[دبي – الإمارات العربية المتحدة، 6 فبراير 2016] – أقيمت أمس الجمعة الموافق 5 فبرايرمسابقة الناشئين ضمن بطولة فخر الأجيال للصيد بالصقور (التلواح) التي ينظمها ويشرف عليها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث . وتضمنت المسابقة المخصصة للناشئين في فئتي “تبع وحش” و “تبع جير حيث شارك فيها 230 من الفتية الصغار الذين حرصوا على استدامة الموروث الشعبي وساهموا في استمراريته وجاءوا برفقة ذويهم لإظهار مهاراتهم في التعامل مع الصقور والتنافس على المراكز المتقدمة في البطولة في منافسات حامية فاقت تلك التي تشهدها الفئات الأخرى..
وباركت سعاد ابراهيم درويش، مدير إدارة البطولات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، الفوز لجميع الأبطال من فئة الناشئين واوضحت “منذ إطلاق البطولات الخاصة بفئة الناشئين ضمن سلسة بطولات فزاع للصيد بالصقور التلواح ونحن نلاحظ مدى اهتمام أولياء الأمور بتدريب ابنائهم لاستدامة الموروث الشعبي للدولة، والسير على نهج الآباء. كما شهدنا في الأعوام القليلة الماضية مدى التزام هؤلاء الفتية الصغار بالنظم والقوانين وتطلعاتهم المحفوفة بالطموح وحب المنافسة والعطاء في سبيل حصد المراكز المتقدمة”
وأضافت “تعتبر بطولات فزاع التي تستهدف مشاركة جميع الفئات في المجتمع أحد أهم العناصر المسببة لاستمرارية واستدامة التراث وغرسه في نفوس الأجيال الصغيرة”.
واختتمت سعاد ابراهيم بتهنئة أولياء الأمور مثمنة جهودهم وسعيهم الدائم لتعليم الأبناء على أحد أبرز الرياضات التراثية النابعة من تاريخ المنطقة.    وقال محمد عبد الله بن دلموك، مدير إدارة الدعم المؤسسي في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث: “تعد فئة الناشئين من أهم الفئات في بطولات الصقور لنشر التراث بين الأجيال، و بمجرد قيام الطفل بحمل الصقر، تتحول الرياضة إلى القيمة المرجوة من البطولة الا وهي تحمل المسؤولية والخوض في مضمار المنافسات، وترى الطفل رجلاً هادئًا وواثقًا من قدراته. إن هذه الهواية تنمي روح المنافسة والطموح وتعلم الإنضباط لدى أطفالنا، وتعلمهم الصبر وتحمل المسؤلية ، والاعتزاز بالهوية الوطنية.”
رقم قياسي جديد للبطولة
كان حمد بن مجرن أحد المواطنين الذي حضروا مع أبنائهم، لكن حضوره كان لافتًا لأنه اصطحب ابنه راشد الذي يبلغ من العمر سنتين فقط، ليس متفرجًا بل كمشارك في المنافسات، وبذلك سجلت البطولة رقمًا قياسيًا جديدًا باستقبالها أصغر مشارك في تاريخها. وقام راشد بإطلاق صقرين بصحبة والده الذي أكد أنه يشجع أبنائه على الاهتمام بالصقور، مشيرًا إلى أن الأبناء يسيرون عادة على درب آبائهم، “ومثلما تعلمنا هذه الرياضة من آبائنا وأجدادنا، فإننا نحث أبناءنا وأحفادنا على السير في الدرب نفسه”.
وأضاف بن دلموك: “نشهد إقبالاً ونموًا ملحوظًا في عدد المشاركين الناشئين، ففي هذه السنة شهدنا مشاركة 230 متنافسًا. إنه من الرائع حقًا أن ترى الصغار من العام الماضي يأتون للمشاركة من جديد، وهم يحملون معهم المزيد من الإصرار والعزيمة لتعزيز خبراتهم”.
فرح وحماسة
في لقاء مع علي أحمد البالغ من العمر 16 سنة، والذي يشارك في هذه البطولة منذ انطلاقها، قال: “إن رياضة الصيد بالصقور متأصلة في العائلة مند القدم، وأنه يستمتع بالهواية بعد المدرسة وخلال الإجازات، بل يجدها أفضل من ألعاب الكمبيوتر، لأنها تتيح له قضاء أوقات ممتعة يكتسب خلالها الكثير من المهارات والصفات الحميدة”.
