• مغامرة صحراوية لعشرة أيام يعيشها المشاركين من مختلف الجنسيات
  • مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث يقيم معسكرًا تدريبيًا ناجحًا لتأهيل المشاركين
  • ابراهيم عبد الرحيم: نفخر بتنظيم رحلة تسلط الضوء على تراثنا ويسرنا تقديم الدعم اللازم لضيوفنا
  • أحمد القاسمي: حرصنا على تدريب كافة المشاركين ليعتمدوا على قدراتهم الذاتية وعيش التجربة

 

[دبي – الإمارات العربية المتحدة، 21 يناير 2016] – ستنطلق صباح يوم غد الجمعة الموافق 22 يناير 2016، النسخة الثانية من رحلة الهجن الاستكشافية السنوية “على خطى الأجداد” التي تشارك بها مجموعة من هواة الترحال والمغامرات. وتستمر هذه المغامرة التراثية الفريدة التي ينظمها ويشرف عليها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، لمدة عشرة أيام حتى الأول من فبراير المقبل.

وكان باب المشاركة مفتوحًا لجميع الجنسيات من الرجال والنساء، وكل ما يتطلب من الأشخاص القادرين على المشاركة اتباع خطوات بسيطة للتسجيل عبر الموقع الإلكتروني للمركز أو الاتصال هاتفيًا. وسيقطع المشاركون الذين يصل عددهم في الدورة الحالية إلى 20 شخصًا تقريبًا، خمسين كيلومتر يوميًا. وستكون نقطة الانطلاق من منطقة الطي على طريق الإمارات العابر، مخرج 67 بمنطقة الخوانيج 2.

وخصص مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث فترة تدريبية مكثفة لمدة أسبوع تقريبًا لتأهيل المشاركين في ظروف تحاكي التنقل عبر الصحراء ولإكسابهم اللياقة البدنية المطلوبة ، مع توفير المدربين المتخصصين لتعليمهم على ركوب الجمال وكيفية توجيهها وقيادتها في المسارات الصحراوية المختلفة للاستعداد للرحلة، والحرص على السير بخط مستقيم ضمن القافلة. وركز المدربون على العمل بروح الفريق الواحد لضمان نجاح سير الرحلة بكل يسر والاقتداء بصفات الاجداد في الترحال .

وقال ابراهيم عبد الرحيم، مدير إدارة الفعاليات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث: “إننا إذ نفخر بتنظيم مثل هذه الرحلة التي تنشر المعرفة بين مختلف الجنسيات حول الكثير من الجوانب التراثية التي كان يعيشها أجدادنا، يسرنا أن نرحب بكافة المشاركين الذين قرروا الانضمام إلينا في هذه الرحلة الممتعة والمثيرة للاهتمام التي نسعى من خلالها لنقل تجربة اجدادنا في السفر والترحال الى مختلف الجنسيات ليتعرفوا من خلال هذه الرحلة على الصعوبات والتحديات التي كانت تواجههم كما أن هذه الرحله تكسبهم صفات كان يتحلى بها الاجداد وهي الصبر والحكمة وسرعه البديه وقوة التركيز   . وسنبذل قصارى جهدنا على تقديم كافة سبل الراحة لهم، وتزويدهم بكافة المعلومات والحقائق التي يتطلعون إليها للإلمام بعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة، لنقل هذه التجربة إلى أسرهم وأصدقائهم في بلدانهم. لقد سادت أجواء إيجابية مرحة خلال مرحلة الاستعداد والتدريب والتعارف ، الأمر الذي يبشر برحلة ناجحة ومريحة لجميع المشاركين فيها”.

وفي إطار هذا البرنامج، سينطلق ركب الرحلة في الصباح الباكر في تمام الساعة السابعة والنصف كل يوم، وستواصل القافلة مسيرها حتى الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً، على أن تكون هناك استراحة لمدة ساعتين، لتستأنف الرحلة بعدها حتى المغيب، وصولاً إلى موقع المخيم المحدد سلفًا، والمزود بكافة وسائل الراحة، في ظروف آمنة تمامًا.

