دبي – الإمارات العربية المتحدة، 20 أبريل 2016 – في حلقة خاصة، أسدل الستار على الموسم الثالث من برنامج البيت الذي انتجه وأشرف عليه مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، الذي يسعى دائما لحفظ ونشر الموروث الشعبي بمختلف مكوّناته وأشكاله في دولة الإمارات العربية المتحدة.

جاءت الحلقة الخاصة لتستعرض أجمل اللحظات والمحطات طيلة الأشهر الأربعة الماضية، وأطل الشاعر والإعلامي أحمد البدواواي، ليقدم لكل ذي حق حقّه من الأطراف التي أسهمت في تقديم عمل إعلامي قلّما تجود الأفكار بنظير له، وفي مقدمة هؤلاء ماجد عبد الرحمن البستكي، المشرف العام على برنامجٍ شيّد للشعر بيتًا وللتراث صرحًا عامرًا بالإبداع.

بصمة فزاع

بعد تقرير شامل ومفصل عن حياة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد بن سعيد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، القيادية والشعرية،  قال البستكي: “إن البيت أضفى جمالية خاصة على أمسيات أيام الاثنين في دبي التي أضحت عاصمة الثقافة والفنون والتراث. وأوضح أن الفضل في ذلك يعزى إلى سمو ولي عهد دبي الذي ترك بصمته على كافة تفاصيل البرنامج، والدور المهم الذي لعبه من حيث تفعيل دور الشعر الشعبي في المجتمعات الخليجية، ليثبت من خلالها قدرة القصيدة النبطية على الدخول في منافسة مع مختلف أنواع الفنون بجدارة واقتدار”.

وردًا على سؤال حول جديد البيت في موسمه الثالث، قال البستكي: “حفل البيت بالكثير من المتغيرات هذا العام، حيث أدخلنا إليه نظام التصفيات والدور النهائي لكسر حاجز الروتين وإضافة المزيد من الرونق والألق على فعالياته. ولا ننسى تلك الفقرة الممتعة المتمثلة في ضيف الشلة التي بثت روحًا جديدة إلى هذا الفن الخليجي الأصيل. وعلاوة على ذلك، فقد عمدنا إلى استقطاب المزيد من الأسماء الجديدة إلى الحكام لتعزيز عملية الاختيار. لقد كان هاجسنا على الدوام البحث عن الأجمل والأفضل، الأمر الذي انعكس بالإيجاب على حجم المشاركات وجودتها، ما يعني نجاح البرنامج في الوصول إلى غايته ونجاح رسالته”.

الاحتفال بالإبداع

كان من أهم ثمار البيت تقديم شعراء متميزين إلى فضاء الشعر النبطي من مختلف أنحاء المنطقة، وحفز المواهب الجديدة على الدخول في المنافسة على قدم المساواة مع أبرز الشعراء وأقدرهم، لاسيما وأن البيت أوجد حلبة مفتوحة للتنافس ترفع شعار النزاهة. وكان هذا رأي سلطان بن بندر الفائز بفقرة نبض الصورة الذي عقّب على فوزه بالقول: “سعدت بالفوز الأول بعد أن تم اختياري من بين عدد هائل من المتنافسين وصل عددهم إلى الآلاف، وكانت فرحتي لا توصف عندما حالفني الحظ للفوز على صفوة الصفوة في النهائي الذي كان الأصعب، لاسيما وأن الصورة الأخيرة كانت شبه صامته، وهنا كان مكمن التحدي”.

وأضاف أن لقب شاعر الصورة هو الانطلاقة الحقيقية، وتمنى من الجيل القادم منح الموروث روحًا جديدة، من خلال المشاركة في برنامج البيت الذي أوجد مساحة للشعر والشعراء من مختلف طبقاتهم، والاستفادة من نقد تقييم اللجان وتعليقات أعضائها.

