دبي – الإمارات العربية المتحدة، 8 مارس 2016 – كان استوديو برنامج البيت الذي ينتجه مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث ساحة لإبداعات الشعراء في الحلقة العاشرة، وذلك بعد أن تدفقت المشاركات من  محبي الشعر النبطي في الإمارات والمنطقة لوصف الصورة المتميزة بألوانها ومضمونها. وفي الشق الآخر من البرنامج، أشعل شطر الحلقة “عندي رسايل شوق من ياخذها” منافسة قوية، خاصة وأنه استوحي من بيت في قصيدة شهيرة للشريف الرضي، تحمل عنوان “يا ظبية البان”، وهو “عندي رسائل شوق لست أذكرها – لولا الرقيب لقد بلغتها فاك”.

وقبل انطلاق الحلقة كرّمت لجان التحكيم كلاً من عايض بن راشد الهاجري الفائز بشطر البيت ومحمد منصور الشن الفائز بنبض الصورة من الحلقة التاسعة.

وقال سعادة عبدالله بن دلموك، الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث: “نشعر بالسعادة عندما نعرف مقدار المشاركات التي يتلقاها البرنامج، وتكون سعادتنا لا توصف مع زيادة زخم الإقبال من قبل شعراء المنطقة على هذا البرنامج. إن هذا يضع على كاهلنا مسؤولية جسيمة، تفرض علينا بذل المزيد من الجهود للارتقاء ببرنامجنا عامًا تلو الآخر. إن ما يهمنا في المقام الأول هو نشر ثقافة الشعر النبطي في مجتمعاتنا، وتحفيز الشباب على تطوير ملكاتهم الشعرية في أغراض نبيلة تخدم قضايا أوطانهم، والتعبير عنها بمشاعر إنسانية صادقة”.

 

نبض الصورة

تأرجحت المشاركات التي استقبلتها لجنة التحكيم بين الأمل والتفاؤل في كفة، وبين وصف صور مشاعر الحزن والهم التي استقاها الشعراء من اللونين الأبيض والأسود، وما يحملانه من دلالات متفاوتة للتجارب والعبر والذكريات والحنين، وتفاعلت معها مخيلات الشاعر بعمق وشفافية. وكانت اللجنة في انتظار غير المتوقع من المشاركات الجميلة التي وصفت الصورة الجميلة جدًا من خلال فيض من الصور البديعية المبتكرة، وما زخرت به من محسنات لفظية.

وأكدت لجنة التحكيم أنه تم اختيار الوصيفين الأول والثاني، إضافة إلى الفائز بالمسابقة بإجماع أعضاء اللجنة بسرعة قياسية غير معهودة في هذه الفئة من المسابقة، مع أن الحيرة كانت القاسم المشترك بيت الأعضاء – على حد وصف اللجنة، نظرًا لغزارة الإبداعات المتميزة التي تلقاها البرنامج.

وبدأت اللجنة بعرض الإبداعات الشعرية التي حاولت وصف الصورة وإخراج الكامن من معانيها، وإبرازها فنًا رفيعًا يثري لونيها. وبعد تصفية المشاركات، تم عرض 12 بيتًا على الشاشة الذهبية، ليضمن كل واحد من ناظميها الحصول على 10 آلاف درهم. ثم اختزلت القائمة في 6 أبيات استقرت عليها ذائقة لجنة التحكيم.

وتم اختيار الوصيف الأول الذي رسم سيناريو جميلاً جدًا بين شخوص الصورة، معززًا إياه بجملة اعتراضية، لينجح هذا الشاعر في تصوير بعد آخر أحاط به بعمق نظره وسرعة بديهته، ليزيد الصورة بهاءً إلى جمالها، وكانت تلك اللوحة الشعرية من إبداع محمد ضاوي العتيبي، حيث قال فيها:

في نظرتك همّ، (لو يعزف على البسمتين) – ما كل من راح عن عينك (كَـ من جا لها)

وتمكن الوصيف الثاني قاسي سلطان السهلي من التجوال في أبعاد الصورة ليستنطق لونيها الأبيض والأسود، لكنه تجاوز الكآبة، ووضع أنامله على الأمل الظاهر في العيون المزدحمة ببراءة الطفولة، حيث قال:

إعزف لي الحزن، ما تحتاج للدفتر:         شوف التقاسيم في وجهي .. ولحّنها!!

وأثنت اللجنة على مهارة شاعر الصورة محمد الوسمي المطيري الذي كان أسرع من اتفقت عليه اللجنة، خاصة وأنه اعتمد على التشبيه من السهل الممتنع، مع الميل للتفاؤل والعزوف عن اليأس على الرغم من الحزن الدفين، فقال في بيته:

زاد “سلّم ملامحك الموسيقي” .. لحن     ضحكتك باقي شوي .. وتصير “اغنية

فقرة الشطر

رأى أعضاء لجنة أن قيمة الإبداع تزداد كل حلقة، ما يعني ترجمة واقعية لرسالة البيت، والمتمثلة في البحث عن المبدعين على امتداد رقعة الوطن العربي. بعدها قرع جرس الجولة الأولى التي أسفرت عن اختيار 14 عجزًا، ثم طلب من اللجنة ترحيل أفضل أربع مشاركات منها، فجاءت على النحو الآتي:

1.    أنا الورق وين الحمام الزاجل!؟

2.    كتبتها..والله كتب فرقاها!!