ويقود القافلة الرحالة الشهير أحمد القاسمي الذي قطع أكثر من 40 ألف كليومتراً على ظهر الجمال قاطعاً القارات على متن سفينة الصحراء، معززاً بذلك أهمية الجمال وتاريخ المنطقة جمعاً.

وعلق الرحالة الشهير أحمد القاسمي بالقول “يجب أن يتعرف كافة المشاركين على الجمل الذي سيقطع بهم المسافات الطويلة، فالجمل حيوان يشبه الفرس إلى حد ما من حيث التعرف على صاحبه، وإذا ما شعر الشخص الذي يمتطي الجمل بالخوف فإن الجمل يشعر بذلك ويصاب بدوره بالقلق الأمر الذي يصعب من الرحلة. لذا فإن الدورة التدريبية التي اقيمت قبل الانطلاق تهدف إلى ازالة الخوف وإقامة الرابط بين الجمل وصاحبه، علماً بأن المشارك عليه أن يطعم ويهتم بالجمل ليتمكن من توطيد تلك العلاقة التي سوف تؤتي ثمارها خلال الرحلة على مدى الأيام العشرة”.

كما يرافق الرحالة محمد بن تريم الذي يشغل منصب باحث أول في الحياة البرية في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، والخبير في شؤون الترحال عبر الصحراء، حيث سيتولى تقديم النصائح والإرشادات لجميع المشاركين، مع تحديد خط سير الرحلة بالاعتماد على تشكل الكثبان الرملية، واختيار المسارات المنبسطة لضمان راحة وسلامة المشاركين والجمال.

ويقول بن تريم في معرض تعليقه على الرحلة وبرنامجها وأهدافها: “إن هذه هي الرحلة الثانية التي يقوم مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، حيث قطعنا العام الماضي المسافة المنشودة البالغة 400 كيلومتر من دون أي اصابات ولا حوادث. وأتوقع هذا العام نجاحًا أكبر ونتيجة أفضل نظرًا للخبرات التي اكتسبناها من التجربة السابقة في نواحٍ عديدة، ومنها اختيار أفضل الجمال، وتدريب المشاركين لفترة أطول.

ويفخر بن تريم بوجود مشاركين من جنسيات عربية وأوروبية وآسيوية، ومن فئات عمرية مختلفة. ويخطط المنظمون هذا العام قطع مسافة 500 كيلومتر طوال عشرة أيام. وخلال المخيم التدريبي الذي أقيم على مدى أسبوع كامل، تعلم المشاركون ركوب الجمال لأول مرة، ولم تكن لديهم أدنى فكرة عن التعامل مع الجمال وكيفية قيادتها وتوجيهها، الأمر الذي استلزم توفير تدريب مكثف لهم، مع التركيز على التوازن في جميع الأحوال، خاصة عند جلوس الجمل ومسيره ومشيه البطيء والسريع. وحصل المشاركون على شرح كامل حول سبل التعامل مع التضاريس الجغرافية، إضافة إلى السير في مجموعة على شكل قافلة، أو ما يشبه عربات القطار، ففي المقدمة يكون المحرك الذي يسحب المقطورات التي يتحكم في اتجاهها.

وتقول رشينا أحمد، وهي مواطنة هندية تعتزم المشاركة في الرحلة: “لقد علمت عن الرحلة بالمصادفة من خلال الصحف اليومية، وتحققت من الموقع الإلكتروني لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عندما جاءني الاتصال من المركز ليخبروني أنهم فتحوا الباب أمام النساء للمشاركة، سعدت كثيرا  واصبت  الحماسة والتشويق. ولا يسعني سوى الإعراب عن سعادتي لحصولي على الدعم الكبير من أفراد عائلتي وزملائي بالعمل. إنني أدرك أن الرحلة لن تكون سهلة، لكنني أثق بقدراتي، وسيكون الجميع على ما يرام لاستعدادنا التام بفضل التدريب المكثف، كما أثق بخبرة الرحالة الشهير أحمد القاسمي الذي سيتولى قيادة الرحلة”.

