دبي، 3 ديسمبر 2017:  أقيمت اليوم الأحد الموافق 3 ديسمبر ، النسخة الثالثة من ماراثون اليوم الوطني للهجن في مدينة دبي الدولية للقدرة في سيح السلم بدبي، بمشاركة 42 متسابقا، انطلقوا في الساعات الباكرة من صباح اليوم لتحدي رمال الصحراء، وقطع مسافة 25 كيلومترا على ظهر الهجن.

ويعتبر هذا السباق الذي ينظمه مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث سنوياً بالتعاون مع نادي دبي لسباقات الهجن، الأطول والأصعب من نوعه في المنطقة وامتدادا لإحتفالات اليوم الوطني ال 46 لدولة الإمارات العربية المتحدة. وارتسمت لوحة تراثية، ابطالها فرسانأ عزفوا أجمل الألحان وقدموا ابهى العروض، على امتداد المسافة، تذكيراً بالموروث الشعبي للمنطقة.

وبهذه المناسبة تقدمت السيدة سعاد ابراهيم درويش، مدير إدارة البطولات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، بالتهنئة إلى حكام وشعب دولة الإمارات العربية المتحدة وهنأت الفائزين وأعربت عن سعادتها بتقديم رياضة تراثية أصيلة، للإحتفال باليوم الوطني السادس والأربعين،  في ماراثون منظم يليق بمكانة الدولة وقالت “تتميز هذه النسخة من الماراثون التي جاءت لتتوج النسختين الماضيتين بالخبرة والمعرفة، وترفع من مستوى المشاركة، لكونها تجمع مجموعة من المحترفين في مجال وركوب الهجن. إذ حرصنا في هذه النسخة على تحفيز المشاركين حتى المركز الثلاثين، لنتأكد من تهيأة أرضية مناسبة، وحثهم على الإستمرار في الماراثون إلى النهاية. الأمر الذي أسفر عن التزام راكب المطية، وحرصه على تدريب الناقة بوقت كاف قبل الإنطلاق على ظهر المطية، والإستعداد والتأهب من حيث اللياقة البدنية والتدريبات المكثفة”.

وأضافت سعاد ابراهيم “لاحظنا بأن خط النهاية في الأعوام السابقة شهد عددا قليلا من المتنافسين، الا أن هذا العام، كان هناك أكثر من 12 متسابق يتوافدون إلى خط النهاية، ولا تفصلهم سوى ثوان معدودة عن خط النهاية”.

الفائزون

وحصد الناموس بالمركز الأول غدير غلام موسى البلوشي على ظهر المطية “مشاغب”، فيما كان الفوز بالمركز الثاني من نصيب اخيه شعفار غلام موسى البلوشي على ظهر “مولع”، بينما جاء بالمركز الثالث خميس علي سعيد الملعاي.

وقطع غلام البلوشي، الفائز بالمركز الأول مسافة الماراثون في ساعة وخمس دقائق ( 1.05)، تلاه أخيه بفارق ثوان، ليتبعه الملعاي بفاصل من الثواني.

من جانبه تقدم علي بن سرود، المدير التنفيذي لنادي دبي لسباقات الهجن، بالتهنئة للفائزين والقيادة الرشيدة وشعب دولة الإمارات العربية المتحدة بمناسبة اليوم الوطني ال 46 وقال “أهم عاملين ميزا هذا الماراثون، هما قدرة الراكب وقدرة المطية، ففي السباقات السائدة بما فيها سباق المرموم تمتد المسافة إلى 11 كم، ولا يوجد عامل بشري، الا اننا هنا نأخذ بالإعتبار مدى قدرة تحمل المطية والراكب، اللذان معا يتوجب عليهما أن يتمتعا بلياقة عالية وقوة على الاحتمال والصبر. وحرصنا في هذه النسخة على تخفيض عدد الحاصلين على الجوائز النقدية من المركز الخمسين إلى المركز الثلاثين، وذلك لنحفز روح المشاركة ونحث المتسابقين جميعاً على إكمال الماراثون حتى النهاية، لنقدم بذلك احتفالية منظمة ومستوى عال من الأداء”.

وأكد بن سرود أن ماراثون اليوم الوطني للهجن يضاف إلى سجل سباقات القدرة والعدو لمسافات طويلة غير مسبوقة، تحددت بحكم الماراثون التجريبي الذي أقيم في النسختين الأولى والثانية.

“مشاغب”

من جهته، علق غدير غلام موسى البلوشي، الفائز بالمركز الأول قائلاً “مشاغب يعد من اكثر الهجن تحملا للمسافة، ومن اسرع الهجن التي امتلكها. بدأت ركوب الهجن منذ سن السابعة، ومنذ ذلك الوقت اجتهدت في تطوير قدرتي على ركوب المطي، وأصبحت اشارك في سباقات كثيرة للهجن بالدولة وحصلت على عدد كبير من المراكز المتقدمة”.

وعن السباق اكمل البلوشي “يعتبر هذا الماراثون من أصعب السباقات التي خضتها، لكونه سباقا للقدرة، وسباق يختبر مدى قوة احتمال الراكب والمطية، ويحتاج إلى تدريبات مكثفة. بدأت بالتدريب منذ أشهر، وكنت أحث “مشاغب” على العدو لمسافة 50 كم بين يوم وآخر ليتعود بذلك على المسافات الطويلة، ومن ثم، بدأت بتدريبه على السرعة، وحرصت على العناية به بشكل خاص لأنني كنت متوسما به للفوز وحصد المركز الأول في هذا الماراثون الذي يعد الأطول. لذا لم أشعر بصعوبة السباق لأن التدريبات آتت اكلها، ولم اتوقف الا بعد عبور خط النهاية. استمتعت كثيرا بإبراز الموروث الشعبي والاحتفال في مهرجان تراثي بمناسبة غالية على قلوبنا”.

وأضاف “شاركت في الأعوام السابقة ولكن لم يحالفني الحظ للنيل من المركز الأول، وما ابهرني في ماراثون هذا العام، بأن عدد المتنافسين إلى خط النهاية كان كبيراً، لذا أمسكت باللثام ولم اتوانى في تشجيع “مشاغب” على زيادة السرعة في اللحظات الأخيرة. وبعد عبور خط النهاية، انتبهت لوجود أخي إلى جانبي واسعدني احرازه المركز الثاني بأجزاء من الثواني. أشكر المنظمين لهذه الإحتفالية وأتقدم بالتهنئة لشعب الإمارات وحكامها”.   

 

جوائز

حصل المركز الأول على سيارة نيسان باترول – الدفع الرباعي والسيف الذهبي، بينا حصل المركز الثاني على جائزة نقدية بقيمة 70 الف درهم، وحصل المركز الثالث على جائزة نقدية قيمتها 30 الف درهم. وحصل الفائزون إلى المركز الثلاثين على جوائز نقدية، تشجيعاً لهم على مشاركتهم في حفظ الموروث الشعبي للدولة.

يذكر أنّ الرعاة الرسميين لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، هم الطاير للسيارات ولاندروفر ومطارات دبي وعبد الواحد الرستماني (العربية للسيارات) والقرية العالمية وإذاعة الأولى.