من أهم مقومات تراث أي مجتمع هو قوة الموروث الاجتماعي الأدبي لديه، حيث يتفرد موروث دولة الإمارات العربية المتحدة بإرث أدبي اجتماعي قوي استمد المجتمع قوته من قوة الإرث الأدبي العربي الذي بنى موروثنا الأدبي في الدولة جميع قوائمه وأعمدته منه (يحثي على ثرك تراب ـ التراب ـ رمل)، جملة تختزل بين أضلعها المتهالكة من القدم الغائر في الأدب العربي العريق كثيراً من المعاني والجمل، وتغني عنها في هاتين الكلمتين غير الظاهر منهما شيء واضح، ولكن موروثنا الاجتماعي الأدبي أسقط هذا التشبيه بالرمل والأثر تماماً كما تطمس الرياح الأثر في الصحراء عندما تحمل حبات الرمل من مكان إلى آخر، وتحركها فتختفي الآثار ليخفي معنى وصفات ترفّع عنها هو كموروث بهذا الإسقاط كي لا يذكرها علناً.
ولو شرحنا جملتنا لن يظهر شيء واضح ف (يحثي) تطلق على عملية رمي الرمل ورشّه على أي شيء و(ثرك) أي أثر أقدامك أو أثرك أياً كان و(تراب) هو الرمل أو التراب والحقيقة لا معنى واضح في الجملة ظاهرياً ولكن المعنى الاجتماعي هو وصف عميق لصفة دنيئة بغيضة تنبذها جميع المجتمعات في العالم، وهي أن من تطلق عليه هذه الجملة هو شخص ناكر للمعروف بدرجة امتياز.
وهنا يثبت موروثنا دائماً أنه أسس على موروث اجتماعي قوي صنع مفرداته وإسقاطاته في مختلف أمور الحياة المحبوبة منها وغير المحبوبة، والتي أسست منها الحكمة الشعبية التي هي أساس كل المجتمعات العريقة في مختلف بقاع الأرض امتزجت بإرثها الاجتماعي الذي ورثته لأجيالها من جيل لآخر.