أما الفرنسية شارلوت سارازين التي تعمل مديرة مطعم في دبي، فلم تخفِ بهجتها عندما علمت عن موضوع الرحلة من إحدى الصحف التي اعتادت قراءتها صباح كل يوم. وتقول في هذا الشأن: “عندما قرأت الخبر أدركت أنني أمام فرصة لن تتكرر. وبما أنني من عشاق المغامرة والتحدي، إضافة إلى رغبتي الشديدة للتعرف إلى تراث الخليج وتاريخ المنطقة والإمارات على وجة التحديد، أعتقد أنها فرصة ذهبية يقدمها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، ولن تتكرر كثيرًا بالنسبة إلي. وعندما التقيت محمد بن تريم الذي قام بتقديم شرح مفصل عن الرحلة، زاد إصراري على المشاركة لأنها تتيح لي ركوب الجمل لأول مرة في حياتي. صحيح أن المسألة لن تكون سهلة أبدًا، لأن ركوب الجمل يتطلب لياقة بدنية عالية جداً، والتحكم بمشاعر الخوف من السقوط وفقدان السيطرة، لكنني أشعر الآن بثقة كبيرة خصوصًا بعد ساعات التدريب الطويلة، وأنا على يقين أنني سوف أقطع الرحلة بسلاسة. إنني أعشق التاريخ، وأصبحت على معرفة جيدة باللغة العربية، وأشعر بالسعادة الكبيرة، ولا أشعر بالوقت لاستمتاعي بهذه التجربة الرائعة”.

وقرر فيصل عبد العزيز من الهند المشاركة في الرحلة الاستكشافية لرغبته في معرفة حياة الناس وطرق حياتهم في الماضي، ويعرب عن شكره للمركز والقائمين عليه لمساعدته على تحقيق هذا الحلم. ويقول: “قدمت إلى الإمارات للمشاركة خصيصًا بهذه الفعالية، وقدمت شركتي كل الدعم مع تسهيل إجراءات حصولي على الإجازة. بعدها سجلت في الموقع الإكتروني للمركز، وتم قبولي على الفور، وعند وصولي أشرف محمد بن تريم على تدريبي، وقدم لي الكثير من المعلومات عن تاريخ المنطقة وحياة الناس في الماضي”.

ويؤكد ابراهيم عبد الرحيم إن الهدف من القافلة يتمثل في نشر ثقافة الإمارات العربية المتحدة، ومحاكاة حياة الأجداد الذين كانوا يعتمدون كليًا على الجمال في الترحال والتنقل ونقل البضائع. ويؤكد أيضًا على أن مثل هذه الرحلات تعزز المهارات البدنية وتحفز التأمل والتركيز وتساعد على الصفاء الذهني والتخلص من ضغوط الحياة المعاصرة. ويضيف: “نسعى دائمًا لإحياء التراث والحفاظ على هوية المجتمع لإدراكنا لأهميته وانعكاسه على حاضرنا ومستقبلنا. وتوفر هذه الرحلة أيضًا مغامرة ممتعة لهواة الترحال”.

وسيكون خط سير الرحلة محددًا، ويعتمد بن تريم على خبراته في الصحراء التي يحفظها عن ظهر قلب، ومعرفته الكاملة في المنطقة والكثبان الرملية، مشيرًا أن الأجهزة الحديثة تعطي إحداثيات الموقع والطرق، لكن لا تستطيع تحديد المسار الأفضل للجمال. ويرى أنه حفاظًا على سلامة المشاركين والجمال، يجب السير في الأراضي المنبسطة عوضًا عن تسلق الكثبان الرملية لتسهيل الحركة على الجميع، واتباع خطوط موازية لتلك الكثبان عوضًا عن قطعها بخطوط طولية .