انطلاق ورشة العمل الأولى من نوعها على مستوى الوطن العربي

17/04/2017 in الأخبار الصحفية

دبي، الإمارات العربية المتحدة، 16 ابريل 2017: بدأت اليوم الموافق 16 ابريل، أولى جلسات ورشة العمل الثالثة التي ينظمها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” في فندق جي دبليو ماريوت ماركيز دبي. وتأتي هذه الورشة الثالثة والأخيرة لسلسة من الورش التي نظمها المركز خلال السنوات القليلة الماضية بالتعاون مع اليونسكو بهدف فهم وتطبيق اتفاقية 2003 لصون التراث الثقافي غير المادي بشكل موسع وعملي.

وانطلقت الورشة بالكلمة الترحيبية التي القاها سعادة/ عبد الله حمدان بن دلموك الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، معربا فيها عن شكره وتقديره للأساتذة – الميسّران المعتمدان لدى منظمة اليونسكو، أ.د. آني تابت (جامعة القديس يوسف – لبنان) وأ.د. هاني هياجنه (جامعة اليرموك – الأردن) والكوادر المشاركة من المركز، لتلبيتهم الدعوة والحضور من كافة انحاء الامارات السبع للإستفادة من هذه الجلسات النظرية والتطويرية لورشة تعتبر الأولى من نوعها على مستوى الوطن العربي والأخيرة والمكملة لسلسلة من الورش التي نظمها المركز وقال “نحن سعداء بإستضافة الورشة الثالثة والأخيرة بالتعاون مع اليونسكو، لنصبح المركز الوحيد من نوعه على مستوى الوطن العربي لتنظيم هذه السلسة من الورش التطويرية في مجال صون التراث الثقافي غير المادي وتناول سبل استدامته وتناقله بين الأجيال. كما يسعدنا أن نجد مؤشرات ايجابية من الجلسة الأولى أهمها استعداد الكوادر المشاركة من ذوي الكفاءة ومعلوماتهم الوافية حول أسس اتفاقية 2003 وأهدافها، ونحن إذ نعقد الأمل على هذه الكفاءات المشاركة بالورشة، آملين أن يصبحوا جميعهم قادرين على وضع وتطوير خطط صون التراث الثقافي غير المادي وتمثيل المركز محلياً، ودولة الإمارات العربية المتحدة دولياً، وفقا لمناهج ومعايير عالمية تعتمد على أسس ودراسات وسبل مبتكرة وجديدة من قبل اليونسكو ودمجها مع خبراتنا كممثلين للمجتمعات المحلية القادرين على اختيار العناصر المحلية في إمارة دبي لتطوير خطط الصون والإستدامة والعمل على تنفيذها مستقبلاً”.

ورحب كل من  أ.د. آني تابت وأ.د. هاني هياجنه بالحضور وأعربا عن تقديرهما لجهود المركز الرائد في عملية صون واستدامة التراث الثقافي غير المادي للدولة. وبخصوص الورشة علق أ.د. هاني هياجنه قائلاً “هذه الورشة تأتي خاتمة لسلسلة من الورش التدريبية التي تبَنَّى مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث إقامتها خلال السنوات الثلاث الماضية بالتعاون مع منظمة اليونسكو، وتأتي مكمِّلة لها، فكانت الأولى حول سبل تطبيق اتفاقية اليونسكو 2003 بشأن صون التراث الثقافي غير المادي على المستويين الوطنى والدولي، وتناولت الثانية طرائق وأسس الحصر لعناصر التراث الثقافي غير المادي، وتضمنت جانبًا نظريًا وآخرًا عمليًا قام خلالة المتدربون بإجراء عمليات حصر لجوانب من عناصر التراث الثقافي غير المادي في دولة الإمارات العربية المتحدة وبإشراف ميسرين معتمدين لدى اليونسكو. أما هذه الورشة فتهدف إلى تطوير وعي مشترك للمبررات والأهداف حول خطط الصون تماشيّا مع الاتفاقية االمذكورة، وتحديث فهم المشاركين للمفاهيم الأساسية للاتفاقية، وتغطي الورشة المعارف المطلوبة لوضع خطط الصون، وسيناريوهات مختلفة يمكن استخدامها لتحسين الكفاءات اللازمة لوضع خطط الصون يقوم خلالها المشاركون بلعب أدوار تفاعلية والتعامل مع حالات من السيناريوهات المختارة، وذلك لضمان فهم عميق مُوَجَّهة نحو الصون على النهج الذي تدعو إليه الاتفاقية وتوجيهاتها التنفيذية. كما سيتعرف المشاركون على أهمية أن تكون المجتمعات والمجموعات والأفراد المعنيين هم الفاعلين الرئيسيين في صياغة وتنفيذ أي نشاط صون يتعلق بتراثهم الثقافي غير المادي، وفهم كيفية إعداد خطط حماية متماسكة وجيدة في ظروف معقدة، اضافة إلى كيفية تقييم خطط حماية التراث الثقافي غير المادي بناء على نقاط القوة والضعف” .

