دبي – الإمارات العربية المتحدة، 12 أبريل 2016 – في الحلقة الخامسة عشرة والأخيرة من برنامج البيت الذي يرعاه وينتجه مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، حضر سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس النادي الدولي للرياضات البحرية، الى استديو برنامج البيت، وتابع سموه كافة فقرات البرامج، حتى مرحلة تتويج الفائزين.
وقال سعادة عبدالله بن دلموك الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث: “فرحتنا في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث لا توصف لما حققه برنامج البيت من نجاح، لنثبت من خلاله قدرتنا على تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقنا، وتحويل دبي على مدى أربعة أشهر ونيّف إلى مساحة مضيافة لاستقبال إبداعات الشعر النبطي التي فاضت علينا مدرارًا من مختلف أنحاء الوطن العربي، تنفيذاً لتوجيهات سمو ولي عهد دبي. إننا الآن نواجه نوعًا جديدًا من التحدي، وبات يتعين علينا خوض المنافسة مع أنفسنا لتقديم نسخة جديدة من البرنامج في موسمه الرابع من العام المقبل بقالب أكثر إبداعًا وأسمى ابتكارًا. ومع ذلك، كلنا ثقة بأن نقدم لمتابعينا من المشاهدين والشعراء ما يروق لهم ويسرّ خواطرهم”.
وأضاف بن دلموك: “نتشرف في ختام برنامجنا بتقديم أجلّ عبارات الشكر والامتنان لجميع فرق العمل والشعراء الذين اثروا البرنامج لضمان تحقيق النجاح المنشود. ولا يفوتني أن أعرب عن تقديري لكل من لعب دورًا خلال مراحل التخطيط والإعداد والبث، وأخص بالذكر لجان التحكيم والفرز والجودة، وجميع فرق العمل في المركز”.
من جهته، اشاد ماجد عبد الرحمن البستكي المشرف العام على البرنامج بالطابع المتميز والنجاح الباهر لبرنامج البيت، منوهًا إلى أن تفوّق هذه المبادرة كان ثمرة العمل بروح الفريق الواحد بتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وأضاف: “إن الموسم الثالث أظهر وصول برنامج البيت إلى مرحلة النضج، واتسعت دوائر المشاركة من الشعراء والمشاهدين من الجمهور، ونعد جماهيرنا بالأفضل في المواسم المقبلة”.
وأضاف: “تحدونا مشاعر الغبطة ونحن نتابع الآراء الإيجابية والنقد البناء من مختلف قطاعات المهتمين بالأدب والشعر والإعلام من كافة الأقطار العربية. لقد قدمنا لمحبي الشعر النبطي تحفة إبداعية يصعب استنساخها، لاسيما وأن ما حصدناه كان نتاج جهود مضنية لجميع الفرق العاملة داخل الأستوديوهات ومن وراء الكواليس، ونأمل تكرار قصة النجاح في الأعوام المقبلة – بإذن الله”، ليبقى برنامج البيتمساحة لإبداع الشعراء وفرصة يستمتع بها عشاق الشعر وجماهيره”.
وحضر الحلقة الختامية للبرنامج نخبة من الشعراء المحليين والعرب، وكان الشاعر راشد شرار، الشاعر والاعلامي ناصر السبيعي وزايد بن كروز والشاعر الكويتي حامد زيد من ضمن الحضور، حيث عبر حامد زيد عبّر عن سعادته بحضور الحلقة الأخيرة التي وصفها بيوم “الإبداع والمبدعين”، وقال: “فرحت بحضوري للحلقة التي كانت حافلة بالإثارة. ومن أهم ما لفتني التطور الذي حققه البرنامج من الموسم الأول مرورًا بالثاني وحتى الموسم الحالي”.
انطلاق الحلقة
انطلقت الحلقة مع تقرير خاص عن سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد بن سعيد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، وتم خلاله تسليط الضوء على مسيرة سموه القيادية والشعرية.
وبعد التعريف بالمتأهلين إلى الحلقة النهائية، تم استقبال الشعراء الأربعة لفقرة “نبض الصورة”، وكان كل واحد منهم يمنّي النفس بأن يكون الأجدر لحمل هذا اللقب بعد موسم حافل بالتحديات، وهم: سعود الفليح وسلطان بن بندر ومحمد الوسمي المطيري ومحمد المغيرفي.
الفرحة كانت بادية على وجوه هؤلاء الشعراء جميعًا، وإن كان التوتر المغلف بالترقب والأمل سيد الموقف وعاملاً مشتركًا بينهم. وجاءت تعليقاتهم لتؤكد على فخرهم بما أنجزوه بعد أن وصلوا إلى هذه المرحلة، وأعربوا عن بالغ شكرهم لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، والقائمين عليه، وما بذلوه من جهود لإبراز مكانة دبي كوجهة راعية وأمينة للتراث الخليجي والعربي عمومًا، وتشجيع المبدعين، وعلى وجه التحديد شعراء الشعر النبطي، من خلال رعاية وإنتاج برنامج البيت الفريد من نوعه بين البرامج العربية التي تناولت هذا الموضوع.