وتمتلك عائلة علي حوالي 7 صقور، وعبر عن أمله بالفوز، ويأمل أن يشارك في منافسات الكبار في المستقبل. وحول المشاركة في البطولة، قال إنه يحرص على المشاركة بغض النظر عن النتيجة التي قد يحرزها، لأن الفوز يتحقق بالتدريب والمثابرة على المشاركة في البطولات”.
ولوحظ حمدان المهيري البالغ من العمر 10 سنوات يقوم بدور الدعو لأخية أحمد، منوهًا إلى أنه أقوى إخوته صوتاً، وأمهرهم تحكماً بالتلواح، فأسند إليه أبوه هذه المهمة الصعبة، ومع أنه يخضع للتدريب اليومي إلا أنه متفوق في دراسته، ويصحبه والده مع إخوته إلى العزبة، لتتم التدريبات هناك. وأعرب حمدان عن أهمية التدريب ليتمكن من التحكم بالصقر لأنه يعد من الطيور الجارحة.
أما سلطان حمد الكندي البالغ من العمر 8 سنوات، فجاء مع إخوته وأولاد عمومته للمشاركة، آملين بتحقيق الفوز، وهم من المواظبين على المشاركة في بطولات الصقور، لأن هذه الهواية تنتشر بين جميع أقاربه، ويقول: “جميع أفراد عائلتي صقارون محترفون، وقامو بتدريبي وقدموا لي النصائح والتدريبات حتى أصبحت صقارًا، حيث أمتلك 4 صقور من نوع “تبع جير” الآن، وأريد الحصول على المزيد”.
وترتسم الابتسامة على وجه زايد المنصوري ابن الثماني سنوات وهو يتحدث عن صقره “أفلاطون” الذي رباه وهو صغير جداً لتنشأ علاقة قوية بينهما. ويفخر زايد بصقره الآخر “سويد” الذي أهداه إليه أخوه الكبير، ويشعر أنه صقار مهم، ويشارك مع صديقه الذي يحمل اسمه بالمشاركة والتدريب بشكل شبه يومي.
الفائزين
“تبع وحش” للناشئين
فاز في المركز الأول مجرن منصور الكندي بزمن 19.318 ثانية، بينما فاز في المركز الثاني راشد أحمد الكتبي بزمن قدره 19.552 ثانية، وحل ثالثًا أحمد راشد سعيد علي بزمن 20.765 ثانية. وجاءت في المركز الرابع روضة أحمد النعيمي التي سجلت 21.466 ثانية. وفاز في المركز الخامس حمدان عبيد المهيري بزمن 21.568، وفي السادس محمد سعيد المنصوري بزمن 21.708 ثانية، وفي السابع محمد أحمد الكتبي بزمن 22.045 ثانية. وسجل سويدان دميثان سويدان زمنًا قدره 22.072 ثانية ليفوز بالمركز الثامن، تلاه سلطان عبدالله الكتبي في المركز التاسع الذي سجل زمنًا قدره 22.401 ثانية. وكان المركز العاشر من نصيب محمد دميثان سويدان بزمن 22.591 ثانية.
 
“تبع جير” للناشئين
فاز بالمرتبة الأولى زايد سلطان المنصوري بزمن 19.274 ثانية، وفي الثانية أحمد مروان الكندي بزمن 20.249 ثانية، بينما فاز حمدان محمد الكتبي بزمن 20.324 ثانية. وكان الفوز في المرتبة الرابعة من نصيب أحمد عبيد المهيري بزمن 20.388 ثانية، وعاد حمدان محمد الكتبي ليفوز في المرتبة الخامسة بزمن 20.478 ثانية، وفي السادسة فاز عيد محمد المنصوري بزمن 20.596 ثانية، وفاز في السابعة أحمد راشد سعيد علي بزمن 20.744 ثانية. وتمكن مبارك راشد الكندي من الفوز في المرتبة الثامنة بزمن 20.756 ثانية، تلاه كل من راشد نواف المطروشي وحمدان عبيد المهيري اللذان فازا بالمرتبتين التاسعة والعاشرة بزمن 20.900 و 20.972 ثانية.
وتجدر الإشارة إلى أن البطولة تفتح المجال أمام مواطني مجلس التعاون الخليجي يومي السبت والأحد قبل انطلاق منافسات الطائرة اللاسلكية للشيوخ يوم الاثنين الموافق للثامن من فبراير الجاري. وبعدها ستخصص الأيام الأربعة المتبقية من 9 إلى 12 فبراير لنهائي التلواح ومنافسات العامة للطائرة اللاسلكية قبل بدء منافسات فئتي “النخبة فرخ” و “النخبة جرناس”، لتكون خاتمة هذا المهرجان التراثي مع نهائي الطائرة اللاسلكية للشيوخ والعامة.