جملة بلاغية أكثر مما هي محلية، فهي جملة تشابه فيها نهاية الشطر الأول، والثاني، فأصبحت كأنها بيت قصيد، تم لزمه بقافية واحدة في الصدر والعجز، وقد اتخذت كالمثل، بل أصبحت مثلاً مشهوراً في دولتنا، وذلك للإشارة إلى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، حاكم دبي من الفترة ( 1958 حتى عام 1990)، فقد عُرف رحمه الله، بالشخصية رقم واحد على مستوى دول الخليج، لحنكته وبراعته في إدارة الأزمات، وحله لأصعب الأمور، ورؤيته الثاقبة في تصور سير الأمور مستقبلاً.
حيث كان من أول المبادرين في إطلاق كبرى المشاريع في الخليج والوطن العربي، التي ظن الجميع أنها لن تنجح، وقد غدت من كبرى مقومات النجاح، التي ارتكزت عليها دولتنا الحبية، وجزيرة العرب بشكل عام، وقد كان صاحب أول تجربة اتحاد في المنطقة، وهي بين دبي وقطر، كما هو معروف سابقاً، وقد تميز بهيبته وشكله العربي الصارم، الذي أكسبه شخصية محبوبة لدى الشعب، والشطر الأول من هذا البيت هو «من بعيد» والمعنى هو عن بعد، وتستكمل الجملة الشعرية باسم «راشد بن سعيد» ليكتمل المعنى، الذي يتضح للقارئ أو السامع أن الجملة في سياق التعجب، وذلك كون المقصود لم يكن كما توقعوا، فعندما يتفاجأ أحد بشخص ما، كان يظن أنه مختلف تماماً عما هو عليه، ولكن عندما يقترب منه أو يتعامل معه يكتشف أنه ليس ذلك الشخص الذي ظَنّ، وبالتالي يقال «من بعيد راشد بن سعيد»، كالذي ظن أن الشخص القادم هو راشد بن سعيد، ذلك الفذ، الذي يتمنى الجميع أن يكون مثله أو يأخذ- ولو- شيئاً واحداً من صفاته أو يشملهم بكرمه وإحسانه إن مر بهم، ولكن عندما اقترب منه، وإذا به شخص آخر، ويعتبر هذا المثل من الأمثال الجديدة، التي تثبت مدى قوة وعروبة أهل هذه الدولة المتمكنين من صنع أمثالهم بأنفسهم، وفيها مدى تعلق الشعب بالحكومة، منذ قديم الزمان وحبهم المنقطع النظير لهم، رحم الله راشد بن سعيد، وأسكنه فسيح جناته، وجزاه عنا كل الخير، وجميع موتى المسلمين.
وللحديث صلة..