بهدف التوعية باتفاقية اليونسكو في مجال صون التراث الثقافي غير المادي

دبي،24 أكتوبر 2015: تنطلق اليوم (الأحد 25 أكتوبر) فعاليات ورشة العمل المشتركة التي يقيمها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو)، وذلك في فندق انتركونتيننتال فستيفال سيتي، دبي.

وتقام الورشة، التي تحمل عنوان “تنفيذ وتطبيق اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي على المستوى الوطني”، على مدار خمسة أيام من 25 – 29 أكتوبر 2015 بحضور 26 مشاركاً. وتهدف إلى مساعدة المشاركين على اكتساب فهم واسع عن الأنشطة المحتملة المتعلقة بتطبيق اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي للعام 2003. كما ترمي الورشة إلى الخروج بفهم واضح للاتفاقية وتوجيهاتها التنفيذية، وما هي التعهدات والالتزامات الواجب اتباعها من قبل الدول المصدّقة على الاتفاقية والسبل الممكنة لتطبيقها، مع التركيز على صون التراث الثقافي غير المادي كرسالة رئيسية.

وتعليقاً على انطلاق فعاليات ورشة العمل، قالت الدكتورة أمينة الظاهري، مدير إدارة البحوث والدراسات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث:” تأتي هذه الورشة تتويجاً للمحادثات التي أجراها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث مع منظمة اليونسكو العالمية، بعد الزيارة التي قام بها وفد من المركز في شهر أكتوبر 2014 إلى مقر المنظمة في باريس. إذ تم الاتفاق على العمل المشترك بين المنظمة وبين مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث بهدف تعزيز العمل التراثي للمركز ضمن إطار عالمي ومعايير دولية معترف بها.”

وأضافت الدكتورة أمينة: “ستتناول هذه الورشة بنود اتفاقية 2003 التي تُعنى بصون التراث الثقافي غير المادي، وستوضح المفاهيم والممارسات المنوطة بها، فضلاً عن توفير الخبرة والمعلومات اللازمة وتبادل تجارب الدول في هذا المجال. وتمثل هذه الورشة خطوة إيجابية للمركز والعاملين فيه وستكون باكورة دورات مستقبلية أخرى في هذا المجال.”

وقال الأستاذ الدكتور هاني هياجنة، أحد المدربين والخبراء المعتمدين لدى اليونسكو، وأستاذ الدراسات الحضارية في كلية الآثار والأنثروبولوجيا في جامعة اليرموك: “ستوفر الورشة نظرة إجمالية عما يمكن القيام به من ممارسات بهدف الإسهام في صون التراث الثقافي غير المادي، وطرق العمل على تطبيق الاتفاقية على المستوى الوطني، الذي يعني في المقام الأول العمل على صون التراث الثقافي الموجود.”

وقالت الخبيرة الميسرة الأستاذة الدكتورة آني طعمه تابت، أستاذة في قسم علم الاجتماع والأنثروبولوجيا في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية – جامعة القديس يوسف في بيروت: “ستحدد الورشة مفهوم التراث الثقافي غير المادي وكيفية حصره. كما ستناقش مسألة رفع مستوى الوعي بشأن هذا التراث وإشراك المجتمعات المحلية أو الجماعات المعنية في أي نشاط يتعلق بتراثها الثقافي غير المادي والعلاقة بين التراث الثقافي غير المادي والتنمية المستدامة وعملية الصون. بالإضافة إلى عرض ومناقشة التوصيات التي تضمنتها الاتفاقية والتوجيهات التنفيذية بشأن وضع وتطوير السياسات وإنشاء المؤسسات في مجال التراث الثقافي غير المادي، كما ستقدم لمحة عامة عن الترشيحات والتعاون والمساعدة على الصعيد الدولي.”

وستتطرق الورشة أيضاً إلى تحديات الصون المختلفة، آخذة بعين الاعتبار عدم وجود وصفات جاهزة تسمح بالتصدي للتحديات العديدة عند تطبيق الاتفاقية. فالتراث الثقافي غير المادي الموجود في مختلف بقاع العالم يتسم بتنوعه البالغ، ولعملية صونه سياقات تختلف باختلاف البلدان والمناطق والمجتمعات المحلية والجماعات، هذا فضلاً عن أن منظور المجتمعات المحلية أو الجماعات قد يختلف أيضاً اختلافاً كبيراً عن منظور الخبراء.

وسيحاضر في الدورة الأستاذة الدكتورة آني طعمه تابت، الحائزة على درجة الدكتورة من جامعة القديس يوسف في بيروت – كلية الآداب والعلوم الانسانية – ولها منشورات في مجال التراث الثقافي غير المادي. وشاركت بتيسير عدد من ورش العمل التدريبية لتنفيذ اتفاقية حماية التراث الثقافي غير المادي (2003) في لبنان والأردن وقطر والعراق وأبوظبي، وقدعملت الدكتورة آني طعمه تابت كخبير مستقل ممثل للمنطقة العربية 5b في الهيئة الاستشارية للاتفاقية في عامي 2013 و2014.

وإلى جانب الدكتورة آني، سيحاضر الأستاذ الدكتور هاني هياجنه، الحاصل على درجة الدكتوراة من جامعة برلين الحرة – كلية الدراسات الثقافية والتاريخية – ﺃﻠﻤﺎﻨﻴﺎ، ومؤلف كتاب “التراث الثقافي غير المادي: الآفاق والتحديات”، كما أنه من فريق المدربين الدوليين المعتمدين في حقل التراث غير المادي لدى منظمة اليونسكو،  وأدار ورشا تدريبية في هذا الحقل في دول عربية مختلفة، وكان عضوا محكما في اللجنة الدولية الحكومية لليونسكو  لصون التراث الثقافي غير المادي. فضلاً عن السيدة سماء مصطفى من منظمة اليونسكو، الحائزة على شهادة الماجستير في الأنثروبولوجيا الاجتماعية.