[دبي – الإمارات العربية المتحدة، 22 فبراير 2016] – بعد ثلاثة أيام من المنافسات التي شارك بها الصقارون من دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج، أسدل الستار يوم السبت الماضي على النسخة الثانية عشرة من “بطولة فزاع للصيد بالصقور – الحي 2016” التي ينظمها ويشرف عليها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث.
وفي اليوم الأخير الذي كان مخصصًا للمواطنين من أبوظبي والعين والمنطقة الغربية، استؤنفت مجريات البطولة على الرغم من الضباب الكثيف الذي غطى منطقة البطولة في ساعات الصباح الباكر.
وأكدت اللجنة المنظمة أن بطولة هذا العام اتسمت بالتحدي والقوة، خاصة وأنها تمكنت من استقطاب ما يزيد على 700 طير من أقوى صقور المنطقة، في حين تم تسجيل أداء متميز لفت أنظار أعضاء لجنة التحكيم من قبل 16 صقرًا كان أداؤها قويًا للغاية.
وتقول سعاد إبراهيم درويش، مدير إدارة البطولات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث في معرض تعليقها على مجمل أحداث البطولة: “إن النجاح الذي أحرزناه هذا الموسم يضع على كاهلنا البحث عن عناصر أخرى لتعزيز نسخ الأعوام المقبلة، لاسيما وأن هذه البطولة أصبحت محط أنظار المواطنين من كافة أرجاء الدولة، إضافة إلى شعبيتها الكبيرة في المنطقة، وإقبال أعداد متزايدة من الخليجيين على المشاركة بها. لقد سعدنا بمشاركة أطفال كانت أعمارهم تقل عن العاشرة، ونشكر تشجيع ذويهم على تبني أبنائهم لهذه الرياضة كإحدى الهوايات المفضلة للحفاظ على تراث الأجداد حيًا في قلوب الأجيال المقبلة”.
ويعترف سيف بالكديدة الفلاسي رئيس اللجنة المنظمة لبطولة فزاع للصيد بالصقور “الحي” بقوة المنافسة بين الصقور المتميزة التي قدمت استعراضات مذهلة لمهاراتها، منوهًا إلى أن هذا يدل على معرفة الصقارين المشاركين بمستوى المنافسة وحرفية المنافسين.
وقال: “إن الوصول إلى هذا المستوى الذي شهدنا يتحقق فقط من خلال التدريب والمتابعة الصحية والتغذية السليمة للصقور. ومع انتهاء البطولة، سنباشر فوراً بالتحضير للموسم القادم، وستعمل كافة الأطراف من لجنة تحكيم ومشرفين وطاقم عمل في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث وبذل قصارى جهودنا، لإضافة كافة التحسينات اللازمة وتوظيف التقنيات الجديدة لرفع مستوى البطولة، لتكون الأكثر تميزًا بين نظيراتها في المنطقة، وسنفاجئ الجميع بالنسخة المقبلة”.
ويؤكد سيف الرميثي أحد أعضاء لجنة التحكيم على حقيقة تميز ما يقارب من 16 صقرًا في الأداء والمهارات الاستعراضية في هذة النسخة من البطولة، ويعتقد أن هذا العدد ممتاز، ويحتم على لجنة التحكيم الالتزام التام بالشفافية، وتركيز الجهود لتحديد الصقور المتميزة.
وأضاف أن البطولة خلت من أي حوادث أو مشكلات، ولم يتم تسجيل أي اعتراض من المشاركين، وأعرب عن سعادته لتقديم الخدمات والمساعدات المطلوبة لجميع المشاركين، خاصة وأن ذلك من الأهداف التي يسعى إليها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث.
مشاركة لافتة للأطفال
شارك الطفل خالد راشد المنصوري من منطقة غياثي الغربية، البالغ من العمر 7 سنوات في هذه البطولة. ويقول راشد وهو طالب في الصف الثاني الابتدائي إن والده يدربه مع أخيه على الصيد بالصقور، منوهًا إلى أنه يحب الصقور، ويمتلك صقرين مع أخيه ويتولى رعايتهما. ويعرب والده عن سعادته لمشاركة أطفاله وعشقهم لهذا التراث، ويعد ببذل قصارى جهده لتوفير كل ما يحتاجون إليه ليكونا صقارين محترفين.
وكانت البطولة قد سجلت في يومها الثاني الذي كان مخصصًا لمواطني مجلس التعاون الخليجي مشاركة أصغر صقار في تاريخها، وهو غانم حمد النعيمي البالغ من العمر ثلاث سنوات ونصف السنة.
سرور المشاركين
كانت البهجة واضحة على صقاري أبوظبي الذين قدموا الشكر لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث لفتح المجال أمام الجميع لخوض منافسات هذه البطولة. وفي هذا الصدد، قال أحمد سعيد الخيلي من إمارة أبوظبي: “أشارك باستمرار في البطولة لإدراكي أهمية المنافسة فيها. لقد حققت مرتبة متميزة منذ سنتين في بطولة فزاع للصيد بالصقور الحي، وأدرب صقوري فقط على صيد الحمام، وهذا برأيي يساعد على تحقيق نتيجة ممتازة في المنافسة، فالصقر بعد أن يعتاد صيد الحمام العادي، نبدأ تدريجيًا في تدربيه على الحمام الزاجل، وتعتبر هذه مرحلة متقدمة”.
يشار إلى أن اللجنة المنظمة للبطولة شهدت لأول مرة إدخال تقنية الحلقة الذكية لتوفير الوقت والجهد في عمليات تسجيل الطيور والفترة الزمنية المستغرقة بين انطلاقة الصقر والصقر الذي يليه. ومن أهم إنجازاتها استقطاب أكثر من 700 صقار في أيامها الثلاثة، وتسجيل مستويات أداء غير مسبوقة من خلال مشاركة أفضل الصقارين والصقور في الإمارات والخليج.
وتضع اللجنة المنظمة على رأس أولوياتها رضا جميع المشاركين، وتسعى دائمًا لإيجاد حلول وطرق مبتكرة تشجع المشتركين على الدخول في المنافسة بعد إخضاع الصقور للتدريبات الكافية التي تساعد على التميز وتحقيق النتائج المتقدمة. ومن جهة أخرى، وفرت اللجنة جميع الاحتياجات اللازمة للمتسابقين، بما في ذلك أجهزة التعقب اللاسلكية والأطعمة الخاصة بالطيور وتخصيص الوقت الكافي بين متسابق وآخر للارتقاء بأداء المتنافسين.