أما البحريني الحارث وازع الفائز بفقرة الشطر فقال إن شعورًا غريبًا لا يوصف تملكه عند الإعلان عن فوزه الأول، وكان جل تركيزه ينصب على تقديم فكرة فريدة بعيدة عن معهود الكلام، منوهًا إلى أن الفوز باللقب وضعه تحت المجهر لتحمل المسؤولية. وحول رأيه بالبرنامج، قال: “إنه يمثل خدمة مجانية لمحبي الشعر، وفرصة ذهبية فريدة للاستفادة من الزخم الشعبي العام الذي أحدثه البرنامج على مستوى المنطقة. لقد كان الشطر الأخير قويًا للغاية، وكان الرد عليه صعبًا، لكنني تعاملت معه كنوع من المحاورة مع قائله، وحاولت إكمال نصف الشطر بادئًا بالنفي للتأكيد على فحواه”.

روح الفريق

وعلى صعيد متصل، أكد ماجد البستكي على حقائق ترسخت خلال مسيرة البرنامج، وقال: “عمدنا إلى تجميع الأفكار والرؤى والمقترحات باستمرار، واستقاء الملاحظات بحرص واهتمام من خلال البقاء على تواصل مع المتابعين والمشاركين، والوقوف على آرائهم. وكان الهدف من ذلك كله، خدمة البرامج وتطويره المستمر، لنحظى بقبول ورضا القاعدة الواسعة من جماهير البيت خصوصاً بعد أن تضاعفت المشاركات هذا الموسم بالمقارنة مع الموسم الماضي”.

من جهته أشاد البدواوي بغزارة مشاركة الشباب في برنامج البيت، واستحواذهم على مقاعد الفوز في النهائي الأول والثاني، ممهدًا الطريق لهم نحو النجومية بعد أن أوجد حراكًا شعريًا طوال أيام الأسبوع. وحول آلية اختيار الصورة والشطر، اعترف البستكي بجسامة التحدي الكامن في هذه المسألة، مشيرًا إلى أن اختيار الصور كان يبنى على تنوع الأفكار بطريقة مدروسة لكي تحظى بإقبال واسع وصدى طيب في أوساط الجمهور، فالصورة الأخيرة كانت معطياتها قليلة ولكنها واضحة المعالم.

تنوع المدارس الشعرية للحكام

أظهر تقرير خاص عن لجنتي التحكيم لفقرتي الصورة والشطر مدى تنوع المدارس الشعرية التي ينتمي إليها الحكام، كل ذلك من أجل خدمة المشاركين. وكشف التقرير عن الحالة الشعرية والتفاعل مع البرنامج إلى حد كبير. وعلى الرغم من اختلاف الأذواق الشعرية، وحد حب الشعر بينهم، لتمهيد الطريق نحو رؤية جديدة أوجدها البيت.

ووراء الكواليس، كانت تبذل جهود جبارة كل يوم اثنين، مع وجود اتفاق على آلية معينة على التقييم وفق خمسة مستويات من دون إظهار أسماء المشاركين. ومع أن الآلية بسيطة وواضحة، تجلت الصعوبة في زيادة عدد المشاركات. وحرصًا على إعطاء الفرصة المناسبة لكل مشارك، كان البستكي يتابع بنفسه تقييم كافة المشاركات. وبهذه الطريقة، أوجد البيت مدرسة جديدة تجمع بين الكلاسيكية الرمزية، وأعاد الروح الطبيعية للنقد على الساحة الشعرية.

وفي تقرير آخر عن فريق البرنامج والعمل من وراء الكواليس، ظهرت غزارة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وإسهامها في تعزيز علاقة الملايين ببرنامج البيت والشعر النبطي، لاسيما وأن هذه الوسائل تمكنت من احتواء تفاصيل حياة كافة الأطراف ذات الصلة بالبرنامج، والمزج بين مختلف المكونات التقليدية والمعاصرة، وإتاحة المجال أمام الشعر لمواكبة تقنيات العصر.

فاطمة البناي تكرم الفائزين

أهدى الشاعران الفائزان قصيدتين جميلتين تغنيا فيهما بأمجاد دبي وباني نهضتها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، والدور الكبير الذي يقوم به سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد بن سعيد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، في مختلف قطاعات الحياة بالإمارة.

وقبل أن تنثر الحلقة مسك الختام، كان الفائزان على موعد مع فاطمة البناي، مدير المكتب الإعلامي في مركز حمدان بن محمدان لإحياء التراث، حيث قامت بتكريم الفائزين بتقديم الجائزتين الماليتين لهما بواقع مليون درهم لكل فائز، والإعراب عن شكرها لكل من أسهم في نجاح هذا الموسم.