[دبي – الإمارات العربية المتحدة، 1 مارس 2016] – الحلقة التاسعة من برنامج البيت كانت زاخرة بالإبداع، وأدخلت الفرحة إلى قلوب الفائزين بعد أن تنوعت خيارات لجنتي التحكيم وضيف الشلة، وكأن حالها يقول: لكل مبدع نصيب في “بيت الإبداع”. ومن بين المجريات اللافتة خلال الحلقة إجماع ثلاثة من حكام لجنة الشطر على رأي واحد لاختيار الشطر الفائز، في حين قرر ضيف الشلة اختيار فائز آخر.

وقال سعادة عبدالله حمدان بن دلموك، الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث: “إن البرنامج الذي ينتجه مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث يكشف عن أبعاده الإبداعية في كل حلقة، وتؤكد لجان الفرز والتحكيم في الفقرتين أن جودة المشاركة تتعزز من موسم إلى آخر، وهذا ما يظهر في الحلقات المتتالية. وسنحرص على التجديد باستمرار للارتقاء بمعايير المنافسة وإحياء تراث الشعر النبطي على امتداد رقعة الوطن العربي، ونستقبل مشاركتهم ونكرم إبداعاتهم”.

 

ويوافقه الرأي عضو لجنة تحكيم الشطر مبارك آل خليفة الذي أكد على حقيقة أن البرنامج قطع شوطًا كبيرًا في تحقيق أهدافه من خلال ما يحدثه من أصداء طيبة تجسدت في المشاركات الجيدة، ويتوقع ارتفاع المستوى في الحلقات السبع القادمة.

وقال محسن آل مهذل الفائز بشطر الحلقة السابقة إنه شارك في جميع المواسم، ولم يفقد الأمل في الفوز، لأنه ينتمي إلى أسرة من الشعراء، ووعد بمواصلة المشاركة حتى الحلقة الأخيرة. من جهة أخرى، أثنى الفائز بنبض الصورة سعود بركات المطيري على البرنامج لما يقدمه من خدمات جليلة للشعر والشعراء بطريقة وصفها بالسلسة. وأضاف أن مشاركاته بدأت من الموسم الثاني، لكنه يتابع البرنامج من الموسم الأول.

 

لجنة نبض الصورة

 

قال أعضاء لجنة تحكيم نبض الصورة أن العديد من الشعراء نجحوا في قراءة الصورة جيدًا بتجاوزهم المكونات الظاهرة، فمن المعروف أن الدراجة مكانها الحدائق أو اليابسة، لكن الدراجة ظهرت في هذه الصورة على الشاطىء، وفتحت الباب أمام الشعراء لفك طلاسم اللغز المحير. وبعد عرض 12 شطرًا، طلب من أعضاء لجنة التحكيم ترحيل ستة منها. وبعد الانتهاء من هذه العملية، اختارت اللجنة الوصيف الأول فهد مطلق الحيدان، لأنه تمكن من إقامة حوار بين الطفل وأبيه، يفهم منه بثّ الحماسة والثقة بالنفس، عندما قال:

 

(البحر) لو ما يحبك … ما يصير (مرايه)!!    من يلومك …لا وقفت وصرت “شايف نفسك”؟!

 

واختارت اللجنة بيتًا كلاسيكيًّا بعد أن تمكن ناظمه من التفوق على الطابع الرمزي، لما حمله من مشاعر أضفت أبعادًا على البيت، فكان الوصيف الثاني فهد محمد الهاجري الذي برع في الجمع بين بزوغ فجر الشباب وحكمة الكبار في بيته الذي قال فيه:

 

يجي لك وقت تكبر صورتك في الما … وياخذني      عجل دورات الأيام  …. وتجي للشاطي ل حالك!

 

وعندما قررت اللجنة اختيار الفائز في هذه الحلقة، فقد اتفق الأعضاء على ترجيح كفة استخدام الاستعارة التي وصفت بأنها فن في حد ذاتها، مع أنه كان مفعمًا بالحزن والحنين إلى الأيام الخوالي من خلال الإلمام بالتفاصيل الصغيرة، وكان مبدع البيت الفائز محمد منصور الشن الذي انضم إلى قائمة الفائزين بفقرة نبض الصورة تقديرًا لبيته المبدع:

 

(من كثِر ما ه المكان يذكّره “بالغايبين”   فلّ “فلم الذكريات” وطاح قلبه: في يده)

 

وقبل اختتام الفقرة، تم عرض الصورة الثانية التي ظهرت فيها فتاتان تعزف إحداهما على الكمان، وهي تهدي ابتسامتها إلى صديقتها التي بادلتها الابتسامة، ليطغى الأمل على مكونات الصورة، وكأنهما تجسدان الأمل، وتنثران الإيجابية في أرجاء المكان من حولهما.

