28 يناير 2018: علت هتافات الجموع الغفيرة المحتشدة في القرية التراثية بـ عبارة “عُدتم سالمين غانمين بحمد الله” أمس الموافق 27 يناير 2018، وهم بإنتظار القافلة في القرية العالمية بعد رحلة في صحراء الإمارات العربية المتحدة دامت 11 يوماً.

وكانت قد انطلقت النسخة الرابعة من “رحلة الهجن” التي نظمها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، ابتداء من شريط صحراء الربع الخالي في 17 يناير الجاري وذلك بحثاً عن ماض غرس خطاه في الصحراء المترامية، ومعان انسانية تعزز من طبيعة الإنتماء وتضيف ثقافة التعرف إلى والتعايش مع الجنسيات الأخرى.

من جانبه علق، سعادة عبد الله حمدان بن دلموك، الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، أحد المشاركين في رحلة الهجن، قائلاً : إنها النسخة الأطول في رحلة الهجن التي ننظمها سنوياً والأكثر تحدياً، فيها اجتزنا مصاعب جمة وزدنا ساعات الترحال على ظهر الجمال في طرق محفوفة بالمخاطر، إلا أننا تمكنا بفضل الله من السير وفقاً لخريطة الرحلة التي تم إعدادها بعد الخروج في رحلات استطلاعية مسبقة لتقصي الطريق الذي سنسلكه، واضعين بالإعتبار بأنها تجربة من الماضي، وعلينا تكبل الصعاب لنعيد احياء ثقافة تفيد المشاركين في هذه الرحلة. ولأول مرة قطعنا أكثر من 63 كم على ظهر الجمال في يوم واحد ويعتبر إجتياز هذه المسافة يومياً رقما قياسياً في الوقت الحالي وليس من السهل تحقيقه”.

وأضاف بن دلموك: نتطلع إلى فتح الباب لعدد أكبر من المواطنين في المستقبل ليستفيدوا من هذه التجربة الهادفة ونتمنى أن تبادر المؤسسات الأخرى المختصة في احياء التراث بتنظيم مثل هذه الرحلات الثقافية.

فيرناندو دي مارتيني

علق سعادة السفير الأرجنتيني لدى الدولة سعادة فيرناندو دي مارتيني الذي التحق بالقافلة منذ اربعة ايام قائلاً: تجربة خضتها للمرة الأولى في حياتي، جسدت معتقدات لطالما كنت أؤمن به الا وهي التقارب الإنساني والثقافي بين الشعبين الأرجنتيني والإماراتي. التحقت بالرحلة بعدما سمعت عنها لأنني أعتقد بأن الطريقة المثلى للتعرف على البعد الحضاري لأي دولة، هو أن نكون جزءا من مسيرتها الأدبية والتراثية والفكرية، وأنا سعيد بالتعرف على الشخصية الإماراتية الأصيلة من خلال قائد القافلة وباقي المشاركين الذين يمثلون دول عديدة”.

وكانت هند بن دميثان، مدير إدارة الفعاليات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، في استقبال المشاركين في هذه الرحلة السنوية التي باتت تتمتع بشعبيتها الواسعة، وتقدمت بالشكر لجميع المشاركين الذين اعتبرتهم شركاء في المسيرة التي تعزز من الهوية الوطنية وتساهم في نشر التراث الإماراتي.

شاقة وشيّقه

قالت المشاركة البريطانية نيكولا ماثير “لم اتوقع أن تكون الرحلة بهذه الصعوبة، فقد كانت رحلة شاقة وشيّقه في آن. قضيت 11 يوما أجوب الصحراء، ولكن بدت لي وكأنها رحلة دامت سنوات طويلة. كانت تجربة مختلفة للغاية، فمعظمنا كان يشعر بالبعد عن حياة المدنية والروتين اليومي الذي نعيشه. لم اتوقع بأن لدي كل هذه الطاقة والمقدرة على الترحال على ظهر الجمال يومياً. بالنسبة لي الرحلة تعتبر انجازا لم اتوقع تحقيقه”.

مختلفة

قالت المشاركة الفرنسية آن لوري “هذا العام كانت الرحلة مختلفة تماماً، كنا بمحاذاة الحدود السعودية ومن ثم العمانية، تعرفنا على معلومات جديدة وتاريخ الدولة التي نقطن فيها. رحلة ممتعة واتمنى الإنضمام اليها مجددا”.

تربية الهجن

قالت المشاركة الفرنسية شارلوت سارازين: كل نسخة في رحلة الهجن، تكون أروع وأجمل عن تلك التي سبقتها. وانا من المواظبين على هذه الرحلة. تعلمت كثيرا، واتمنى أن استمر في المشاركة بالناقة التي قمت بشرائها وتربيتها.

جمال الطبيعة

قال المشارك الماليزي محمد الفنصوري: أكتشفت طبيعة الدولة التي اعيش فيها، وأنا سعيد لأنني تعلمت دروساً كثيرة من هذه التجربة. قطعنا مسافات شاسعة واستمتعنا بروعة الشروق والمغيب وابتعدنا عن صخب المدينة”.

لم اندم

قالت المشاركة الاوكرانية ميلا كلادوفا: لم اندم بتاتا على تفضيلي رحلة الهجن على الذهاب إلى ايطاليا. تمنيت منذ صغري تعلم ركوب الجمال وحققت حلمي وقضيت اجازة لم احلم أن تكون بهذه الروعة”.

استثنائية

قال المشارك السوري عبد الله مالك: ادرس الطب، وكنت افتقد إلى تجربة استثنائية، وكانت رحلة الهجن الملاذ الذي تعلمت فيه دروساً كثيراً في الحياة كالصبر والقدرة على تحمل الطقس والبرد القارس. احببت المشاركة وتعلمت ركوب الجمال، واتمنى أن أعيد التجربة”.

روح الفريق

قال العماني أحمد الكلباني: التعرف على الثقافات والجنسيات المختلفة، والتعاون مع باقي أفراد المجموعة، وتدريبهم بناء على خبرتي في ركوب الجمال، تجربة تعلمت منها واضافت لي الكثير. اتمنى أن أعيد الكرة واشارك في النسخ المقبلة. سأفتقد جميع المشاركين وهذه الرحلة التي ستدوم في الذاكرة.

وفي الختام تم منح شهادات شكر وتقدير لجميع المشاركين في النسخة الرابعة من رحلة الهجن وسط احتفالات تراثية لفرحة العودة إلى الديار بسلام وامان.