وأعلنت الحلقة عن بدايتها مع عرض الصورة التي تنافس عليها الشعراء الأربعة،، إيذانًا بانطلاق مسابقة “نبض الصورة”. وبعد انتهاء الوقت المحدد لشعراء الصورة، كانت المشاركات قد وصلت إلى اللجنة. فظهرت على الشاشة الذهبية أربعة أبيات عجز أعضاء لجنة التحكيم عن وصف براعتها وقوة تعبيراتها وهذه الأبيات هي:
1. وحيد وآقول يا ليت المطر دون صوت – أحزن من الناي للمشتاق طق المطر
2. ما بين جمر انتظار وبين زخة مطر – حتى السما من كتر م أبكيك تبكي علي
3. رحلت ما اخاف المطر من دونك ولا اخاف الظلام – عذري وجيه الناس ما هي صادقة عذري وجيه
4. الارض مسرح وكنتي مثل مشهد حزين – والنور حن ل وقوفك يا وحيده وجاك
وعند الانتهاء من التصويت، تعرض أعضاء لجنة التحكيم السبعة بالشرح المفصل للمشاركات الأربع، وأجمعوا على اللمسات الإبداعية في كل واحد منها، لكن اشتراطات المسابقة تفرض عليهم اختيار البيت الأجود شعرًا والأجزل لفظًا والأقوى تعبيرًا.
وعند عرضها على الشاشة الذهبية للمرة الأخيرة، تم استبعاد البيت الذي يحمل الرقم (4) لحصوله على صوت واحد فقط، وبقيت ثلاثة أبيات، فغادر منها البيت رقم (3)، واقتصرت المنافسة على البيتين الأول والثاني، فكان الفوز من نصيب البيت الأول، وكان للشاعر الكويتي سلطان بن بندر الذي فاز باللقب وبجائزة البرنامج البالغة قيمتها مليون درهم.
وقال معقبًا على فوزه: :انتهيت من كتابة البيت في 7 دقائق، ولم تكن لي أي بدايات شعرية، لكن هذا الفوز يمثل حجر الأساس المتين الذي سأبني عليه مخططاتي المستقبلية، وأتمنى أن أكون قد اضفت للبرنامج كما أضاف لي. لم أشعر بالتوتر لأنني اعتبرت أن فوز أي من المتنافسين معي هو فوز لي”.
مسابقة الشطر
فيصل العطاوي والحارث بن وازع وتركي القحطاني وصامل الشريف كانوا على أهبة الاستعداد للدخول في المنافسة حال الإعلان عن شطر المسابقة ، وهو: [إذا (1) لجل (1) نسى (1)]. وكانت النظرة الأولى إلى هذا “الصدر” تبعث الرهبة في النفوس لانتمائه إلى فئة “السهل الممتنع”؛ فصياغته السهلة من جهة تفرض على المتنافس إعطاء عجزٍ يكون “جوابًا للشرط”، ويتوقع منه أن يكون متناغمًا تمامًا مع الفكرة العامّة من جهة أخرى، في الوقت الذي يتيح فيه خيارات إبحار شتى في منظومة شاسعة من المجالات الحياتية.
انتهى المشاركون من تسطير إبداعاتهم، وأرسلوا بها إلى جهاز لجنة التحكيم، فقرئت جميعها تباعًا، وأعطيت الفرصة لجيع الأعضاء للتصويت على كل عجز من الأشطر الأربعة التي جاءت على النحو الآتي:
1. نسى الاول وفاء الثالث وضحّى به
2. عسى الله لايبارك في ثلاثتهم
3. دليل إنها محبة من صميم لسان
4. أنا مانساك حتى يحتضر قلبي
وعندما عرضت الشاشة الذهبية، بدأ العد التنازلي لاستبعاد شطرين منها، فغادر أولاً الشطر رقم (1)، ثم تلاه الشطر (2). وبذلك، لم يبق على الشاشة سوى الشطرين الثالث والرابع، لكن برنامج البيت كشف عن مفاجأة جديدة في آخر حلقاته عندما تعادلت الأصوات للشطرين بواقع ثلاثة لكل واحد منهما، فطلب من لجنة التحكيم التصويت لهما من جديد، فكان الفائز الشطر رقم (4)، وتبيّن أنه للشاعر البحريني الحارث بن وازع، ليستحق بجدارة لقب شاعر الشطر، ولينال أيضًا جائزة المليون درهم.
وقال الحارث: “اعتبر نفسي فائزًا من أول مشاركة لي بالبرنامج، وشعور الفوز لا يوصف، وما كنت أتوقع الفوز أبدا، خاصة وأن الشعراء زملائي مبدعين. وأهدي الفوز لمملكة البحرين، فأنا أول بحريني يفوز بالبرنامج”.
وقبل ختام البرنامج، طلب مقدم البرنامج بركات الوقيان من الفائزين الصعود لمسرح البرنامج، فحظيا باستقبال رائع، وتشرفا باستلام جائزتيهما من سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، وسط فرحة الحضور داخل الأستوديو، وتلقيهما التهاني من زملائهما وأعضاء لجنة التحكيم وكبار الضيوف.
الجسمي يطرب البيت
حل المطرب المبدع حسين الجسمي ضيفًا على البرنامج، وتغنى بقصيدة حملت عنوان [بيت الشعر وأهل الشعر دور] بطريقة فن الشلة في مدح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي – رعاه الله.