دبي، الإمارات العربية المتحدة، 15 مارس 2017: تنطلق يوم غد الخميس (16 مارس) النسخة الحادية عشر من بطولة فزاّع للغوص الحر (الحياري)، التي ينظمها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث في مجمع حمدان الرياضي في دبي، بمشاركة محلية وخليجية وعالمية كبيرة من الجنسين في الحدث الذي يعد مقصدا دوليا لأفضل الغواصين الباحثين عن تسجيل الأرقام القياسية.

وأقيمت لمدة يومين التدريبات التحضيرية تمهيدا لانطلاق المنافسات، والتي تشمل 3 فئات رئيسية، وهي: البطولة المخصصة للناشئين، والبطولة المخصصة للمواطنين ودول مجلس التعاون، والبطولة المفتوحة التي تتميز بجذبها نخبة من أبطال العالم من خارج الدولة، وسيتنافس المشاركون على تحقيق أفضل الأزمنة للتواجد في قائمة ال10 المتأهلين للجولة النهائية التي تقام يوم السبت المقبل 18 مارس، ويتم فيها التنافس على المراكز الأولى.

وتميزت البطولة في النسخة الماضية بتسجيل أرقاما زمنية مميزة، وفي الفئة المفتوحة حقق الصربي برانكو 10 دقائق و14 ثانية وهو رقم عالمي جديد ضمن بطولة فزاّع للغوص الحر (الحياري)، وأفضل رقم منذ انطلاق البطولة مع عودة برانكو نفسه للمشاركة العام الحالي دفاعا عن اللقب وبهدف محاولة تحطيم هذا الرقم مرة أخرى.

واقترب عدد من شاركوا في التدريبات إلى نحو 200 غواص من داخل وخارج الدولة، مع توافدهم في أوقات مختلفة، وتوقع حضور المزيد في يوم انطلاق البطولة، علما أن اللجنة المنظمة وفرت كافة إجراءات الأمن والسلامة للحفاظ على صحة المشاركين.

ورحبت سعاد إبراهيم دوريش، مدير إدارة البطولات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، بالمشاركين في البطولة التي تزداد قوة عاما بعد عام، وقالت “توفر هذه البطولة لنا المجال لإبراز الموروث الشعبي العريق، من خلال الغوص مهنة آبائنا سابقا التي اعتاشوا من خلالها بصيد اللؤلؤ، وكان البحر رفيقا للتطور الحضاري في الدولة والمنطقة، وحاليا نقدم هذه الرياضة التي نجحت بجذب أعداد واسعة من المشاركين، وكانت فرحتنا مضاعفة برؤية أعداد جيدة في الناشئين بما يجعل هذه الرياضة ذات مستقبل ممتد يتوارثه أبنائنا جيلا بعد جيل”.

وتحدث حمد الرحومي، مدير اللجنة المنظمة للبطولة، وقال “أصبحت هذه البطولة  مقصدا لأفضل الغواصين من داخل وخارج الدولة، نظرا لما تقدمه من مستويات قوية وجوائز مالية مجزية، ساهم في انتشارها حول العالم، وهو ما نلمسه من حضور المشاركين من دول مجلس التعاون وبقية دول العالم على حسابهم الخاص، من أجل المشاركة في هذه البطولة فقط، وهو أمر يجعلنا نشعر بالفخر للسمعة والمكانة التي بلغتها هذه البطولة، والذي تحقق بفضل ما قطعته دولة الإمارات العربية المتحدة من تفوق في كافة المجالات جعلها مركز الاهتمام العالمي في جميع الأنشطة بما فيها الرياضية”.

مشاركة عائلية

لفت الأنظار في التدريبات تواجد عائلة إماراتية قامت باصطحاب أبنائها للمشاركة في البطولة، وتحدث عمر محمد عبد الرحمن الذي تواجد برفقة ولديه حمد وخالد، إلى جانب ابن شقيقه محمد أحمد عبد الرحمن، وقال “تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 14 عاما، وهم من تشجعوا على ممارسة رياضة الغوص، ولذلك قمنا بتحفيزهم وتوفير التدريبات لهم للاستفادة من هذه الرياضة التراثية، وتعلم الفوائد العديدة المكتسبة منها”.

وأضاف: “نشكر مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، على اعتماد منافسات الناشئين في البطولة، وله أثر إيجابي للغاية على هذا الجيل الصاعد، ونتمنى التوفيق في البطولة بغض النظر عن النتيجة والأهم تعلم كيفية المهارات الأساسية وتطويرها والمشاركة سنويا”.

الحضور من حول العالم

توافد عدد كبير من الغواصين من حول العالم للمشاركة في البطولة، وتحدث توماس فير القادم من فرنسا، وقال “هذه المرة الثانية التي أحضر فيها هنا، وبطولة فزاّع تحظى باهتمام حول العالم والكل يسعى للتواجد فيها، وهو ما جعلني أتدرب تحضيرا لها، حيث تعد من أقوى البطولات على مستوى العالم بالنظر للأرقام التي تسجل فيها سنويا”.

وكشف أن هناك اختلاف يزيد من قوة البطولة، وقال “وجود الحبل والمياه أكثر برودة، وهي عوامل تجعل البطولة تحتاج إلى مستويات عالية للغاية، وتزيد من الترقب لمعرفة الفائزين، في المرة الماضية لم أتأهل للجولة النهائية، لكن أسعى لتسجيل الرقم الذي حققته في التدريبات للتأهل في المشاركة الثانية”.

وكان لغواصي سلطنة عمان نصيب أيضا بالتواجد بأعداد كبيرة كما جرت العادة، وتحدث هاشم الفارسي القادم من السلطنة، وقال “أمارس هذه الرياضة مع مجموعة في بلدنا، ومع تتويج أبطال عمان باللقب العام الماضي، تشجعت للحضور هذه المرة ومحاولة المنافسة على المراكز المتقدمة، الأهم أن أسجل الرقم المعتاد لي في التدريبات، لكن هناك ظروف وعوامل مختلفة تؤثر في النتيجة النهائية بالنسبة لهذه الرياضة التي نجد فيها متعة مع ارتباطها بالماضي الجميل”.

الاسترخاء واليوجا سر النجاح

تتطلب رياضة الغوص الحر (الحياري) تركيزا عاليا وهدوئا، يجعل المشاركين يخلدون للراحة بشكل كامل ويمارسون بعضا من اليوجا، قبل النزول إلى بركة السباحة، وذلك لإدخار طاقتهم بالكاملة وتقنين عملية استهلاك الأوكسجين.