دبي، 02 فبراير 2019
وسط أجواء من الندية والإثارة أقام مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث اليوم النسخة الرابعة من ماراثون الهجن، الذي استضاف منافساته ميدان المرموم لسباقات الهجن، بالتزامن مع مع مهرجان سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد بن سعيد آل مكتوم ولي عهد دبي، للهجن العربية الأصيلة.
وواصل الماراثون، الذي انطلق في دوراته السابقة، بالتزامن مع احتفالات الدولة باليوم الوطني، نجاحاته، في جذب المزيد من المتسابقين الشباب، الذين حرصوا على الالتزام بالتقاليد التراثية الموروثة، المواكبة لهذا النوع من السباقات، حيث شهد مشاركة 83متسابقاً، سعوا إلى قطع مسافة السباق البالغة 11 كيلومتراً في أقل زمن.
البلوشي يقتنص الناموس
وتمكن المتسابق أحمد غلام الله نوح البلوشي من تحقيق المركز الأول، واقتناص الناموس، وذلك على ظهر المطية “ميّاس” بعدما قطع مسافة الماراثون في 21:52:5 دقيقة، فيما حلّ بالمركز الثاني خالد علي سيف علي النعيمي على ظهر “مكرّم” وقطع المسافة في زمن قدره 22:00:4 دقيقة، وكان المركز الثالث من نصيب يحيى علي سعيد الملعاي الكتبي على ظهر المطية “الهمّال” وقطع المسافة في زمن 22:11:6 دقيقة، كما تم تتويج المتسابق الأمريكي أليكس بدرع المشاركة الشرفية لمشاركته ودعمه للسباق، وتسلمته زوجته نيابة عنه، ليستحق الفائزين الجوائز المالية للمارثون ومجموعها 520 ألف درهم.
وقام سعادة عبدالله حمدان بن دلموك، الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، يرافقه كل من علي سعيد بن سرود المدير التنفيذي لنادي دبي لسباقات الهجن، وراشد مبارك بن مرخان، نائب الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، بتتويج الفائزين، في ختام الماراثون، الذي حرص على حضوره أيضاً كل من سعاد إبراهيم درويش، مدير إدارة البطولات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، ومحمد عبدالله بن دلموك مدير إدارة الدعم المؤسسي في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث وعدد من المسئولين ، فضلاً عن العديد من الشغوفين بهذه الرياضة المحلية، والمنافسات التراثية بصفة عامة.
عبدالله بن دلموك: ترسيخ لتواصل الشباب والأجيال الناشئة مع مفردات الموروث المحلي المرتبطة بخصوصية البيئة الإماراتية
وقال عبدالله حمدان بن دلموك، الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث إن الماراثون، بصيغته الحالية التي تبرزها المنافسات، يعد من أصعب سباقات الهجن ، كونه يمثل سباقاً للقدرة والتحمل، ومن شأنه أن يختبر قوة احتمال الراكب والمطية، لتظل المشاركة في منافساته، مرهونة بخضوع المتسابق لتدريبات شاقة لفترات طويلة، تؤهل لاستكمال السباق.
وتابع: “يأتي هذا الماراثون بنسخته الرابعة على التوالي بتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد بن سعيد آل مكتوم، ولي عهد دبي، تماشياً مع رؤى مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث ونادي دبي لسباقات الهجن، من حيث المحافظة على التراث المحلي واستدامته ونقله بين الأجيال”.
وأشاد الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، بإقبال الشباب خصوصاً على المشاركة في المارثون، الذي يكتسي صيغة تحد، ليس للقدرات فقط، بل للإمكانات الحقيقية التي لا يمكن أن يكتسبها المشاركون، إلا من خلال استيعاب الموروث المحلي المرتبط بهذا النوع من السباقات.
وتابع : “نال الجميع، منظمين ومشاركين ومتابعين شرف التواجد في هذا الحدث المواكب لمهرجان تراثي يحتفي بمناسبة غالية على قلوبنا، وهي تولي سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولاية العهد لإمارة دبي، ليكون بمثابة الموعد المثالي لتجدد المارثون في دوراته المقبلة”.
سعاد إبراهيم: ارتفاع وتيرة المشاركة رغم التحديات يؤكد أهمية استيعاب هذا النوع من السباقات التراثية
أكدت سعاد إبراهيم درويش، مدير إدارة البطولات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، أن التصاعد الملحوظ في نسب المشاركة، يؤكد أهمية استيعاب هذا النوع من السباقات التراثية، فضلا عن إبرازه حقيقة أن الموروث المحلي قادر على ترسيخ حضوره في مختلف أشكال المنافسات التي تلقى اهتمامات شرائح مختلفة، لا سيما الشباب، الذين يمثلون الرهان الأبرز في حفظ الموروث وضمان ديمومية استمراره بين الأجيال المختلفة.
وأضافت: “النسخة الرابعة شهدت مزيداً من الاحترافية من خلال تدعيم المشاركين مهاراتهم، لتجمع المنافسات بين الإقبال الجيد، من خلال تصاعد أعداد المشاركين، والتمكن من المهارات، في ظل ماراثون لا يعترف بأنصاف الحلول، ولا يمكن الاستمرار في منافساته إلا لمن استعد بشكل جيد لخوض غماره”.