من جانبها أكدت أ.د. آني تابت بأن من أهم أهداف الورشة توجيه المشاركين نحو مناقشة السيناريوهات مع الأخذ في الاعتبار الخطوات التحليلية من اليوم الأول وقالت “أن عملية وضع خطط لصون التراث الثقافي غير المادي تختلف على نطاق واسع تبعًا لنطاق التراث الثقافي غير المادي المعني، والمجال، والمجتمعات المعنية، والتهديدات والمخاطر التي تهدد بقاءه، والسياقات الاجتماعية والسياسية والبيئية الأوسع نطاقا. ومع ذلك، فثمة بعض الخطوات التي لا بد من أخذها بعين الاعتبار في إعداد خطط الصون، وتحديد وتعريف التراث الثقافي غير المادي الذي يتعين حمايته والمجتمعات المحلية والمجموعات والأفراد المعنيين الحاملين له، وتحديد الوظيفة الاجتماعية لعناصر التراث الثقافي غير المادي المختارة  وأثرها على المجتمعات والمجموعات والأفراد المعنيين، وكذلك المخاطر والتهديدات التي يتعرض لها التراث الثقافي غير المادي ، واقتراح أنشطة حماية كافية، وبيان الأهداف الرئيسية والنتائج المتوقعة لخطة الصون، وأنشطة الصون المنشودة، والموارد واستراتيجيات حشد الموارد، ورصد وتنفيذ خطة الصون وتقييمها”.

وأختتم بن دلموك معرباً عن أمله أن تكون نتيجة هذه السلسة من الدورات أن ينشأ لدى المركز مجموعة من الباحثين والمعنيين بصون التراث الثقافي غير المادي القادرين على القيام بعمليات الحصر والصون بما يتفق مع تطلعات الاتفاقية وتوجيهاتها التنفيذية، علمًا بأن مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث هو الأول من نوعه في العالم العربي الذي عمد إلى إجراء هذه السلسلة من الدورات منذ عام 2015 لتدريب منتسبيه مما يضمن السير في خطى حكيمة لصون تراث دولة الإمارات العربية المتحدة غير المادي.   

خَلْ الشقرا عليها يْلالها

16/04/2017 in سلوم

كثيرة هي معطيات الأدب في مجتمعنا في الإمارات وبمختلف تضاريسها الجغرافية، وأقصد هنا بالتضاريس الجغرافية طبيعة الأرض التي تشكلت منها المعطيات الاجتماعية للحضر والبدو وسكان الحجر، والتي أثبتت الدراسات أن هذه البيئات الثلاث لديها مخرجات مختلفة بسبب تأثير الأدب الشعبي العام للدولة لا سيما الاجتماعية منها، إلا أنه وفي نهاية الأمر يتشارك الجميع فيها كمجتمع واحد دون النظر إلى اختلاف تلك التضاريس، ونجد أن أهل الساحل (الحضر) تكون مخرجاتهم مرتبطة أغلبها بالبحر، أما أهل البادية فتجد مخرجاتهم مرتبطةً أكثر بالبادية والجمل وأهل «الحَيَر»، أي الحجر ـ والقصد منه الجبال ـ مرتبطون في مخرجاتهم الأدبية بالجبل ووعورته وصلابته وقوته وجملتنا اليوم هي مما أخرجته باديتنا المترامية الأطراف، وهي جملة غير مباشره للدلالة على مفهوم اجتماعي خاص بنا نحن مجتمع هذه الدولة الحبيبة (خل الشقرا عليها يلالها) جملة صنفها الباحثون على أنها مثل، ففيها من الحكمة التي نتجت عن تجربة مئات السنين، وقد صاغها الأدب في الدولة بأسلوب وكلمات موزونة حتى يكون لها وقع مباشر لدى من يسمعها وتفسير كلمات الجملة لا يوضح شيئاً من معنى الجملة وبعدها الاجتماعي فهي مكونة من أربع كلمات (خل) أي اترك (الشقرا) ذات اللون الأشقر ولم يوضح ما هي، (عليها) فوقها (يلالها) الجلال وهو قطعة من القماش تستخدم لتغطية الأشياء سواء كان جماداً أو حياً والحقيقة هي جملة غير مفهومة للكثيرين كون الجملة تخلو من أي اسم ظاهر من شأنه أن يوضح المعنى، وفي نفس الوقت هي جملة بسيطة جداً نسبياً لمن ينتسب لهذا الموروث ومجتمعنا في الدولة، و(الشقرا) هي بيت القيد في الجملة وتوضح المعنى العادي والسطحي ومعناها الناقة الشقراء والتي لها مكانة خاصة لدى مجتمعنا والجمال الشقر هي أحد أنواع سلالات الهجن الأصيلة في الدولة، فهناك الشقر والصفر والحمر والسحم والنوع الأشقر هو أكثر الأنواع انتساباً لأرض الدولة وقال فيها الشاعر المرحوم سعيد بن راشد بن عتيج الهاملي في بداية إحدى قصائده المخلدات في الدولة (أصبحت يا شقرايه/عيل على المسراح/ ويلاج هب عالغايه/ ما من عضام اصحاح).