3.    ساعي المحبه مالقى له (ساعي)

4.    ويردها لي كن ما هي مني

وفي الجولة الثانية، بدأ اختيار الأشطر التي تستحق الترحيل إلى الشاشة الفضية، حيث تباينت الخيارات وفق تنوع المشاركات التي حاولت إكمال شطر المسابقة بحرفية عالية وجدارة فنية ظاهرة، وهما السمتان اللتان اتصفت بها الأشطر المختارة عمومًا. ومع سماع صوت الجرس، كانت اللجنة قد انتهت من اختيار 11 شطرًا، قبل البدء بتصفيتها إلى أربعة فقط، وهي:

5.    بعض الرسايل “مال أبوها ساعي” (:

6.    ماني بكاتبها عشان.اقراها!

7.    لان التواصل صار صوت وصورة

8.    لـ الغالي اللي ف الحدود مرابط

وقبل الجولة الثالثة والأخيرة من هذه الفقرة، جرت محاورة شعرية بين لجنة تحكيم الشطر، فأضفت جوًا من البهجة والطرافة على الحلقة، ليتم بعدها اختيار 11 شطرًا، مع اعتراف غالبية أعضاء اللجنة بحيرتهم بين القلب والعقل خلال عملية الانتقاء. أما الأشطر الأربعة المختارة، فكانت:

9.    لـ ( محمد ابن الذيب) بـ أسم الساحة!

10.                       محروم لكن ما ابغى احرم غيري!

11.                       قبل الرسايل ينكسر خاطرها

12.                       يا من كتب له من يدينه علَه

لقد بلغ مجموع ما تم ترحيله إلى الشاشة الذهبية 12 عجزًا، قبل أن تخضع هذه الاختيارات للمزيد من التقييم للوصول إلى الأجود والأكثر إبداعًا والتصاقًا بروح شطر المسابقة.

وقام مبارك آل خليفة باختيار الشطر “ساعي المحبة ما لقى له ساعي”، بينما اختار مدغم أبو شيبة الشطر القائل (لـ “محمد بن الذيب” بـ أسم الساحة)، وقرر نايف الرشيدي إعطاء صوته للعجز “بعض الرسايل (مال ابوها ساعي” بعد حيرة مع اختيار أبو شيبة. عندها، أحيل القرار النهائي لمحمد المر الذي قرر تعزيز اختيار آل خليفة، عندما أعلن عن تأييده للشطر “ساعي المحبة ما لقى له ساعي“. عندها أعلن عن الفائز لفقرة الشطر في هذه الحلقة، وكان تركي القحطاني. قام ضيف الشلة باختيار الشطر (لـ “محمد بن الذيب” بـ أسم الساحة)  للشاعر نواف الشمري.

ضيف الشلة

كان أحمد البدواوي على موعد لاستضافة المنشد القطري الرائع راشد الجزوى الذي حقق شهرة واسعة في المنطقة بفضل موهبته الرفيعة التي ضمنت له حضورًا واسعًا على الساحة الفنية. وقال الجزوى ردًا على سؤال حول أهمية الشلة بالنسبة إلى القصيدة، إن هذا الفن يخدم الشعر النبطي، ويسهم في انتشار إبداعات الشعراء، ووصولها إلى شرائح واسعة من الجماهير. وأضاف أن معايير اختيار الأعمال المراد إنشادها تتمثل في اختيار اللحن المناسب من قبل المنشدين الذين يفضلون البحرين القصير والطويل، منوهًا إلى حقيقة تفضيله للبحر القصير.

وقدم الجزوة شلة من كلمات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد بن سعيد آل مكتوم، ولي عهد دبي بعنوان “قصر زعبيل”، وأعرب عن سعادته لإنشادها، لأن كلماتها لامست شعوره، كما أن اختيارها يتناسب مع الحراك الشعري الذي يتميز به هذا البرنامج، خاصة وأنه يستهدف فئة الشباب، مختصرًا بذلك الزمان والمكان لاستخدامه التكنولوجيا في إيصال الفكرة والمضمون للشطر أو الصورة التي يتم إطلاقها. وقال إنه كان يشارك في برنامج “عذب الأصوات” المعروف على مستوى الخليج، وفاز بالمركز الثاني.

صورة الحلقة المقبلة

تم عرض الصورة الجديدة، حيث أظهرت مجموعة من الصبية والفتيات يجلسون جميعًا رافعي أيديهم أمام صورة لأيدٍ ملونة، وكأنهم يستعينون بها للوصول إلى عنان المجد، فظهرت الصورة مزدحمة بالبراءة الرائعة التي تتناغم مع أمل الأطفال وطموحاتها التي تجتاز الحدود.