[دبي – الإمارات العربية المتحدة، 23 يناير 2016] – كان يوم (الجمعة) اليوم قبل الأخير من بطولة فزاع للرماية المفتوحة للجنسين (السكتون) التي ينظمها ويشرف عليها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث. وشارك في هذا اليوم ما يقرب من 100 فريق يتكون كل واحد من مشاركين اثنين، ليصل إجمالي عدد المنافسين في فئة “إسقاط الأطباق” إلى 200 شخص.

 

وكان يطلب من كل متسابق تجهيز بندقيته قبل إطلاق النار على خمسة أطباق يبعد الواحد 50 مترًا، مع توفير خمس طلقات لكل مشارك، أي بواقع 10 طلقات للفريق، في حين ظل أفضل وقت للتصويب منذ الدورة السابقة يحوم حول مدة قدرها سبع ثوان.

 

وقالت سعاد إبراهيم درويش، مدير إدارة البطولات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث: “لقد دفعنا الإقبال المتزايد على البطولة إلى إعادة النظر في الكثير من الترتيبات، سواء من حيث إدارة البطولة وتنظيمها ومتابعة المشاركين وتقييم أدائهم، أو ما يتعلق بالجانب الفني لفرض المزيد من التحدي على اللاعبين. ويمكن القول إن الحجم الهائل من المنافسين في الفئات جميعها فرض تحديًا غير مسبوق لإدراج كافة أسماء الراغبين في المشاركة، وإيجاد مدة زمنية مناسبة لكل مشارك من دون استبعاد أي حد خلال الفترة الزمنية المخصصة للتسجيل. إنني على يقين تام أن ختام البطولة سيكون رائعًا ويستحق المتابعة من كافة الهواة والمحترفين”.

 

وكانت هناك أربع جولات تأهيلية خلال اليوم، حيث وصل العدد المتأهل بعد المرحلة الأولى إلى خمسين، ثم اختزل العدد إلى 25 فريقًا، وفي المرحلة الأخيرة من التصفيات وصل العدد إلى 12 فريقًا متأهلاً سيتنافسون في النهائي اليوم (السبت) في تمام الساعة الثانية من بعد الظهر.

وفي اليوم النهائي لبطولة فزاع للرماية المفتوحة للجنسين ببندقية السكتون سيشارك 25 متنافسًا من الرجال المتأهلين لنهائي منافسة الهدف الثابت، و 20 من الناشئين، بينما ستشارك 25 امرأة، في حين لن يشارك كبار السن من الذكور في هذه التصفيات.

 

وقال محمد عبدالله بن دلموك، مدير شؤون الدعم المؤسسي في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث: “سنتبع طريقة جديدة لترتيب الأطباق الخمسة، حيث لن يتم عرضها في تشكيل مستقيم، بل على شكل دائرة، ما يعني أن طريقة الرماية ستكون مختلفة وأكثر صرامة. وكان أفضل زمن تم تسجيله في العام الماضي سبع ثوان، وتمكن فريق جاء في المركز الثالث في العام 2015 من تسجيل نفس الزمن. صحيح أننا وصلنا إلى المستوى ذاته، لكننا نتطلع إلى التطوير المستمر لفرض المزيد من التحدي على المشاركين كل عام، من أجل الارتقاء بمستوى بطولتنا”.

 

وأضاف بن دلموك: “تكتسب رياضة الرماية المزيد من الشعبية والإقبال، وسنوفر لممارسيها كافة أشكال الدعم. لقد شارك معنا رماة من المملكة العربية السعودية ودول أخرى، وبدأنا نرى جنسيات مختلفة تشارك بها، علمًا بأن الكثيرين منهم لم يخضعوا للتدريب إلا خلال الشهر الماضي، مع أن الفوز يحتاج إلى التدريب والممارسة طوال العام”.

 

وأضاف محمد عبيد المهيري، رئيس اللجنة المنظمة للبطولة: “لقد حقق المشاركون نتائج متقدمة، لكننا نأمل مستوى أفضل في التصفيات النهائية التي سيشارك بها أفضل 12 فريقًا. وسيكون لدينا نوع جديد من الأهداف، ولن يكون الأمر شاقًا جدًا، لأن الرماة يتمتعون بقدرات جيدة للغاية، وحققوا حتى الآن أوقاتًا سريعة جدًا. إننا نستخدم نفس الهدف على مدى السنوات السبع الماضية، وقمنا تغييره لزيادة مستوى التحدي على جميع المشاركين في التصفيات النهائية”.

 

وكان المتنافس علي سعيد سالم الكعبي من الإمارات مشاركًا مع شقيقه سيف في أحد الفرق المشاركة في هذا اليوم، علمًا بأن علي يشارك منذ السنة الأولى في هذه البطولة. وقال معلقًا: “أعرب عن سعادتي الفائقة إزاء أدائنا اليوم. وأعتقد أن كل من يشارك في بطولات فزاع سيخرج سعيدًا مهما كانت النتائج التي يحققها. لقد كانت بطولة هذا العام فريدة من نوعها، لأنها شهدت تحطيم أرقام قياسية سابقة، وكانت المنافسة قوية من الفرق. ويبدو أن المنافسة تزداد حدة وصعوبة كل عام، وتصل إلى مستوى أعلى، ما يعني ضرورة الاستعداد من خلال التدريب والممارسة، علمًا بأن الحظ يلعب أيضًا دورًا في ذلك”.

 

وأضاف أخوه سيف: “تحتاج هذه الرياضة إلى ضبط النفس، وإجادة التعامل مع السلاح والذخيرة، والتدريب في بيئة مماثلة. وإضافة إلى الرماية، نمارس هوايات كثيرة مثل الصيد بالصقور وركوب الهجن، لأن الرياضات الثلاثة تعد الأكثر صلة بتراثنا، وأشجع كافة المواطنين على ممارستها، عملًاً بالقول المأثور: “علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل”. وأتمنى رؤية المزيد من المواطنين في البطولة، خاصة وأن اللجنة المنظمة تقدم كافة التسهيلات كل عام، وليس هناك من سبب يحول دون مشاركة المواطنين فيها، والاستفادة منها لتمثيل بلدنا في أفضل صورة ممكنة، خاصة وأن المزيد من المشاركة يساعد في رفع مستوى البطولة”.

 

وقال عبدالله بن سعيد الدرعي من سلطنة عمان: “إن الرماية رياضة تراثية في السلطنة تتناقلها الأجيال منذ مئات السنين. لقد بدأت ممارستها وأنا في سن الخامسة، وبدأت الرمي بالذخيرة الحية بعد أن بلغت الخامسة عشرة. وفي العام 2014 حققت المرتبة الثانية في فئة إسقاط الأطباق من بطولة فزاع للرماية، وكنت هذا العام قريبًا جدًا من التأهل للمباراة النهائية من منافسة الهدف الثابت، لكن لم يحالفني الحظ بفارق نقطة واحدة. بالتأكيد كانت البطولة أكثر صرامة هذا العام من حيث نوعية المنافسين، لكنني سعيد جدًا بأدائي اليوم في الفئة التي شاركت بها، وآمل بالوصول إلى المباراة النهائية، خاصة وأنني أتدرب على مدى 6 أشهر قبل المنافسة، وأنفقت ما يقرب من 10 آلاف درهم للاستعداد لمشاركتي في البطولة للمرة السادسة. لقد تفاجأت بالتنظيم الرائع للبطولة، واستخدام النظام الالكتروني لتسجيل وفرز النتائج، وتوظيف الشاشات الكبيرة لعرضها على الفور، وغيرها الكثير من الأجهزة المتطورة”.