وتابعت مدير إدارة البطولات: “حرصنا في هذه النسخة على تحفيز المشاركين حتى المركز الـ30، لحث المتسابقين على الاستمرار في الماراثون ، وقام المشاركون بتدريب المطيه بجدية وحماسة ملحوظين، والاستعداد والتأهب من حيث اللياقة البدنية والتدريبات المكثفة قبل السباق بوقت كاف”.
وأشادت سعاد إبراهيم بالندية والإثارة التي صاحبت المنافسات، مضيفة: “في ختام المنافسات كان هناك 10متسابقين، لم تفصلهم عن بعضهم البعض سوى ثوانٍ معدودة، ما ضمن الإثارة وتكافؤ الفرص، حتى الأمتار الأخيرة من السباق”.
ابن سرود: مسافة مثالية
تقدم علي بن سرود، المدير التنفيذي لنادي دبي لسباقات الهجن، بالتهنئة للفائزين، مؤكداً أن أي مشارك يخوض هذا الامتحان الخاص بالقدرة سيتمسك برياضة ركوب الهجن بعد التجربة الأولى، وسيسعي نادي دبي لسباقات الهجن لدعم هذه المواهب الشابة بشتى السبل.
وتابع بقوله: “بعد دراسة واستطلاع، وجدنا أن مسافة الماراثون البالغة الـ11 كيلو متر هي الأنسب، حيث وجدنا أن هذه المسافة أفضل وتتماشى مع مقدرة التحمل للمطية والقدرة على المواصلة حتى خط النهاية، وهذا من شأنه إثراء المنافسة أثناء الشوط”.
وأضاف: “أهم عاملين ميزا هذا الماراثون، هما قدرة الراكب وقدرة المطية، ما يعني ضرورة الأخذ بالاعتبار مدى قدرة تحمل المطية والراكب، حيث يتوجب عليهما معاً أن يتمتعا بلياقة عالية وقوة على التحمل والصبر”.
واختتم: “شهدنا في كل نسخة للماراثون، تطوراً في الأداء وتحسناً في مستويات المشاركين، ونحن سعداء بزيادة عدد أصحاب العزيمة القوية الذين قبلوا التحدي الذي يفرضه الماراثون”.
أحمد البلوشي: أصعب السباقات
أكد أحمد غلام الله نوح البلوشي، الفائز بالمركز الأول أن “ميّاس” يعد من أكثر الهجن تحملاً للمسافة، ومن أسرع الهجن التي يمتلكها، وأوضح أنه بدأ ركوب الهجن منذ سن صغيرة، واجتهد في تطوير قدرته على ركوب المطي، وشارك في سباقات كثيرة للهجن بالدولة وحصل على عدد من المراكز المتقدمة.
وعن السباق، قال: “يعتبر هذا الماراثون من أصعب السباقات التي خضتها، فهو يمثل سباقاً للقدرة والتحمل، ومن شأنه أن يختبر مدى قوة احتمال الراكب والمطية، ويحتاج إلى تدريبات مكثفة”.
وتابع أحمد البلوشي قائلاً: “بدأت بالتدريب منذ عدة أشهر، وكنت أحث “ميّاس” على العدو لمسافات طويلة ليتعود على هذه المسافات، ومن ثم، بدأت بتدريبه على السرعة، فقد كان لديّ أمل في الفوز بالمركز الأول في هذا الماراثون، ولذا أعددت العدة من أجله ولحصد الصدارة”.
وأضاف: “بالتأكيد السباق صعب للغاية، لكني تغلبت على هذه الصعوبات من خلال التدريب المسبق بقوة، وتبرز شراسة السباق في عدد المتنافسين الذي عبروا خط النهاية حيث كان كبيراً”.
وأضاف: “شاركت في الأعوام السابقة ولكن لم يحالفني الحظ للنيل من المركز الأول، وفي هذه المرة كنت في قمة التركيز للفوز، خاصةً في الأمتار الأخيرة، حيث أمسكت باللثام ولم أتوانى في تشجيع “مياس” على زيادة السرعة في اللحظات الأخيرة”.
تحفيز وجوائز
بلغ مجموع جوائز ماراثون اليوم الوطني للهجن 520 ألف درهم، حيث حصل صاحب المركز الأول على سيارة 150 ألف درهم والسيف الذهبي، بينما حصل صاحب المركز الثاني على جائزة نقدية بقيمة 70 ألف درهم، وحصل صاحب المركز الثالث على جائزة نقدية قيمتها 30 ألف درهم.
وحصل الفائزون من المركز الرابع حتى المركز الثلاثين على مبلغ 10000 درهم لكل واحد منهم، تشجيعاً لهم على مشاركتهم في حفظ الموروث الشعبي للدولة.
الشريك الإعلامي
تعتبر إذاعة الأولى التابعة لشبكة الأولى الإذاعية هي الشريك الإعلامي لبطولات فزاع.