وجملتنا (خل الشقرا عليها يلالها) تعني «اترك الناقة الشقراء بغطائها أفضل من أن تقوم بكشف الغطاء عنها» وكأنه يريد أن يقول اترك المستور مستوراً أفضل فلربما لن يعجبك الوضع ولن يسرك ما سوف ينكشف لك من الكشف عن بدنها وهذه الجملة تقال دائماً من الأشخاص المتسامحين وأصحاب التضحية والحق، ولكي أوضح الجملة أكثر سوف أضرب لكم مثلاً عن كيفية استخدامها وأين يكون موقعها، فلنفترض أن هناك مديراً في إحدى الشركات اكتشف خطأً إدارياً في أحد الأقسام وبدأ في لوم رئيس القسم وسؤاله عن سبب حصول ذلك الخطأ وكيفية قبوله بحدوث ذلك، والحقيقة هي أن المدير هو سبب ذلك الخلل كونه ـ على سبيل المثال ـ أصر على إسناد بعض المسؤوليات في القسم لأحد الموظفين الذي قام هو بتوظيفه رغم قلة إلمامه بالعمل ورغم محاولات رئيس القسم أن يثبت للمدير أن هذا الموظف غير جدير بهذه المسؤولية إلا أنه كان لا يقبل كلامه ويرفضه لكون ذلك الموظف ابناً لأحد أعز أصدقائه، وهنا يقول رئيس القسم للمدير رداً على استفساراته بهذا الشأن (خل الشقرا عليها يلالها)، فقد اختصر رئيس القسم كل الكلام الذي من شأنه أن يجرح مشاعر المدير في هذه الجملة المهذبة التي تحمل بين أحرفها حسن خلق أهل هذه الأرض الطيبة، ويقول له بكل احترام وبطريقة غير مباشرة مهذبة أنت من تسبب بهذا الخطأ، كونك من أصر على إسناد الأمر إلى ذلك الموظف الذي أخفق في هذا العمل، وبالتالي كأنه يقول له اترك خفايا الأمور فإن جوابها لن يعجبك، بلغتنا المحلية.

وأيضاً تستخدم بين الأصدقاء والأقارب فإذا كان أحد ما يعاني من مشاكل أياً كانت وعلى سبيل المثال لو كان رجل من ذوي الدخل المحدود وقد كبر أولاده وزادت طلباتهم وتوفيرها لهم ليس بالأمر البسيط، فهذا بحاجة إلى سيارة والآخر كذلك، وتلك بحاجة إلى متطلبات حياتية كثيرة والزوجة لها مطالبها هي الأخرى، ولا نقول مطالب غير مشروعة إنما هي الحياة واحتياجاتها التي لا تنتهي ويلتقي بأخيه أو قريبه أو صديق عزيز عليه ويسأله عن حاله وأموره فلا يجد خيراً من جملتنا، ليقولها فهي تحوي بين أحرفها كل تلك المعاناة فيقول (خل الشقرا عليها يلالها) فكأنه يريد أن يقول من أين سأبدأ أو بأي شيء، وحتماً من سأله عن حاله سوف يعي تماماً أن أخاه أو صديقه قد ضاقت به الحياة كثيراً وأموره ليست بالمفرحة، وقس على ذلك في جميع أمور الحياة المشابهة لهذا الوصف أو لهذه الحالة التي ذكرناها في هذا المثل، وبالتالي يبقى التراث الشعبي في الأدب لدولة الإمارات العربية المتحدة شامخاً بمعطياته أمام كل ثقافات العالم، رغم صغره وقلة عدد مجتمعه مقارنةً بالشعوب الأخرى، عاشت دولتنا حرةً شامخةً آمنةً وحفظ الله رئيسنا وأدامه.

