15 ديسمبر 2019: في طريق العودة إلى دبي، بين الكثبان الرملية في منطقة “بوقرين” الواقعة وسط “شبيكة” و “شمال الرزين”، توقفت القافلة في النسخة السادسة من رحلة الهجن، أول أمس الموافق 13 ديسمبر، وفقاً لجدول السير الذي تم إعداده مسبقاً لكي يأخذ المشاركون قسطاً من الراحة، وهم الذين وصل عددهم إلى 18 مشارك من 6 دول.

وكان الرحالة قد أكملوا نحو 500 كيلومترا وسط الكثبان الرملية في صحراء الإمارات، لمدة 10 أيام متتالية منذ أن انطلقوا في الرابع من ديسمبر الجاري، بقيادة سعادة/ عبد الله حمدان بن دلموك، الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، من منطقة مندر الأصلاب إلى جسيورة وعبر محمية قصر السراب مروراً بمنطقة شاه والثروانية وشمال العصب وحصن الظفرة ومحمية المرزوم والشبيكة وبوقرين وشمال الرزين وستكمل القافلة طريق العودة إلى دبي عبر غابات الحفار والعجبان وسيح السلم حتى القرية التراثية بالقرية العالمية ليكون تاريخ الوصول 18 ديسمبر الجاري.  

بهذا الصدد، ثمن عبد الله حمدان بن دلموك، قائد القافلة، جهود المنتسبين إلى رحلة الهجن في هذه النسخة لما قدموه من تفان والتزام وجلد في اجتياز التحديات الجّمة التي فرضتها الأجواء الجوية ووعورة المناطق التي قطعتها القافلة وقال: “رحلة مغايرة بالتأكيد، إذ زاد عدد المشاركين في هذه النسخة، وسلكنا طرقاً جديدة مليئة بالتحديات الأمر الذي اضطررنا إثره إلى زيادة عدد ساعات الترحال، وفي كثير من الأحيان كنا نصل إلى معسكر التخييم بعد حلول الظلام. كما أننا شهدنا مشاركة طفلين، أحدهم في سن الخامسة ومشاركة المشارك الأكبر سناً، الأخ/ هلال أبو ابراهيم (68 سنة)، وما بينهما من شباب، نساء ورجالاً، ما يحقق رؤية المركز في تناقل الموروث الثقافي والاجتماعي بين الأجيال والوصول إلى جميع شرائح المجتمع كما حققنا الموازنة بين مواطني الدولة والأجانب”. 

وكان المركز قد أعلن عن المفاجأة المتمثلة بانضمام طفلين في الخامسة والسابعة من العمر، وهما من دولة الإمارات، ليكونا ضمن القافلة برفقة ذويهم. ووصل عدد الرحالة من دولة الإمارات إلى 9 مشاركين، و9 آخرين من دول مختلفة تضم ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والصين والبانيا. وكانت رحلة الهجن قد انطلقت في وقت مبكر هذا العام، امتداداً لاحتفالية اليوم الوطني الـ 48.    

عن الرحلة 

هذا العام، أعلن المركز عن انطلاقة مبكرة للنسخة السادسة من رحلة الهجن التي لاقت رواجاً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، إذ وصل عدد المتقدمين لرحلة العام الماضي إلى نحو 1000 شخص، بينما تقدم للتسجيل أكثر من 700 شخص هذا العام وذلك فور الإعلان عن الرحلة على هامش المعرض الدولي للصيد والفروسية أكتوبر الماضي. 

وتختلف رحلة الهجن عن مثيلاتها وتصب أهدافها في التركيز على عيش الأجواء الحقيقية وليس تهيئتها من منظور سياحي وتعتمد على التدريبات المكثفة من قبل المشاركين لاحتراف عملية امتطاء الهجن وامتحان قدرات المشاركين الفردية وعزيمتهم لخوض تحدٍ جديد في الصحراء المترامية وسط طرق وعرة وتلال رملية وحلة تتطلب منهم النزول ودفع الهجن لاجتيازها ولياقة بدنية وقدرة تحمُّل عالية، والانعزال التام عن حياة المدينة، والالتزام بتعليمات قائد الرحلة لمدة تصل إلى نحو أسبوعين حتى الوصول إلى المحطة النهائية.