دبي، 25  يناير 2017 : قطع المشاركون في النسخة الثالثة من “رحلة الهجن الإستكشافية” نحو 250 كيلومترا من أصل المسافة المقررة لمدة أسبوع واحد والتي تبلغ حوالي 350 كيلومترا، بينما بدأت القافلة بالسير على طريق العودة إلى دبي والمقرر بتاريخ 27 يناير الجاري، حيث ستحط القافلة رحالها بالقرية التراثية بالقرية العالمية في دبي.

وبهذا الصدد، علق قائد الركب في القافلة السيد/ خليفة بن سبعين، بأن الرياح جرت بما تشتهي السفن بالرغم من بعض التحديات الجوية ما أدى إلى تغيير المسارات بين تارة واخرى، وعن المشاركين قال “التعاون للعمل بروح الفريق الواحد كان من أهم الدروس المستخلصة من هذه الرحلة، فالجميع تميز بحسن الإنصات واتباع وتطبيق جميع التعليمات والنصائح والإرشادات الهامة سواء حول البقاء في مسار واحد، أم في التعامل مع المطية أو اداء واجباته، فكل فرد لديه عمل ومهام يقوم بها بشكل يومي، إلا أن مقدرة الفرد على التحمل تشكل الامتحان الأساسي الذي اجتازه الجميع بجدارة”.

ترجمة الموروث

علي حسن علي أهلي، شاب إماراتي، أكمل دراسته الجامعية، ويحب التقنيات الحديثة ولم يفكر يوما في ركوب المطية وقال “لم أتوقع في يوم بأنني سأركب المطية أو أسافر على ظهر الجمال لهذه المسافات الطويلة في الصحراء، فمنذ صغري كنت أكثر توجها نحو عالم التقنيات والإنترنت بالرغم أنني أحب الصيد بالسلق، وبتشجيع مستمر من والدتي، قررت خوض التجربة هذا العام. من الساعة الأولى لركوب المطية في مكان التدريب، عقدت العزم على إتقان ركوب المطية وزادت رغبتي في السفر مع القافلة لإستكشاف الصحراء والتخييم في المعسكرات”.

وأضاف “بالطبع، كنت أفكر بالإنسحاب من المشاركة إذا الأمر لم يستهويني ولكن بعد مضي أيام من الرحلة، بدأت أفكر ملياً بإمتلاك ناقة خاصة بي، وتشجيع أصدقائي للتعرف على تراثنا الذي يتوجب علينا الإفتخار به فالتجربة ثرية وأشعرتني بالراحة النفسية والطمأنينة وعلمتني الصبر وقوة التحمل”.

 

من كاليفورنيا إلى صحراء الإمارات 

ووصف الأميركي مايك القادم من كاليفورنيا، هذه التجربة بالسفر عبر الزمن والعودة إلى الطريقة التي كان العرب يعيشون فيها بالصحراء ويمتطون الجمال، وقال: صديقي شارك في النسخة الماضية، وأخبرني عن الأمر، وقمت بالتواصل مع مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث حتى جاءت الموافقة وكان الأمر بمثابة مفاجأة سارة لي”.

وأضاف “التجربة مميزة وفريدة من نوعها، احتجت إلى يومين للتدريب على امتطاء الناقة، ونجحت بعد ذلك بالتأقلم سريعا، واستمتع حاليا بالرحلة واكتشاف المعالم الخلابة.

مشاركة مصرية

وتحدثت المصرية لبنى علي الحلواني التي تقطن هنا منذ ثلاث سنوات وتعمل كمدربة لياقة خاصة، وقالت “حصلت على العديد من الجوائز في مجال تدريب اللياقة البدنية سابقا، وامارس العديد من أنواع الرياضات وأشارك في سباقات الخيل، لكن هذه التجربة مختلفة كليا، لم أتخيل إنني سأشارك في أمر كهذا سابقا، هنا تعلمت الكثير من التجارب المرتبطة بالرياضات التراثية والإمارات فتحت لي أبواب المعرفة بهذه الأنواع من الرحلات المختلفة عن أي أمور أخرى”.

مشاركات من فرنسا

نساء فرنسيات شاركن في الرحلة، احداهن شاركت العام الماضي. وتحدثت الفرنسية آن لينيه، وقالت “إنها تجربة تحصل مرة واحدة في العمر، الحياة تتغير دائما ويجب الخوض في تجربة مثل هذه، فهي تجعلك ترتبط مجددا بالطبيعة والحيوان، وتكتشف المعالم المميزة في الدولة بأسلوب مختلف كليا عما اعتدنا عليه حيث استحوذت التكنولوجيا على حياتنا، فيما هنا عدنا إلى جوانب تراثية وحقيقية”.

وتابعت “سأحاول المشاركة مرة أخرى العام المقبل، وسأدعو المزيد من أصدقائي للمشاركة وكسب هذه التجربة التي تغير الكثير من مفهوم الحياة كليا، وتمنحك رؤية مختلفة للصحراء والجمل”.

وقالت شارلوت سارازين المشاركة التي أكتسبت خبر واسعة من مشاركة العام الماضي “هذه مشاركتي الثانية في تجربة رائعة للغاية وفرصة للتعرف على العادات والتقاليد هنا، وأسلوب الحياة القديمة، تعلمنا كيف الناس عاشوا في سابق الزمان قبل التطور الحضاري، وبالنسبة لي تعلمت كيف أتناول الطعام بيدي، وكيف اروض الجمل ليتعرف علي وكيف أطعمه، وتعلمت الكثير من الكلمات العربية، كما أن التخييم بحد ذاته في الصحراء والجلوس حول النار في الليل جميل للغاية”.

وتابعت شارلوت “استمتعنا بوقتنا، والكل تشارك حكايته من مختلف الدول خصوصا مع المشاركة من جنسيات مختلفة، حيث نلتقي جميعا هنا في الإمارات، وكان الأمر الأكثر روعة إغلاق الهاتف المتحرك، والخلو بنفسك لبعض الأيام”.