جملة صنعها موروثنا الشعبي الاجتماعي، وهي عبارة عن صفة غير مستحبة، تكون لدى بعض الأشخاص، وقد استخدمها كثير من الشعراء في شعرهم، ليصفوا حالتهم أو حالهم مع من يحبون، ومنهم الراحل خلفان بن يدعوه، رحمه الله، قال في إحدى قصائده:
فرقاك مدعنّي سليبي
ولبست ثوب الغي مجلوب
والحقيقة أن ما تركز عليه الجملة، هو لبس الثوب بالمقلوب، وهي التي تختلف المعتقدات بها من مجتمع لآخر، ولكن تبقى من الأشياء التي لا تحبها أغلب المجتمعات، مع اختلاف أعراقها أو أديانها، وهنا في دولة الإمارات العربية المتحدة، يعتبر الموروث، أن لبس الثياب بالمقلوب فأل شؤم، ونذير سوء، كما هو الحال في مزع أو شق الثوب على صاحبه وهو يرتديه، فهو ممارسة سيئة في معتقداتنا، ومن هذه المعاني، استشف الموروث جملة (يلبسك كندورتك بالجلب)، أي يجعلك تلبس (كندورتك) أي ثوبك بالمقلوب، دون أن تشعر، لأنه من المستحيل أن يقوم شخص بلبس (كندورته) بالمقلوب والخروج بها أمام الناس، أولاً هي فأل شؤم، وثانياً هي لا تليق بأن نلبس بالمقلوب، فتظهر عيوبها.
وهنا تشبيه لهذا الشخص، بأنه ذكي وحاذق، بحيث عنده استطاعة أن يغوي من أمامه بما يريد، وهي صفة سيئة إذا أطلقت على أحد، وعلى سبيل المثال، إذا كان لديك مشروع شراء سيارة، وذهبت إلى أحد لتشتري منه تلك السيارة، وقال لك أحدهم، احذر فلان (يلبسك كندورتك مجلوبه)، أي سوف يقوم بإغوائك بطريقة يجعلك لا ترى العيوب في هذه السيارة، وإن كانت أمام عينك، وبالتالي، يثبت موروثنا الشعبي الاجتماعي الشفاهي، أنه له جذور متمسكة بهذه الأرض، وأنه صنع مفرداته من خلال سنين طوال، تمتد إلى العصور الأولى للأرض، وكل ذلك في جملة لا تتعدى الثلاث كلمات، محافظاً على استنكار الأشياء غير الجيدة بطريقة أخلاقية مهذبة، تخلو من الكلمات التي تجرح المسامع.
هذا، وللحديث صلة….