هذا وللحديث صلة

مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث ينظم ورشة العمل الثالثة بالتعاون مع اليونسكو

12/04/2017 in الأخبار الصحفية

دبي، الإمارات العربية المتحدة، 12 ابريل 2017: أعلن مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث عن تنظيم ورشة العمل الثالثة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”. وستعقد الورشة من تاريخ 16 ولغاية 20 ابريل الجاري في فندق  جي دبليوماريوت ماركيز دبي.

وبالمقارنة مع ورش العمل الماضية التي نظمها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث بالتعاون مع منظمة اليونسكو، تندرج هذه الورشة تحت منهج تطوير الخطط ووضع السيناريوهات لنماذج عدة في إمارة دبي تطبيقاً لإتفاقية “صون التراث الثقافي غير المادي على المستوى الوطني” للعام 2003. ويبلغ عدد المشاركين في الورشة الثالثة هذا العام  20 شخصاً يترأسهم الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث.

من جهته، أعرب سعادة عبدالله حمدان بن دلموك، الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث عن سعادته للإنتهاء من ورشتين رئيستين، كان هدفهما بالمقام الأول الفهم الموسع لأهداف اتفاقية “صون التراث الثقافي غير المادي على المستوى الوطني” للعام 2003 مع إكمال عدد من التمارين الميدانية في إطار تنفيذ وتطبيق هذه الإتفاقية على المستوى المحلي وقال: “تنفيذا لتوجيهات سمو ولي عهد دبي، في حفظ وصون التراث الثقافي غير المادي في الدولة، ورفده بالدراسات والأبحاث وتناقله بين الأجيال، حرصنا على اختيار الكوادر المعنية من مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث لتطوير مهاراتهم واثراء خبراتهم ليتمكنوا من انتهاج أعلى المعايير العالمية في عملية صون التراث الثقافي غير المادي ومع الورشة الثالثة فإننا سننتقل إلى مرحلة جديدة نواكب فيها الدول المتقدمة، لنعزز بذلك من رؤية المركز كجهة متخصصة ومعتمدة ورائدة بالمجال”.

وتحرص منظمة اليونسكو الدولية من خلال الاتفاقية المشار إليها على تقديم كافة سبل الدعم للقائمين على صون التراث حول العالم، وتوجيههم لتبني أفضل الممارسات لتطبيق الاتفاقية حفظاً للهوية الوطنية والثقافية.

ويأتي هذا التعاون بين مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث ومنظمة “اليونسكو”، ليبرز دور المركز الرائد في عملية صون التراث الثقافي غير المادي على المستويين المحلي والإقليمي، وحرصه على تنفيذ وتطبيق اتفاقية 2003 وفقاً لأفضل الممارسات العالمية.

وأكد بن دلموك بأنه لسنوات طويلة تمكن المركز من احياء عدد كبير من أوجه التراث الثقافي في الدولة عبر بطولات فزاع والفعاليات والمبادرات والبحوث والدراسات، تعزيزا للهوية الوطنية الإماراتية وساهمت نتائج مثل هذا النوع من التعاون مع منظمة اليونسكو في تطوير ورفع مستوى اداء الكوادر المعنية بالمركز من موظفين ومتعاونين، للإستفادة منها بناء على التجارب الميدانية التي ساعدت بدورها على زيادة الوعي ودائرة المعرفة مع تحديد مواطن التراث الثقافي بالدولة خصوصاً الذي بات مندثراً، والعمل في سياق معايير عالمية لإحيائه وفقا لمنهج الورشة الثانية”.

وأختتم بن دلموك معقباً بأن الورشة الثالثة هي خطوة نحو الأمام لتناول نماذج من التراث الثقافي غير المادي في إمارة دبي وتطوير الخطط لحفظها وصونها ومنعها من الإندثار على أن يتم العمل على تنفيذها في المستقبل القريب.