذلك بتوثيق جغرافيا المنطقة.

واختتم بن دلموك حديثه بالقول: “لقد سارت الحلقات السبع الأولى من البرنامج بسلاسة ويسر، وأبدع القائمون على تنظيمه من لجان متخصصة في استقبال عشرات الآلاف من المشاركات وتنقيتها واختيار الأنسب منها قبل ترحيلها إلى لجنتي تحكيم “نبض الصورة” و “الشطر”. ويدل ذلك على الكفاءة المتناهية والتخطيط الممتاز من قبل الفرق العاملة من وراء الكواليس. ونحن على يقين أن هذا البرنامج عند اكتماله سيضع معايير عالية لجميع البرامج التلفزيونية التي تتناول شأن الشعر النبطي في الوطن العربي”.

وستشهد الأسابيع المقبلة بث ست حلقات اعتيادية تختتم بحلقة تأهيلية ثانية لنهائي هذا البرنامج، ليتم اختيار فائز واحد من فقرة الصورة وآخر لفقرة الشطر في الحلقة الختامية من البرنامج، والإعلان عن نهاية موسمه الثالث.

قال الفائزون الأربعة

سعود الفليح: شعور الفوز يمثل الزهو بالانتصار، لقد حققت ما أطمح إليه حتى الآن، وآمل أن يكون التوفيق حليفي في المراحل القادمة، وسيبقى التحدي ماثلاً حتى اللحظة الأخيرة.

سلطان بندر: شعور التأهل للنهائيات لا يمكن وصفه، وهذا الفوز ما هو إلا تحضير للنهائيات، مع العلم أن الصورة فيها بساطة، ورغم ذلك كانت روحها حلوة، وهذه الروح كانت سلاحي لاقتحام معانيها وكتابة شطري.

الحارث بن وازع: لم أكن أتوقع الفوز في بداية البرنامج، لكنني وصلت، وكتبت العجز من منطق الباب الشعري وبنيت العجز على كلمة “ولكن” في أول سبع دقائق، وانتظرت لآخر ثمانية ثوانٍ قبل إرساله.

فيصل العطاوي: الفوز ما هو إلا توفيق من رب العالمين، وهذه المسابقة مثل تصويب “ضربة جزاء في المرمى”، وتمكنت من التسديد وإحراز الهدف.

ضيف الشلة

استضافت حلقة البرنامج المطرب الإماراتي محمد المنهالي الذي يقدم تجربته مع الشلة لأول مرة، ووصف البرنامج بالمتميز لتنوع فقراته، وتقديم فن الشلة بقالب فريد وغير مسبوق، فأسهم في إثرائه وإضافة أبعاد جمالية له.

وشدى المطرب بقصيدتين، وكانت الأولى في مدح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد العام للقوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعرض فيها لخصاله الحميدة وكرمه وشجاعته، والثانية تحت عنوان “جرح الصداقة”، وهما من أشعار سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد بن سعيد آل مكتوم، ولي عهد دبي.

عرض الصورة الجديدة

تم عرض صورة حافلة بالمعاني والأبعاد الكامنة للحلقة القادمة، وكانت تظهر طفلاً يبيع بعض المنتجات، وتتجمع حوله طيور الحمام، وكأن هناك نوعًا من الحوار الخفي يقوم بين الطرفين، لكن لن يستشف معانيه سوى من غاص في أعماقها.