مسابقة الشطر

كما جرت العادة في مثل هذه الفقرة، بدأت الأشطر تتدفق على الشاشات أمام أعضاء لجنة التحكيم لإكمال شطر المسابقة (تكسب المستقبل اليا من فهمت الماضي)، وفي الجولة الأولى، تم ترحيل 11 عجزًا، ووصل منها إلى الشاشة الذهبية:

 

1.    مثل كسب الآخرة لا من عرفت الدنيا

2.    لا توقف عند نقطة (.) تقدر تعديها

3.    كل حاضر ينبني عزه على ماضيه

4.    يا عسى مستقبلي مثل ما هو ماضيي

 

وفي الجولة الثانية، تمكنت اللجنة من ترحيل 9 أشطر، واختاروا منها الأربعة التالية لترحيلها إلى الشاشة الذهبية:

1.    السهم لا بد يرجع خلف .. قبل إطلاقه

2.    تعرف ان مستقبلك احيان ماضي غيرك

3.    تستطيع تحوله من مستحيل لـِ ممكن

4.    لا تضيع قيمة سنينك بحجة “فاتت”

وفي الجولة الثالثة والأخيرة، حالف الحظ 11 شطرًا تم اختيارها من لجنة التحكيم، لكنهم انتقوا منها أربعة وفق ما تقتضيه مجريات البرنامج، وهي:

1.    الحياة أبسط من أنك ما تغامر فيها

2.    لا تقول القادم أجمل وانت مانت بقادم

3.    فكرة التغيير (دايم) تصنع المستقبل

4.    الخطا عادي .. لكن العيب في تكراره

 

وعندما طلب من أعضاء اللجنة “تنقية” اختياراتهم، بادر نايف الرشيدي باختيار الشطر القائل (السهم لا بد يرجع خلف .. قبل إطلاقه)، ووافقه على ذلك محمد المر. وكان لمدغم أبو شيبة رأي آخر عندما اختار الشطر (الحياة أبسط من أنك ما تغامر فيها)، بينما كانت لمبارك الخليفة كلمة الفصل عندما وافق زميليه الأول والثاني، ليتم بعد ذلك الإعلان عن مبدعه، وهو الشاعر عايض الهاجري.

 

ويعود إجماع اللجنة على هذا الشطر لحقيقة قيام الشاعر بتقديم صورة بلاغية دقيقة تشرح المعنى الأساسي للشطر موضوع المسابقة، مشيرين إلى أن هذا النمط استخدمه كبار الشعراء العرب، وقدموا أمثلة على ذلك من شعر المتنبي.

 

أما ضيف الشلة منصور الدوسري فقد رأى الإبداع في الشطر القائل (لا توقف عند نقطة (.) تقدر تعديها) للشاعر علي الصقري.

 

ضيف الشلة

 

استضافت الحلقة التاسعة الشاب المبدع منصور الدوسري من دولة الكويت الشقيقة، وفي لقاء معه شبّه الشلة بمثابة السكر بالنسبة إلى الشاي، لأنها تضفي الطعم على الشعر. وعندما سئل عن البرنامج قال إن فكرته فريدة من نوعها، لأنها مبتكرة وابتعدت عن التقاليد لأنه يمتاز بالتفرد في جميع فقراته.

وشدا الدوسري بقصيدة (واجب الصحبة)، وهي من كلمات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد بن سعيد آل مكتوم ولي عهد دبي، وكانت مليئة بالنصائح للشباب، وجاء فيها:

 

صاحِبْك لامِن حَاد عن دَرب الصوَاب – مِن وَاجِـب الصُّحْبَـه عليـك تْصَـارحـه

لا يِـدْفَعِـكْ لمجَامـلــهْ طيْــش الشبــاب – وِتْقـول لـي بَعْـض الصرَاحَـه جَارحَـه

يفْتَح عليـك مْـن المِشَـاكِــل ألـف بَـاب – وِتْحِـــس بالضيْقَـــه وِنَفْســـه فَارحَـــه

خِيْل المِجَامَل تَركض فْـ سِرب الخَرَاب – الضَّــاويـه تطْلَـع فـي وَجْـه السَّارحَـه

وِان ذِقْت باكر مِـن صِدَاقَتْـه العَـذاب – تَــراك تَحْصِـــد مـا زِرَعْـــت البَارحَـه