انطلقت صباح يوم أمس الخميس 2 ديسمبر النسخة الخامسة لبطولة نادي الشارقة للصقارين “التلوح” 2021، التي يتم تنظيمها بالتنسيق والدعم الفني اللامحدود من الشريك الاستراتيجي مركز حمدان بن محمد بن لإحياء التراث، في إطار حرص المركز على نشر وتعزيز الموروث الشعبي وهذا النوع من الرياضات التراثية على أقصى نطاق في دولة الإمارات العربية المتحدة. 

وغلفت الأجواء الاحتفالية انطلاقة النسخة الخامسة، كونها تتزامن مع اليوم الوطني الخمسين لدولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال تبادل التهاني بين المشاركين والترتيبات الأنيقة بموقع المنافسات الذي تزين بأعلام الدولة. وتشهد النسخة الحالية مشاركة قياسية مع تزايد أعداد المشاركين بشكل مضاعف منذ تدشين الحدث للمرة الأولى قبل خمس سنوات، حيث يتوقع أن يتجاوز العدد 600 طيراً على خطى ما حققته البطولة من نجاح في العام الماضي رغم ظروف جائحة فيروس كورونا المستجد.

وتقام المنافسات لمدة 4 أيام في منطقة مليحة بالشارقة، بإقامة أشواط للفئتين المفتوحة للمتسابقين من دبي وأبوظبي والدوليين، والمحلية للمتسابقين من الإمارات الشمالية.

وأكد راشد الخاصوني، مدير إدارة البطولات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، أن نجاح بطولات فزاع للصيد بالصقور التي ينظمها المركز، جعلته يسعى للمساهمة في نشر هذه الرياضة التراثية على نطاق واسع على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، ليوصل دعم نادي الشارقة للصقارين في الحدث الذي من شأنه أن يساهم في تعزيز الموروث الشعبي ومنح الفرصة لأكبر قدر ممكن من الصقارين بالمشاركة من خلال الوصول إليهم في مناطق مختلفة وتوقيت يشكل محطة مهمة للتحضير قبل انطلاق بطولات فزاع الرئيسية نهاية الشهر الجاري. 

واعتبر عبد العزيز بن سلطان آل علي، نائب رئيس مجلس إدارة نادي الشارقة للصقارين، أن مواصلة دعم مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، كان له بالغ الأثر في هذا النجاح الذي يحصده الحدث عاماً بعد عام، سواء من خلال ارتفاع المستويات أو زيادة الأعداد، علماً أن النسخة الحالية تشهد مشاركة قياسية مع الإقبال الكبير على تسجيل الطيور وتركيب الحلقة الذكية، علماً إنه سيتم إجراء القرعة على الصقور هذا العام وليس المشاركين في الخطوة التي قمنا بها استثناءً العام الماضي بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد. 

مشيراً أن هذه النسخة شهدت سهولة في التحضير من ناحية التواصل بين اللجان والمنظمين، كما تم توفير مواقف السيارات المشاركين بالقرب من شاشة العرض الرئيسية في موقع الحدث، لتمكينهم من مشاهدة زملائهم أثناء السباق، من دون أن يفوته التوجه بالشكر إلى جميع المشاركين لإبدائهم التعاون والتفهم لقوانين البطولة، وذلك بفضل الرسائل والمعلومات التي تم إيصالها إليهم مسبقاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي لنادي الشارقة للصقارين، إضافة إلى الدعم الإعلامي الذي يقدمه مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث. 

وأعرب الصقارين المشاركين عن ارتياحهم للأجواء الحماسية التي شهدتها البطولة في اليوم الأول، وقال شخبوط علي سعيد الكعبي، القادم من دبي، بأنه يشارك للمرة الثانية في البطولة، مستبشراً بأداء طيره الذي نجح في قطع سرعة قياسية بلغت (400: 16) ثانية، على الرغم من إنه لم يكن جاهزاً لخوض هذا السباق، لكنه متفاءل بهذا الطير الذي سبق وحقق بطولات سابقة، حيث حصل على المركز الأول في أحد دورات هذه البطولة، وحصد المركز الأول أيضاً في بطولة فزاع لصيد الصقور في العام 2020، كما تم تتويجه بالمركز الثاني في بطولة رئيس الدولة لصيد الصقور. وأضاف علي:” أمتلك خبرة 18عاماً في تربية الصقور وتقييم أداء الطير السبوق، ولديّ 8 طيور أجددها من عام إلى أخر، مشيراً أن أسعار الصقور تختلف بحسب سلالتها وسرعتها حيث قد يصل سعر أجودها إلى مليون ونصف المليون درهم. 

ويشارك سعيد محمد السبوسي القادم من إمارة دبي، في هذه البطولة للمرة الرابعة، مشيراً بأنه أمضى نحو 12 عاماً في تربية الصقور، ويمتلك 14طيراً من سلالات مختلفة، وكل فئة يشارك فيها يخصص لها 4 طيور، مشيراً بأنه اختار هذا الطير بالذات  كونه صاحب إنجازات سابقة، فقد حقق المركز الثاني في كأس رئيس الدولة لصيد الصقور بأبوظبي، في فئة الملاك، وله إنجاز أخر في بطولة فخر الأجيال للصيد بالصقور حيث حصد المركز الثاني، متأهلاً إلى شوط النخبة النهائي حاصلاً على مركز رابع.

من جانبه، عبر سهيل سعيد القبيسي الذي يشارك للمرة الثانية، عن سعادته بهذه المشاركة التي تأتي بالتزامن مع اليوم الوطني الخمسين، من دون أن يخفي سعيد تفاؤله بفوز طيره الذي حقق سرعة (774 : 17) ثانية، كونه يبذل جهداً كبيراً في تربيته وتغذيته، ويتفاءل بفوزه بالمراكز الأولى سواء في هذه البطولة أو غيرها. 

ويشارك سعيد حمد الشامسي القادم من مدينة العين، للمرة الاولى في هذه البطولة، متفائلاً بان يحصد مراكز أولى بهذا الطير الذي يراهن على أدائه وسرعته، بعد أن تم تتويجه بالمركز الأول في بطولة زايد الكبرى لصيد الصقور بأبوظبي، ويبغ عمره حسب سعيد 3 سنوات، لافتاً إلى أن أبرز مقومات الطير السبوق التي تميزه عن خيره هو جدول الغذاء والتربية الخاصة التي يحظى بها، فضلاً عن خبرة الصقار في بناء بنية الطير وتنمية مهاراته.

إلى ذلك، أقيم على هامش البطولة، معرضاً خاصاً تضمن العديد من المنصات التي تعرض أدوات الصيد وأجهزة التتبع وطائرات الدرون المتخصصة في تدريب الصقور على الصيد، إلى جانب منصة لعيادة تقدم انواع مختلفة من الأدوية المعتمدة طبياً في علاج جميع أمراض الصقور.